26-10-2008 04:00 PM
هناك لحن قديم،عرفناه كأردنيين ،وسمعناه حتى (انطرمنا) وهو الذي تردده (جوقات) وفرق موسيقية وعلى ألسنة من هبَّ ودبّ،ويتعلق بالمحسوبية والشللية والتنفيعات والواسطات،ومحاربة الفساد لكن من قبل أكثر الفاسدين فسادا.. و(هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييه).
مبادرة الملك في تأمين حياة كريمة لمحدودي أو معدومي الدخل،هي وطنية انسانية بالدرجة الأولى، لكن هناك دوما أناس يفهمون السياسة بأنها فن لتحصيل الممكن،أي ممكن،وبسبب من انغماسهم منذ زمن بعيد في تحصيل ما يمكن من النقود والنفوذ، نراهم (يعزفون) أنغاما على هذه المبادرة أنغاما ويحصِّلون أرقاما،ترفع من رصيد نقودهم ،وتزيد من حجم نفوذهم..و (هييييييييييييييييييييييييييييه).
أكثر من 200 ألف مواطن تقدموا للحصول على سكن كريم، فهم يحتاجون 200 الف شقة، كلفة الشقة الواحدة قد تبلغ 10 الى 15 الف دينار،يعني معدل الكلفة (13000*200000=2600000000 دينار) 2.6 مليارين وست (ميت) الف دينار ،وتباع لهم بمعدل 30 الف دينار تقريبا للشقة الواحدة يسددونها على امتداد أكثر من 15 عاما، أي أن المشروع ضخم، ويبلغ حجمه حسب هذه الأرقام( 200000 ضرب 30000 يساوي =6000000000 دينار)،(سته) مليارات دينار،أما صافي الربح الذي (تتقاسمه عدة جهات) فهو(6 ناقص 2.6 = 3.4 مليار دينار) ... وهذا الرقم (3.4) ثلث مليارات وأربع (ميت) الف من الدنانير (الأردنية) قد تستحق (صمت عدة دبابير) تلسع ثم تطير ...وكل شي بيصير حتى الدبابير بتطير.. و هيييييييييييييييييييييييه.
في الوقت الذي ألَّفنا فيه كتبا عن الشفافية،وغنَّينا لها حتى فقدنا (أصواتنا)، نسينا أو تناسينا (هالشفافية) في موضوع (هالسكن الكريم)،يا هل ترى .. لماذا لم يتم عرض أسماء المستفيدين من السكن الكريم؟ لدينا بيانات كاملة عن المتقدمين للاستفاده من هذا المشروع، وقالوا أن لديهم أولويات وأسس (ومعادلات رياضية ذكية) لفرز وترتيب المستفيدين،ما يعني منطقيا،أن لدينا معطيات كافية لانشاء قاعدة بيانات، يديرها برنامج كمبيوتر من خطوتين أو ثلاثة،بحيث نستطيع وبنقرة (ماوس واحدة) على مفتاح (اسماء المستفيدين)،أن نرى جدولا من 200 الف سجل،يبين كافة المعلومات عن الشقة وصاحبها ومكانها وتاريخ استلامها ومقدار الاقتطاع الشهري من راتبه،وبنقره أخرى على أمر الطباعة (والتنسيق الاعلامي) ، نستطيع أن نرى هذا الجدول في صحفنا،وعلى مواقعنا الالكترونية الاخبارية.. وهنا أتخيل جدولا يتكون من 200 ألف سطر انتظرناه مطولا لنكتشف أن الجدول(مضروب بفيروس) يعمل على تكرار لسطر واحد 200 الف مرة،ويحتوي هذا السطر على معلومة واحدة وهي(هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه).
هناك موشح يتكرر يوميا،تقوم بأدائه مسؤولة عن التطوير الحضري،وقد أتحفتنا بصوتها وما زالت،عندما تتحدث وتبشرنا بخبر عن تسليم مجموعة من الشقق لمستفيدين من هذه المبادرة،(هيك) بقدرة قادر نمنا وصحينا ، فإذا بأشخاص يتسلمون شققهم من سكن كريم،كيف ترشحوا وكيف أخذوا أولوية على غيرهم، وكيف (تأكدوا) من أهليتهم للحصول على الشقق دون غيرهم من المتقدمين وعلى هذا الوجه من السرعة؟!!... نحن لا نعلم شيئا،وكل يوم تقريبا نسمع الموشح ذاته،وأصبحت الأخت المسؤولة تعاني فعلا من (بَحَّة) في الصوت،نتيجة تكرارها لهذا الموشح في وسائل الاعلام ،وكان الأسلم لصوتها وآذاننا وحتى تريح المسؤولة وتستريح أن تبادر تلك الوسائل بتسميعنا الـ ( هييييييييييييييييييييييييييييييييييه).
شركات المقاولات التي رست عليها العطاءات،ما هي؟ لمن هي؟كم هي؟ والعطاءات ..عليها كيف رست؟ وأين (خبراء)الشفافية ومنظريها عن هذه العطاءات؟ربما الموضوع (زغيِّر) ولا يحتاج لمتابعة أو إعلان، فمشروع قيمته 6 مليارات دينار، ويتعلق بسكن (كريم) لمواطن كريم سيتنازل عن ربع أو ثلث دخله لمدة ربع قرن.. هو فعلا موضوع (تافه) ولا يرقى الى مستوى اهتمام منظري الشفافية ومحاربي الفساد .. وهيييييييييييييييييييييييه.
حدثني أحد الأصدقاء بقصة أثارت لدي تساؤلات (نايمه)، متعلقة بالجودة والمعايير الخاصة بالأبنية،حيث نعلم أن عمان تضاعف حجمها مرات في السنوات الأخيرة،بسبب وجود جيش من المستثمرين (الأردنيين وغيرهم) في بناء الشقق وبيعها، وبمواصفات (تجارية)،فسلعة معروضة للبيع مثل شقة سكنية، كيف يمكن لنا اختبارها فنيا،هذه قصة غائبة عن أذهان كثيرين من المنظرين (اللي بيخافوا عالبلد والمواطن) وغيرهم.. يقول صديقي بأن صديقه في الزرقاء تعرض لصدمة (خريعه)،تصلح لفيلم رعب،حيث كان في مطبخ بيته،وإذا بجدار المطبخ ينشق وتسقط أمامه إمرأة !!، ثم تبعها رجل وحملها معتذرا وعاد من خلال الشق في الجدار!! ثم اكتشفوا الأمر (الخدعة) السينمائية!! حيث اختلف الزوجان على أمر ما (في غرفة النوم) خاصتهم ،فغضب الزوج وهو لحَّام فقام (بسلخ) زوجته كف،فسقطت على الجدار وهدمته لتسقط في مطبخ الجيران،علما أن (الشقق)جديدة (لنج) واشتروها حديثا بمبلغ 42 الف دينار لكل شقة، لكنهم لم يعلموا أن الجدران مكونة من مادة تسمى (خلوها بعدين)وهي (فوم) رغوة، يتم كبسها في مكبس خاص ، وضمن درجات حرارة معينة،ليتشكل لدينا جدار يفصل بين حرمات بيوت لأناس كرماء... وهييييييييييييييييييييييييييييييييه.
بصراحة،أنا أردني و(كريم من دار أبوي)،وتقدمت للحصول على سكن ضمن هذه المبادرة،واعتقدت – فيما يعتقد مواطن رومانسي- بأنني أول أردني سيحصل على هذا السكن،لأن لدي مع الحياة والسكن قصص (ملحمية) لم ولن يعيشها أردني ،على الاطلاق،لكنني ومع المقاطع الموسيقية السابقة،سأتحول عن هذا الحلم، الى مشروع (غنائي) على طريقة السيد شعبولا و هييييييييييييييييييييييييييييييه.
المقاطع السابقة ليست مقالة تعالج موضوع التجاوزات المحتملة التي قد تنتهك مثل هذه المبادرة الملكية الكبيرة، لكن فكرة المقالة واردة،وربما تحتوي معلومات مذهلة .. لكننا نرعوي بهذا الوطن ونتخيَّر وقتا وطنيا ملائما لمثل هذا الحديث،وأعني حديث السكن الكريم من دون الـ هييييييييييييييييييييييييييييه...
** ملاحظة :من يريد التعليق على هذا الموضوع يجب أن يلجأ للـ(هيييييييييييييييييييييييه) حتى لا نخرج عن السياق.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-10-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |