29-04-2017 12:02 PM
بقلم : عيسى محارب العجارمة
معاشر السادة القراء الكرام ، هذا مقال يليق بحصافة ذكائكم ، على أختلاف مشاربكم الفكرية والسياسية والثقافية ، ومرجعياتكم الوطنية والاعلامية والحزبية والرياضية ولربما الامنية والعسكرية ، يصح ان يعنون بموجز لأهم وآخر الأنباء ، على الساحة الاردنية والعربية والدولية ، رغم أختلافنا الظاهر والباطن بكثير من مفاصله الحساسة ، بوصفي منظرا مستقلا عن أي جهة أمنية أو حزبية لما وسمته منذ 15 عاما بالتيار الصوفي السني الهاشمي بالاردن والعالم ، ولم يجد أذنا واعية وصاغية ، لدى أى جهة رسمية أردنية ، وقطعا هو جزء هام جدا من العلاج الناجع ، لنصل بوعي المواطن الاردني لتصبح قوانين وطنه نافذة لقلبه وعقله ، كما يمتثل لقوانين دبي حال تواجده بها .
كانت قناة رؤويا تمطرنا صبيحة هذا اليوم الجمعة ، برؤية مواطن عربي كبير الحال والمقام ، شهد عصر جمال عبد الناصر ومظلمته لتيار الأخوان المسلمون بأم عينه وقلبه ، ووقف هو وأخيه الملك حسين رحمه الله ،أسدا وسدا منيعا بوجه الهجمة الناصرية على شريحة مهمة من الامة كالاخوان ، وتشجيعه للانقلاب الدامي على النظام الهاشمي بالعراق عام 1958 ، كانت الدموع تترقرق بعيني وأنا أشاهد على الشاشة الصغيرة ، سمو الامير الحسن بن طلال ولي عهد الاردن الاسبق ، وهو يرتقي ببطء ووقار محاطا بضباط وأسود الحرس الملكي ، عتبة ودرجات قاعة فسيحة بالمركز الثقافي الملكي بالعاصمة الاردنية عمان ، لرعاية مؤتمر علمي يحمل اسمه الكريم .
كانت القاعة تغص بجموع كبيرة من علماء ومثقفي الاردن والوطن العربي والعالم ، واقفة على اقدامها مترقبة دخوله الهاشمي النبوي الابوي المهيب ، وقد خط شيب ووقار ما بعد السبعين جبهته الشريفة ، وسط تصفيق حار دوى بجنبات القاعة ترحيبا بسموه ، وهي اللمسة الروحية التي نتحدث عنها بالمفهوم الصوفي ، التى تغشى الناس جميعا مسلمهم وكتابيهم ووثنيهم ، حال تشرفهم برؤية ال البيت الكرام ، وهي نفس سحابة الرحمة الهاشمية التي غشيت الابيت الابيض خلال لقاء ترمب بعاهل الاردن .
وبالتعريج على كلام الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ، حول قوانين دبي التي يحترمها المواطن الاردني حال وطئت قدماه ارض مينائها الجوي ، فصبيحة اليوم الجمعة طلبت من ابني نسخة ورقية من جريدة الغد وفنجان قهوة حلوة بمشوارة لبلدة ناعور لأحضار لوازم غداء يوم الجمعة ، ذاك اليوم الشريف المقدس لدى الطوائف الاسلامية بهذا البلد ، وأنا اعتذر عن أستعارة هذا التعبير القاسي لأننا اليوم أضحينا – علمنا ام لم نعلم - نواصب وروافض وشيعة وسنة وخوارج وعناوين فرعية أخرى عدة تغص بها الحلوق ، فنفذ الشق الثاني منه معتذرا بعدم وجود الغد فشربت قهوتي على غصص وأكتفيت بقناة رؤويا ثم متابعة bbc عبر سماعة الهاتف النقال .
بين يدي الان اعداد الثلاثاء والاربعاء والخميس من الرأي الورقية ، وأنا اعتبر نفسي وزير أعلام الظل الاردني ، بديلا لصديقي معالي محمد المومني ، الرجل كامل المهنية كما أعتقد ، حسب معايير العلم الاعلامي الغربي المعاصر، والوطني الاردني أيضا ، ولكن بالقطع ليس ضمن معايير التيار الصوفي السني الهاشمي .
فنحن لنا وجهة نظر مستقلة بالتعاطي مع الاعلام الاردني ، الذي برزت أهميته بلقاء الملك يوم الاربعاء ، مع قادة الرأي العام والاعلام بالاردن الهاشمي وهو ما ينطبق على الاعلام الالكتروني الاردني ، الذي يعرف الكثيرون أنني واحد من أبرز كتابه عبر موقع زاد الاردن خلال 13 عاما خلت بأستقلالية تامة أفخر بها أيما فخر، فأنا منظر للتيار وبالتالي فالتنظير هو في طابق أعلى من توجيهات أي جهاز او جهة رسمية ولو كانت تملك رؤيتنا لما أضطررنا لخوض هذه المعمعة ، وكفى الله المؤمنين شر هذا القتال الاعلامي الدامي .
ولا يفوتني هنا تهنئة القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية ، والصديق الاستاذ صبحي خلف الثوابية - معلمي لمادة التاريخ بكلية الشهيد فيصل الثاني عام 1985 – بنجاة نجله الملازم طيار مواصلات متدرب محمد من حادث تحطم طائرة عمودية من نوع كوبرا خلال رحلة تدريبية في منطقة الغباوي هو وزميله النقيب طيار عمودي مقاتل أسامة الرواشدة .
يقول جلالة الملك لن نسمح للتطورات بسوريا بتهديدنا ، ومستمرون بسياسة الدفاع بالعمق دون الحاجة لدور الجيش داخل سوريا والهدف العصابات الارهابية ، وهو كلام يجب ان يفهمه الرئيس بشار الاسد جيدا ضمن ظهوره بمسرح القسوة بسوريا دكتاتورا عنيفا يقتل شعبه ببراميل الموت وهاهو يهدد الرمثا الغالية بقنبلة الفيل التي روعت اطفالها اصوات تفجيرات درعا البلد الاخيرة ، وأهمس للاخ صالح القلاب خفف الوطء رحمة باطفال الرمثا لا اكثر ولا اقل انت وغيرك ممن يبغوا ارسال جيشنا لسوريا خدمة لاجندات غيرنا .
ولابد من الاشادة بقرار صندوق الزكاة ودور وزير الاوقاف النشط الدكتور وائل عربيات بتفعيل سهم الغارمين وتخصيص مبلغ نصف مليون دينار الذي يستهدف بالدرجة الاولى المرأة التي يترتب عليها ذمم مالية وتقبع في مراكز الاصلاح والتاهيل بسبب المطالبات المالية وكذلك المرأة المطلوبة للتنفيذ القضائي ونطالبة ايضا بالاهتمام بالرجال كذلك الامر ومعه المجتمع الاردني الطيب والقطاع الخاص والله لا يضيع اجر المحسنين .
كذلك لفت انتباهي قرار الحكومة الموقرة بتعديلات مقترحة على قانون العقوبات تواكب تطور العصر ضمن فلسفة جديدة بالعقوبة تبتعد ما امكن عن العقوبات السالبة للحرية ( الحبس ) ، حيث اصبح بمقدور القاضي ان يفرض بدلا من الحبس تدبيرا اصلاحيا كالعمل للخدمة العامة ، زبال مثلا .
ولان الشئ بالشئ يذكر فقد تفاخر عبدالناصر ذات يو بتوقيف اجهزته لثلاثون الفا من الاخوان المسلمون بتوقيت بلغ نصف ساعة فقط وليته شغلهم زبالين كما ينوي نظامنا بدل من سحلهم بسجن ابي زعبل وفظائعه البشعة ، وان الثورة السورية الحالية ما هي الا نتاج ممارسات نظام الاسد الابن والاب بسجون صيدناية وتدمر ومذبحته الشهيرة اوائل الثمانينات وكان الحسين ملك الاردن والعرب ، داعما للاخوان في حماة وغيرها كما يفعل اليوم سيد البلاد حماه الله بحماية السوريين جميعا من بشار وزبانيته وايران وجحافلها الارهابية .
ونحن هنا لا نقارن بين دولة الحق والعدل الهاشمي وبين انظمة هشمت جمجمة المواطن المصري والسوري والعراقي حقبا طويلة من الزمن ومن غير العدل والانصاف ان نذكر الجميع بتضحيات الملك الحسين ووقوفه بوجه البعث وعبدالناصر معا يوم كان الاخوان هم الضحية وليس الجلاد كما يفعلوا اليوم بدعمهم للخوارج وغيرهم ومن الظلم ان يدفع الجيش العربي الاردني واجهزتنا الامنية ثمن مظالم غيرهم لشعوبهم فبرز التيار الصوفي السني الهاشمي حلا وسطا بين كافة الفرق الاسلامية والانظمة الوطنية الحرة الشريفة كالنظام الهاشمي الحاكم في الاردن الغالي .
وراعني نظر محكمة امن الدولة الموقرة ، بقضية سيدة مؤيدة لداعش وداعمة لفكرها الضال ، وهي شقيقة احد الارهابيين المنفذين لعملية الكرك الارهابية ، ودخولها لاحد الصفحات التي تحمل عنوان ( احببت مجاهدا ) ، وللامانة فان فكر عبير عيسى والدراما الاردنية اضحى غير مجديا لمواجهة هذا الفكر ، ولا بد من مساعدتنا نحن الكتاب بتقديم سيناريوهات جديدة ، تقتل هذا الفكر الضال بالصميم ، وانا امتلك رؤية كاملة لهذا الطرح ، ولا اجد اذنا صاغية حالي حال حاطب ليل .
أظن في هذا القدر كفاية وشكرا جزيلا للتطنيش الرسمي للتيار الذي امثله وذنبكم على جنبكم يا علية القوم اذا استمر الاقصاء والتهميش لما نمثله ونؤمن به والوطن برمته اليوم اضحى ساحة لسجال فكري نرى اننا جامعة مانعة له شاء من شاء وابى من ابى .