20-12-2010 05:57 AM
إلى أهله ورفاق السلاح والدرب لا يعلم الإنسان أنَّ ومتى كيف يكون المآل ... لكن أن تكون من فرسان الحق وتستشهد وأنت بين صفوفهم فارساً لا تعرف للوقت قيمة إلا الانجاز ولا للحب معنى إلا للوطن ولا للإخلاص شيمة إلا للملك , فذلك خير شهادةٍ ومآل ,,, في عمان التي تلمس فيها الأمن والأمان تحزن على رجال يخطفهم الموت وقد كانوا بعد الله يحموننا من موت اغبر على يد غدار ,, وفي ذات الحال تفخر بهم , فهم من مدرسة لا تعرف إلا الله , الوطن والمليك , وقرنوا العمل الوطني المشرّف بها رابعاً , فيختلط دمعك بفخر يواسيك فيه أن الدرب مستمر والقافلة تسير مادام للفرسان مدرسة تخرّجهم يحملون سيوف الحق.
ذات مرة في سبعينيات القرن الماضي رد الراحل الحسين على سؤال لصحفي غربي حول إمكانية بقاء الأردن في ظل ظروف أحاطت به واحكيت له من الصديق والقريب والجار العدو , بالقول : يخطئ من يظن انه ليس في الأردن رجالٌ أشداء يحمونه ويذودون عنه وقت الشدائد بالغالي والنفيس , والفقيد الحديثات كان من كوكبة رجال هم الأقرب إلى جلالة الملك والوطن في عسكريتهم النقية نقاء الثلج والطاهرة طهر سريرة القلب , ولأننا في عسكرية القلب والهوى التي تشبعت بها دمائنا نعرف أن رجال العسكرية هم الرجال الرجال , فإننا نحزن أن الفقيد ومن سبقه كانوا لا يتعلمون إلا كلمات لا تخرج عن نطاق " حاضر سيدي " و" أمرك " , لكنها - لمن لا يعرف - كلمات لا تعني إلا الخضوع لمصلحة وطن وامن مواطن وسلامة امة . هناك في شارع الشعب حيث عسكرية يغلفها جدار الصمت والبعد عن الأضواء , قضى الفقيد جـُلَ شبابه يتعلم ويحمي ويعمل بصمت , و أخرون مثل الفقيد رحلوا و أخرون " ما بدلوا تبديلا " لأن القناعة كانت ولا زالت إما أن تكون نجماً يخطف سنا برقه الإبصار أو أن تكون نجماً يضيء الدروب لمن أضلوا أو ظلت هيَ بهم أو ظللتهم , فأختار فرسان الحق الثانية حتى ينجزوا بصمت بدءه أبو رسول بتكليف الحسين ولم ينتهي عند فارس حمل ثقة أبي الحسين ليبقى الفرسانُ فرسانَ ثقةٍ وحق , ولاؤهم لمولاهم وانتمائهم لوطنهم وسهر عيونهم لأمن أمتهم .
اجزم ومثلي كثيرون لا نعرف عن الفقيد أكثر من انه انتسب لجهاز طالما نفخر به, أن نشر خبر وفاته حرك في داخل نفوسنا حرة وألهب فينا مشاعر الحزن وثار لسان الحال يقول : " يا الله حتى الفرسان يأبون - كما الروح الغالية - أن يترجلون إلا بصمت " وهو صمت يدرك كثيرون انه مقرون بإنجاز نفاخر به حتى لو لم نراه جهره ولم نسمع به علنا , فبين صمت الفرسان ولجلجة الأعداء كان النصر بالحسنيين في مواقع استشهد فيها بواسل بحلاوة النصر وانتصر فيها رفاق لهم كانت رايتهم– كما الوطن – دائما ً بيضاء . اكتب بمداد القلم كما كتب فرسان الحق بمداد عروقهم فدوى للوطن , ومتى نفذ القلم من مداده أفرغتُ فيه دماً فدى للحق ولفرسانه ولوطن يحمونه بدمهم , لورثة الرسالة التي استمرت مذ أن كلف المصطفى المختار حذيفة بن اليمان في مهمة لا تختلف عن مهمة فرسان حق ٍ كلفهم بها حفيد المصطفى , فكما نجح حذيفة ليكون حافظ السر وكاتم الإسرار كان فرسان الحق حفظة الوطن وكتـّام سره وحماة أمنه , فهم ورثة الصحابة وأصحاب الإرث , فمن كان فيهم ترك إرثاً وأثراً ماثلين لا يمحوهما رحى الأيام مهما تدور , ومن لازال منهم يحمل السيف يذود به بالحق وعنه , فطوبى للوطن ولنا بهم . كما خاتمتهم مسك أقول : لأن لله ما أخذ ولله ما أعطى , لنا المواساة في رجال تأبى أرواحهم الطاهرة وهممهم العالية إلا أن تبقى الراية مرفوعة تخفق في سماءات لا تعرف إلا العدل والحق , فرحم الله الفقيد واسكنه عالي جنانه وألزم روحه إلى صفوف شهداء كانوا يحملون الراية وتسلمها منهم رجال قناة عزمهم لا تلين ومداد سواعدهم لا يخثر وخطى أقدامهم لا تستكين ...
و إنـّا لله و إنـّا إليه راجعون.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-12-2010 05:57 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |