بقلم : هاشم الخالدي

‏ما زلت اتذكر حتى الان تصريح رئيس وزرائنا الدكتور هاني الملقي الذي تعهد فيه بعدم رفع الاسعار حتى نهاية العام الحالي بعد ان اغرقنا بسلسلة من قرارات رفع الاسعار كادت ان تهلك البلاد لولا لطف الله.

ويبدو واضحاً ان هذا الوعد قد تم الالتفاف عليه من خلال قرارات استفزازية تشعرك كأنك في وطنك قد اصبحت نزيلا في فندق يتعمد اصحابه سحب اموالك من خلال بيعك حتى (الماء) على سفرة الافطار او تغريمك ضريبة على تنظيف الغرف مع تعهدهم بعدم زيادة سعر اشغال الغرف.

اذا نحن كشعب اردني تحولنا بالفعل كنزلاء فنادق يحاول اصحابه ابتزازنا وسحب ما امكن وما لا يمكن من اموالنا حتى لو اضطروا لفرض ضريبة
على الهواء الذي نتنفسه في الغرف

. شيء مؤلم ما يحدث ..وشيء مؤلم أكثر ما يقوم به الملقي من قرارات استفزازية وكأنه يقوم (بمجاكرتنا) عينك عينك، فلم نكد ننسى قيامه بتعيين عدد من ابناء اصحاب الذوات والوزراء ورؤساء الوزارات السابقين في صندوق استثمار اموال الضمان الاجتماعي حتى فاجأنا قبل ايام باتخاذه قراراً برفع رواتب الفئات العليا بواقع (220) دينار في الوقت الذي يؤكد لنا في تصريحاته على العدالة الاجتماعية وتكافئ الفرص وتوزيعها على فئات الشعب باكمله ليأتي الواقع غير الكلام فتتحول احلامنا الى احلام يقظة نصحو منها فزعين فندرك ان لا فائدة من تغير اسماء رؤساء الوزارات او كما يقال بالهجة الربداوية ( كلهم من نفس العلبة).

الان تتجه انظار الملقي الى فرض المزيد من الضرائب على المسقفات وبيع الاراضي ونقل الملكية وربما تصل الامور لنبش كل انواع الضرائب ليقوم باعادة هيكلتها بحجة انها غير عادلة والاساس ليس كذلك بالتأكيد وانما البحث بخرم ابرة ليستطيع فيه سد عجز الموازنة العامة من اموال الغلابا و حتى يتمكن من سد الهوة الكبيرة التي احدثتها سرقات الكبار في هذه الخزينة المتهالكة اصلاً.

السيناريو القادم بتنا نعرفه تماماً و نحفظه عن ظهر قلب، وهو قيام رئيس الوزراء بموجة رفع اسعار هائلة تستفز (شكلا و مسرحياً) نوابنا الاكارم، فتشتعل مذكرات حجب الثقة ثم ما تلبث الحكومة ان تغادر بعد ان تكون قد اتخذت قرارات قاسية برفع الاسعار على الشعب الاردني الذي يغدو شاكراً حامداً لمغادرة الحكومة فتأتي حكومة اخرى و تتخذ ذات القرارات ثم تغادر فتأتي ثالثة ثم رابعة ليكتشف المواطن الاردني في النهاية ان كل رؤساء الوزارات السابقون و الحاليون و حتى القادمون هم وجه لعمله واحدة. حسبنا الله و نعم الوكيل .. و للحديث
بقية...‏
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com