09-05-2017 01:57 PM
بقلم : يوسف العثمان
كثيراً ما نسمع مصطلحات الروتين والبيروقراطية في المجالس ووسائل الإعلام المختلفة وفي ورشات العمل والمنتديات والمؤتمرات الرئيسية وبأنها إحدى معيقات العمل والتطور والرقي غير أن الذي يقال ويتداوله الناس يبقى في الإطار النظري , ولكن المرء يصاب بالدهشة والذهول لما يشاهد على أرض الواقع من إعاقات ومحبطات وروتين وتواقيع لازمه وغير لازمه , فالمعاملة مثلاً توقع عشرات التواقيع وتأخذ من المراجع والموظف جهداً بدنياً ومادياً وزمنياً , مع أن الأصل أن تجرى المعاملات بكل يسر وبساطه وسهوله ومن غير تعقيدات .
وعلى ما يبدو إن هناك عدة عوامل وراء هذه الظاهرة المؤسفة , منها على سبيل المثال نفسية الموظف وما يحيط به نفسه من هاله وبأنه يتحكم بأرزاق الناس , والبعض الآخر يتلذذ في إيذاء الناس وتعطيل معاملاتهم لوجود عقد نفسيه عنده أو ما يعرف بعلم النفس "بالانا العليا" , معتقداً بأن تعطيل أمور الناس يشبع رغباته , والأمثلة كثيره منها على سبيل المثال "مياومات السفر" فالموظف مثلاً الذي تكتب له سفره خارجيه يدوخ السبع دوخات بعد عودته من السفر حتى يحصل على مستحقاته , مع أنها موضحه في القانون والتعليمات ولا تحتاج لكل هذه التواقيع , الأمر الآخر أن هذه المعاملات توقع من عدة جهات رقابية مثل المديرية المالية والرقابة الداخلية والمراقب المالي وديوان المحاسبة , مع أن القوانين واضحه بأن الموظف المبتعث إلى الخارج لا يستطيع السفر إلا بتكليف من معالي وزيره المعني أو مدير دائرته ووفقاً للمادتين (19 أو 20) من نظام المياومات والسفر ويكون مذكور ذلك في كتاب التكليف , إما استنادا إلى المادة 19 أو المادة 20 وحاصل على الفيزا اللازمة , ناهيك عن المخاطبات الداخلية التي تسبق عملية السفر , ومع ذلك نرى الكثير من التجاوزات المالية , فأين كانوا ؟.
هناك أجهزه راقيه وعمليه يتم فيها صرف المياومات وقبل السفر وبكل بساطه وأريحيه , خذوا هذه الأمثلة وطبقوها في أجهزه الدولة ترتاحون وتريحون.
وهنا يتساءل المرء إلى أين وصل ما يسمى مشروع الحكومة الإلكترونية , وهل ستنفذ الحكومات توجهات سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه في هذا المجال , أين هي الخطوات العملية على الأرض ؟ لغاية الآن لم نشاهد شيء على أرض الواقع وكل ما حصل لغاية الآن كلام نظري لا أكثر ولا أقل يتم تداوله عبر وسائل الإعلام , فهل تلتقط الحكومة توجهات سيد البلاد وتسارع إلى تنفيذها أم أنها ستبقى مبادرات على الورق أو كلاماً في الورشات والمنتديات , نأمل من الحكومة أن تعمل على معالجة بل ومحاربة البيروقراطية والروتين لأن معالجة البيروقراطية والروتين ينمي البلد ويرقيه , هل سنبقى نائمين حتى يأتي سيد البلاد ويؤشر على الخلل أدوا واجباتكم بكل أمانه وإخلاص عندها تحل أغلب المشاكل.