27-04-2017 09:12 AM
بقلم : منور أحمد الدباس
حين تتحدث وتعلن وتزعم المفوضيه الأوروبيه بقولها ان الإستفتاء على التعديلات الدستوريه في تركيا لا يرقى الى المعايير الدوليه ، حيث حاز الإستفتاء على 51،3 ، تركيا بعظمتها لا تنتظر من يحكم على الإ ستفتاء الحضاري والنموذجي ، والذي يدعم الرئيس اردوغان وحزبه ويرفع من شأن المعارضه ، لماذا لم تنتقد المعايير الأوروبيه البريطانيين حين صوتوا بهذه النسبه تقريبا على خروجهم من الإتحاد الأروبي ، لماذا لم نسمع الا البكاء والعويل من هذا الإتحاد على استفتاء تركيا ، اهو خوفا على تركيا ام انها تحسد تركيا على ما وصلت اليه ، حيث احرز حزب العداله والتنميه نجاحا لتعديل الدستور ، ويعد هذا سابقه لم تحصل في تركيا منذ عهد اتاتورك ، الذي اسس تركيا على العلمانيه البغيضه ، والتي أوصلت تركيا الى الحضيض ، وحين حصل الإنقلاب العسكري العفن الفاشل ، لم تستحي الدول الأوروبيه في اظهار تأيدها للإنقلابيين ونعت الإنقلاب بالنجاح ، حتى ظهر وبان فشل الإنقلابيين ، وخيبت ثلة من العسكر تمنياتهم المسمومه بعودة حكم العسكر المتخلف ثانية ليحكم تركيا الإسلاميه ، لكن الله خيب آمالهم وتوقعاتهم ، وتكشف عنهم عدائهم الحقيقي لدولة تركيا الإسلاميه ولله الحمد .
ومنذ عام 2002 وانتصارات حزب العداله تتوالى تباعا ، نصر بعد نصر فقد حقق الحزب 12 انتصارا اخرج بهذه الإنتصارات تركيا من دوله يحكمها العسكر ، والإنقلابات العسكريه ، وتعليق العمل بالدستور ، وفرض حالات الطوارىء بدون ابداء الأسباب ، كان حكما عسكريا دكتاتوريا اقصائيا متطرفا لا يعرف السياسه ولا المدنيه ومؤسساتها سوى المؤسسه العسكريه الغارقه في الفساد حتى الرقبه ، والتسبب في وضع دولة تركيا في عداد الدول المتخلفه الضعيفه ، وحين جاء حزب العداله والتنميه بزعامة القائد المظفر رجب طيب اردوغان ورفاقه الشجعان الميامين حولوا تركيا الى دوله تحكمها الديمقراطيه والعداله ، وأحيا مؤسساتها الوطنيه ، وافشى الحريه والعداله في كل انحاء تركيا ، وحولها من دوله مديونه الى دوله دائنه يستدين منها البنك الدولي ، حيث تستثمر الفائض لديها لجلب الخير الى تركيا ، ورفع قوة اقتصادها الوطني .
ومن الأنباء أن الرئيس الأمريكي قد اتصل مع زعيم تركيا مهنئا الرئيس اردغان والشعب التركي على النجاح في هذا الإستفتاء المبارك ، وكثيرا من الدول الصديقه لتركيا قدمت التهاني لتركيا لإنحياز الشعب الى التعديلات الدستوريه ، والتي ستاخذ بتركيا الى التقدم والإزدهار ناهيك عن تطهير تركيا من العلمانيين الخونه اتباع الماسونيه .
هكذا تتصرف الدول الصديقه ، والتي تتمنى الخير كل الخير لشعب تركيا ، نعم لم يرق للدول الأوروبيه الغربيه ما تحققه تركيا من تقدم وازدهار والإكتفاء الذاتي ، يريدون من هذه الدوله المتحضره ان تبقى في مربع التخلف ، ويصنفونها بأنها دوله شرق اوسطيه وبعيده كل البعد عن اوروبا ، لكن عزيمة الشعب التركي والتفافه معارضة وموالاه حول الرئيس وتركيا الحره اغضب اعداء تركيا الظاهرين والمتسترين .
تركيا سيداتي وسادتي بقيادة حزب العداله والتنميه قد اعلنت وبعالي الصوت وبكل وضوح عبر تصريحات الرئيس وكل المسؤوليين الأتراك ، انهم لم يعملوا على اقصاء أحد ، ولن يتبعوا سياسة الإقصاء والإنفراد بالحكم ، وإنما يسعون ومعهم الشعب التركي بكل مكوناته واطيافه الى الوصول بتركيا الى القمم .
وأما الذين تعشموا وتمنوا بأن تبقى تركيا تحكمها العلمانيه النتنه ، والتي تغذيها الحركه الماسونيه والصهيونيه ، وتريد لها أن تقع في احضانها ، لكن تركيا بقيادتها الوطنيه الموهوبه الرشيده ، وشعبها العظيم المتحضر ، رفضوا بأن ينحنوا لأحد ، وأن لا يكونوا تابعين لأحد ، بل تكون تركيا حليفا قويا ، وبأوصاف عاليه قويه ومميزه ونديه ، فمن حق الشعب التركي ان ينظر الى مصلحته ، وان يسعى جاهدا الى رفع مستوى تركيا امام العالم ، وان يشارك العرب والمسلمين في السراء والضراء ، وهذا ليس بعيدا عن تركيا فهي تدعم وبكل قوه القضيه الفلسطينيه ، وقد قالها الرئيس اردوغان حتى لو تخلى الفلسطينيون و العرب واداروا ظهرهم للقضيه الفلسطينيه ، لن ندير ظهرنا معهم ، فالقضيه الفسطينيه هي من أولويات تركيا ، والكلام هذا للرئيس التركي البطل .واذكر حين زبل وقزم الزعيم الملهم اردوغان شمعون بيريز رئيس الكيان الصهيوني في مؤتمر دافوس الإقتصادي في سويسرا ، ونعته وجها لوجه بأقبح النعوت ، ووصفه بقاتل الأطفال في قطاع غزه ، وبالصهيوني المرتزق المحتل لفلسطين الحبيبه ورمى الأوراق بوجهه وكانت هذه الحادثه سابقه لم يفعلها أي حاكم عربي من قبل .
ونحن العرب وبعد ان اصابنا وباء التمزق ، واصبحت بعض الأقطار العربيه اشباه دول ، وغدت الدوله المصريه والتي هي التي تقود العالم العربي منذ قرون طويله ،اصبحت الآن مشغوله في نفسها ، وكان الحكماء يقولون ويرددون" اذا قويت مصر قوي العرب ، وإذا ضعفت مصر ضعف العرب " هكذا كان منطوق الأباء والأجداد .
نعم ضعفت مصر العربيه ، وضعف معها العرب ، واصبح لا يخفى على أحد حال العرب ، حيث وقعت اربع عواصم عربيه في حضن ايران والحبل على الجرار ، ولا ندري ما هي العاصمه العربيه الخامسه والتي سوف تسقط في حضن ايران ، التي تسعى جاهده لتشييع شعوب الدول العربيه ، والهيمنه عليها وعلى مقدراتها ، وخاصه دول الخليج العربي والتي تطمع ايران ان تتوسع على حسابها .
إلا أن الصحوه العربيه بقيادة المملكه العربيه السعوديه والدول العربيه ، التي انضمت الى التحالف معها ، اصبحت تشكل جبهه قويه وسدا منيعا لوقف المد الشيعي الإيراني ، ولو ان هذا جاء متأخرا ، إلا انه اثبت جدواه في الوقوف بقوه امام ايران ، والتي اصبحت عدوا جديدا للعرب ، يضاف الى العدو الصهيوني الإسرائيلي ، فكلهم سيان في محاولتهم الهيمنه على مقدرات العرب ، حيث كانت عاصفة الحزم التي اطلقتها دول التحالف بقيادة السعوديه الشقيقه لإعادة الشرعيه العربيه اليمنيه الى اليمن الشقيق ، وهم الآن يخوضون معارك ضاريه لإعادة كامل الأراضي اليمنيه تحت مظلة الشرعيه ، وقد استطاع الجيش اليمني الوطني والمقاومه الشعبيه وبدعم من التحالف الذي لا حدود له بأن تحرر 80%من الدوله اليمنيه ، وتعيده الى حضن الشرعيه ، وهي في تقدم مستمر ، حتى يعود اليمن كاملا الى الشرعيه بعون الله تعالى ثم بهمة المخلصين اليمنيين .
لن تتوانى دولة تركيا المسلمه بأن تدعم الثوره السوريه ،وان تذود معها في سبيل تحرير سوريا من النظام السوري الفاشي ، الذي يذبح ويهجر شعبه ويدمر مقدرات سوريا الشقيقه ، لقد قالها القائد اردوغان في اكثر من مقام ، بأن النظام السوري هو نظام غير شرعي ، وعليه ان يرحل ، ويحاكم على جرائمه البشعه ، والتي ترقى لأن تكون جرائم حرب يحاكم عليها الأسد وطغمته ومن ينتمي لهذا النظام الغادر المجرم ، صانع المصائب والجرائم البشعه لشعب سوريا الأبي ، وعلى الشعب السوري ان يختار له قياده جديده تخرج من رحم الثوره السوريه عسكرين ومعارضين سياسيين .
نحن المحبين لتركيا العظيمه بشعبها وقيادتها الرشيده نقدم لها افخر واقوى التهاني بهذا النصر المؤزر ، الذي احرزه حزب العداله والتنمبه بقيادة القائد المظفر رجب طيب اردوغان حفيد القائد التاريخي الإسلامي السلطان عبد الحميد عليه رحمة الله تعالى ، وكثر الله من امثالهم ، ورفع شأن العرب والمسلمين بهم ، ونتمنى لدولة تركيا الإسلاميه النجاح والفلاح بكل خطوه تخطوها ، من أجل الوصول بدولة تركيا الإسلاميه الى مصافي الدول العظمى ، ولتذهب العلمانيه البغيضه الى الجحيم وإلى الأبد .
كاتب هذه السطور لا ينتمي لأي حزب او جماعه إلا أنني مغرم ومعجب بهذه الزعامه المميزه المخلصه لوطنها والناجحه بامتياز في كل خطواتها لتسير بتركيا الى ما يصبوا اليه الشعب التركي العظيم .
dabbasmnwer@yahoo.com