بقلم : هاشم الخالدي

قرأت الاعتذار الذي نشره وزير الخارجية ايمن الصفدي حول تقصير و تأخر بعض القنصليات بتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين.

من حيث المبدأ فإن الاعتذار هو شيمة جيدة لا استطيع سوى ان احترمها لاننا لم نتعود ان نسمع اعتذارا او اعترافا من اي وزير على مدى تشكيل الحكومات الاردنية منذ عام 1921 و حتى عام 2017.

و لكنني اقول:

اذا كان معالي الوزير جاداً بتقديم الاعتذار فإن الاعتذار وحده لا يكفي لان وزارة الخارجية تحديداً بكافة مكوناتها الوظيفية تحتاج الى اعادة هيكلة واعادة تأهيل، فهل يستطيع ايمن الصفدي دخول عش الدبابير؟.
بعد هذا الاعتذار الذي اتمنى ان لا يكون مجرد حبر على ورق ، يجب على الصفدي اعادة النظر في تعيين القناصل و السفراء لان 99% منهم هم ابناء ذوات وابناء رؤساء وزارات سابقين وابناء وزراء ربما حاليين او سابقين وابناء نواب واصحاب ألقاب لها اول وليس لها اخر ، فهل سيستطيع ايمن الصفدي ابن مدينة العسكر "الزرقاء" ان يمنح فرصة لابناء الحراثين والكادحين ان يكون لهم نصيب في حمل لقب سفير او قنصل؟؟

دلوني على قنصل واحد او سفير من هاشمية الزرقاء او من عيرا ويرقا او من بصيرا او من القويرة او من وادي موسى او من الثنيه وغيرها وغيرها ، وحتى لو وجد ...فستجد اسماً واحداً لن يتكرر العمر كله ، فهل هذه هي العدالة التي اطاح بها و برموزها وزير الخارجية السابق ناصر جودة ؟؟؟
دلوني على سفير واحد او قنصل جلب لهذه الدوله استثمارات مثلما يفعل كافة سفراء الدول الاجنبيه ؟؟؟
اعود للاعتذار واقول مجدداً انه مقدر ، لكنه يحتاج الى تفعيل، و قضية التفعيل سهلة وبسيطة وهي ان يكلف معاليه مديرة الاعلام في وزارته برصد شكاوي الاردنين في الخارج والتي يبثونها في الغالب عبر المواقع الالكترونيه ليقوم الصفدي بعدها بأجراء تحقيق واقالة بعض القناصل والسفراء الذين يتخذون مناصبهم كمناصب فخرية وبرستيج ومشيخة فقط لاغير.



الاعتذار لا يكفي لأن الوزير ايضاً بحاجة للاطلاع على الكوادر المتخمة التي تزدحم بها سفاراتنا بأسماء فخرية تلهف رواتب خيالية تذهب لجيوب هؤلاء الذين يثقلون خزينة الدولة ويحملون مناصب فخرية ...ولا عمل لهم سوى الجلوس في مكاتبهم الفاخرة تحت هواء "الكونديشن "وطق الحنك.؟؟؟

هذا مستشار ثقافي وذاك مستشار اقتصادي وثالث مستشار سياحي ورابع مستشار لشؤون المستشارين وخامس مستشار لشؤون القهوة العربية وهكذا دواليك.؟؟؟ فهل سيستطيع أيمن الصفدي قصقصة هذه الاجنحة واعادة الاعتبار لسفاراتنا في الخارج ؟
هل سيستطيع التحقق من معلومات حول قيام بعض السفراء والقناصل بتحويل مقرات السفارة الى بزنس خاص بهم؟

هل سيستطيع القضاء على ظاهرة القناصل الفخريين في بعض الدول ممن يحملون هذا اللقب ، من باب الفخر والفشخرة ومن اجل استغلال المنصب الدبلوماسي لتسهيل مشاريعهم الاقتصادية واعمالهم الخاصة؟.

في وزارة الخارجية يا معالي الوزير الكثير الكثير من الامور التي تحتاج الى اكثر من الاعتذار ...لأكثر من تحويل البعض الى مكافحة الفساد .. لاكثر من احالة البعض للتقاعد ، وانهاء خدمات آخرين.؟

في وزارة الخارجية .. الم الاردنيين البسطاء الذين لا يعرفون طريق الوزارة لان اقدام ابنائهم لم تطأها قط ..

وللحديث بقية

الكاتب : مؤسس موقع سرايا
hashem7002@yahoo.com