سرايا - سرايا - صادف يوم الاول من ايار الذكرى الثالثة والعشرون على رحيل اسطورة سباقات السيارات البرازيلي ايرتون سينا.... والذي يعتبره الكثيرون أعظم سائق في تاريخ الفورمولا 1, و ثالث اكثر سائقي الفورمولا 1 نجاحا في عدد الانتصارات بعد الالماني مايكل شوماخر و الفرنسي الان بروست. لقد فارق الحياه في حادث مروع على حلبة ايمولا الايطالية حيث اصطدم بجدار اسمنتى على سرعة جانبية مقدارها 217كم/ساعة بعد انزلاق سيارته على منعطف سريع و هو يقود بسرعة 330كم/ساعة, مما يعتبر آخر سائق فورمولا 1 يفقد حياته في السباق.

وُلد ايرتون سينا في 21 مارس من العام 1960، وبسرعة بدأ مشواره في عشق الرياضات الميكانيكية التي افتتحها مع سباقات الكارتينغ، وانتقل بعدها الى بريطانيا للمشاركة في سباقات المقعد الأحادي حيث تمكن من الفوز ببطولة الـ «British Formula 3» في العام 1983 والتي كانت مفتاحه لدخول بطولة العالم لسباقات الفورمولا1 في 1984 مع فريق «تولمان» الذي يعتبر من الفرق المتواضعة، ولكن على الرغم من ذلك تمكن سينا بفضل مهارته من حصد المركز الثاني في سباق جائزة موناكو الكبرى، ومن ثم كرّر هذا الانجاز مرتين بحصوله على المركز الثالث في جائزتي بريطانيا والبرتغال ما لفت أنظار الفرق الأخرى اليه (لوتس، مكلارن، وويليامز..).

كانت سيطرة سينا على عالم الفورمولا1 واضحة جداً. فقد أحرز بطولة العالم ثلاث مرات أعوام 1991،1990،1988 وفاز بـ41 سباقاً مما جعله متفوق على جميع السائقين ما عدا آلان بروست ومايكل شوماخر. وكبقية السائقين أضاف سينا عمله العقلي الى قدراته في القيادة وإستطاع بذلك أن يتفوق على منافسيه و لو بفارق عشر من الثانية. الجميع يتذكر قيادته الجريئة و خاصة إنتصاره المثير على حلبة «دونينغتون» وسط أمطار غزيرة عام 1993 حيث تفوق على سيارة الويليامز العالية التقنية الممثلة ببروست ودايمون هيل، كما إستطاع في ذلك العام أن ينتزع أربعة إنتصارات من سيارة المكلارن التي كانت مذهلة حينها.

و اشتهر ايرتون سينا في حقبة قيادته لسيارة المكلارين-هوندا بخلافاته و مشاجرته مع زميله في نفس الفريق البطل الاسطورة الان بروست.... حيث كانا يتنافسان على احراز المراكز الاولى..... في بطولة عام 1988 كسبها سينا, ثم عاد الان بروست ليستعيدها عام 1989, ثم سيطر سينا على بطولتي 1990, 1991.

وفاته:
لقد شوهد حادث وفاة سينا في جائزة سان-مارينو الكبرى في الأول من مايو عام 1994 على الهواء مباشرة في معظم دول العالم عندما تسبب أحد المنعطفات الخطيرة في فقدان السائق، الذي كان يقود سيارة الويليامز بسرعة 300كلم/الساعة السيطرة على سيارته ليصطدم بسور الحماية لحلبة إيمولا ويلقى مصرعه، مما جعل تأثيره كبيراً في نفوس المشاهدين أكثر من الحوادث الأخرى التي تعرض لها السائقون الذين سبقوه. ومن الضجة التي تلت الحادث كان يمكن للمرء أن يخال أن الحوادث نادرة في عالم سباقات السيارات، ولكن على العكس فإن هناك سائقاً واحداً على الأقل تعرض للموت بين عامي 1950 و 1982.

و تحمل قصة موته بعض المفارقات الغريبة و المؤثرة فمن المعروف أنّ سباقات الفورمولا واحد تقام في عطلة نهاية الاسبوع؛ أيام الجمعة والسبت والاحد وبعد مرور 12 سنة على رياضة الفورمولا1 بدون أيّ حوادث مميتة كان القدر في انتظار بعض المتسابقين في هذه الايام الثلاثة السوداء من تلك السنة في تاريخ هذه الرياضة.
ففي يوم الجمعة الموافق 29 ابريل 1994 وأثناء التجارب الحرة تعرض مواطن سينا البرازيلي روبنز باريكيلو لحادث كاد أن يودي بحياته حيث أصيب بعدة كسور وتمّ إسعافه ونقله للمستشفى وتعافى بعد ذلك بمدة.
في اليوم التالي – السبت 30 ابريل اصطدم المتسابق النمساوي «رونالد راتزبيرجر» باحد الحواجز الاسمنتية بسرعة 314 كم/ الساعة مما أدى لمفارقته الحياة حيث كان هذا الحادث سبباً في اجتماع المتسابقين بقيادة ايرتون سينا في صباح يوم الأحد ليتفقوا على القيام بالمطالبة باصلاحات جذرية في موضوع السلامة والامان في سباقات الفورمولا1 ولكن القدر لم يمهل سينا كي يستفيد من نتائج هذا الاجتماع..
فعندما بدأ السباق في يوم الاحد الاول من مايو كان الموت في انتظار سينا في أحدى منعطفات المضمار حيث اصطدم ايضاً في حائط أثناء تقدمه السباق و من خلفه مايكل شوماخر وأصيب إصابة خطيرة نقل بعدها للمستشفى حيث أعلن عن وفاته بسبب اصابة شديدة بالجمجمة، ومنذ ذلك الوقت لم تحدث حالة وفاة أخرى في سباقات الفورمولا1 حتى هذا اليوم وذلك بسبب التعديلات التي طالب فيها سينا وزملائه.
ومن المفارقات المؤثرة في موضوع وفاة سينا أنهم وجدوا علم النمسا مطوياً داخل حطام سيارته فقد كان ينوي البرازيلي رفعه بعد فوزه بالسباق تكريماً لزميله الذي مات قبله بيوم «راتزبيرجر»، ولكن لم يكن يعلم أن قدر الموت كان في انتظاره أيضاً..
و خلال التحقيقات في سبب الحادث... تم اتهام اطراف عديدة من ضمنهم طاقم المهندسين الخاص بسيارته, الطاقم الاداري لفريق وليامز- رينو, سيارة الأمان البطيئة التي تسببت في برودة الاطارات و فقدانها الضغط والتي كانت تسير امام سيارة سينا قبل لفتين من الحادث (السيارة من نوع اوبل فكترا 1994... بعدها تم الاستعانة بسيارات أمان سريعة), و من ضمن القصص المتعلقة بيوم وفاته أنه في نهاية السباق كان الفوز لصالح مايكل شوماخر الذي احتفل بفوزه على المنصة بشكل صاخب و مثير للجدل رغم وصول نبأ وفاة سينا, مما زاد من الانتقادات الموجهة لشوماخر فيما بعد و كره محبي سينا لشوماخر رغم تحطيمه لجميع الارقام القياسية في الفورمولا .
================
ارقام و احصائيات:

عدد السباقات التي شارك بها: 162
عدد المشاركات: 161
بطولة السائقين: 3
الانتصارات: 41
مركز الانطلاق الأول: 65
منصة التتويج: 80
عدد النقاط: 614
أسرع لفة: 19
عدد اللفات: 8236

ترتيبه في بطولة الفورمولا 1 منذ مشاركته حتى وفاته:

1984: 9
1985: 4
1986: 4
1987: 3
1988: 1
1989: 2
1990: 1
1991: 1
1992: 4
1993: 2
1994: 38 توفي في السباق الثالث و لم يحصل على اي نقطة في اول سباقين بسبب تعطل سيارته.