25-04-2017 08:50 AM
بقلم : أحمد محمود سعيد
لو تخيلنا الوزراء والمسؤولون الأمريكان عندما يستلم الرئيس الأمريكي الجديد يغيِّرهم ويأتي بهم ممّن يعملون او سبق لهم ان عملوا او مرتبطين بشكل او بآخر مع وكالة المخابرات المركزية CIA , فهل تكون امريكا بهذه القوّة , بالرغم من ان الرئيس الجديد يغيِّر كبار المسؤولين ويختارهم من حزبه هو سواء كان من الجمهوريّين او من الديموقراطيّين لأنهم الأقرب الى تفكيره والأقدر على إتخاذ المواقف والقرارات التي تخدم مصلحة حزبه الآنيّة او المستقبليّة خاصّة الإنتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس الشيوخ والنوّاب مع ان المسؤولين لا يتوانوا للحظة ان قرارهم أيّا كان يخدم مصلحة امريكا .
وقس على ذلك معظم الدول الديموقراطيّة في العالم المتحضِّر والتي تبقى ابواب الصدق والصراحة مفتوحة بين المسؤولين وافراد الشعب وبالتالي يستطيع افقر مواطن ان يُحاسب أيُّ وزير او رئيس حكومة دون خوف المواطن او تبجُّح الوزير وإختبائه تحت عباية الحصانة .
وقد لا حظنا في عدّة مناسبات كيف ان مسؤولا كبيرا او مرشّحا للرئاسة الأمريكيّة يخاف من تصريحات مسؤولا كبيرا في المخابرات المركزيّة بل وان تلك التصريحات قد تؤثِّر على نتيجة التصويت مستقبلا , لا ان تكون المخابرات المركزية سوطا مسلطا على رقاب المواطنين المريكيّين حتّى لو كان بشكل وهمي كما هو حاصل في بعض الدول العربيّة .
وقد شهدنا كيف ان الربيع قد تفتّح لدى بعض الشعوب سابقا كما حصل في بولندا وتايلاند والفلبين وغيرها لسنين خلت ولكن ذلك الربيع تفتّح عن زهور وورود اينعت وجلبت الخير لشعوبها سواء خسرت القليل والكثير في صحوتها حيث كل ربيع بحاجة الى ماء وسماد لكي يغذّيه اما ربيعنا العربي فما زال يحصد من الضحايا والدمار ما يعجز عن ذكره كل وصف وما زالت دماؤنا الزكيّة الطاهرة هي التي تغذّي ربيعنا الدامي حتّى الآن.
عندما تشاهد اجتماعات مجالس الوزراء العرب ترى كل في كامل لياقته وامام كل منهم جهاز لاب توب محمول وزجاجة ماء ونوعين او اكثر من العصير واحيانا صحنا من البتي فور والبسكويت وانا احيّي جهاز العلاقات العامّة في معظم دور رئاسات الحكومات العربية لإستعدادهم الدائم للتحضير لأصحاب المعالي وهم يبحثون القضايا العربية الهامّة والتي تكاد ان تكون المفاصل الهامّة في مسيرة نهضتنا العربيّة وفي خضم المعاناة العربيّة لكي تكون قرارات المسؤولين على مستوى البسكويت والعصير الذي يطفحونه .
وعندما يخطر ببال محلّل سياسي ان يدرس خلفيّة اولئك السادة يجد ان معظمهم خريجون من وكالة المخابرات المركزيّة المحليّة في ذلك البلد وقد يكون لبعضهم ارتباطات واتصالات مع وكالة المخابرات المركزيّة الأمريكيّة او إذا كان واسع الإطِّلاع له إرتباطات اخرى وقد يحمل اكثر من جنسيّة غير جنسيّة بلده حسب نشاطه والدائرة التي يسبح خلالها وعندما ترى هؤلاء البعض يخطُبون في القضايا الوطنيّة والمحليّة تراهم خير من يعبِّر ويلهب المستمعين والمشاهدين له لأنه يملك لسانا صدّاحا وضميرا ميِّتا .
لذلك فإنّ معظم المسؤولون كما يقال هم دكِّة الشيخ علي اي انهم تعلموا عند نفس الشيخ وتخرّجوا بنجاح من نفس الدائرة ويدينون لنفس الشيئ وهو الدرهم والريال والدينار وقبلتهم من يدفع اكثر ونظرا لهذه المواصفات فيهم ولطول العشرة معهم اصبحت شعوبهم مترهلة وتحيى بنفوس مريضة وضمائر ميِّتة إلاّ من رحم ربّي وهكذا اصبح المرض مستفحلا والشفاء مستعصيا ولن ينفع معه الدواء إلاّ ان تبدأ بالقدوة الحسنة وتبدأ القدوة بتعليم مسؤولينا على اللاب توب ورفع علب العصير وصحون البسكويت عن الطاولة وعدم استعمالها اثناء الكلام في العمل واحترام الوقت ليس خوفا من المسؤول وانما احتراما للعقل .
وهكذا لكي اكون انا محترما وغيري كذلك والمسؤول ليس بعيدا عنّا يجب ان اقبل بالتغيير الإيجابي من داخل عقلي وتفكيري بحيث انني اتقبل الرأي الآخر واحترمه مهما خالف رأيي علّني وغيري نستطيع اصلاح القدوة وان كان من دكِّة الشيخ علي وان تصبح قراراته تصب في مصلحة الوطن لأن مصلحة الشيخ علي نفسه تصب في مصلحة الوطن علّ مجتمعنا يصلح حاله ولا نعد نرى البسكويت إلاّ في مناسبات الفرح والذكريات العطرة كذكرى الإسراء والمعراج وكل عام وانتم بخير والى الله أقرب .
حمى الله الأردن ارضا وشعبا وجيشا وقيادة وبارك الله للأردن وشعبه وقيادته بذكرى الإسراء والمعراج على ارض الرباط بجوار المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبّة الصخرة المشرّفة .
وكل عام ونحن جميعا بخير .
ambanr@hotmail.com