09-05-2017 02:09 PM
بقلم : أحمد محمود سعيد
بدأ الأردن نشأته عروبيا وكان يرأس حكومته إمّا سوريا او لبنانيا او فلسطينيا او اردنيا وكان يشكِّل حكومته من ابناء الأردن من مختلف المنابت والأصول لذلك سمّى جيشه الجيش العربي وكان من المؤسسين لجامعة الدول العربيّة ومجلس الدفاع العربي المشترك ومجلس المقاطعة العربية وكافّة المنظمّات والهيئات التابعة لجامعة الدول العربيّة وشاركت في محاولات عربيّة وحدويّة لم يكتب لها النجاح الدائم والكامل مثل الإتحاد العربي الهاشمي ومجلس التعاون العربي ولكن نجحت الوحدة الإندماجية للضفة الغربيّة لنهر الأردن من خلال المملكة الأردنيّة الهاشميّة التي إتخذت شكلا اندماجيا كاملا حتى تمّ فك الإرتباط الإداري والقانوني بناء على طلب منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيّين وموافقة الزعماء العرب على ذلك عام 1988 وبناء على قرار الزعماء العرب في الرباط عام 1974حول اعطاء منظمة التحرير صفة الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين ما عدى صفة الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرّفة والمقدسات المسيحيّة الأخرى .
لذلك كان الأردن حقوقه منقوصة لأنّ العالم لم يوفه حقّه بما يكفي ليغطي نفقات تدفق اللاجئين من كل حدب وصوب مما أثّر على الخدمات المقدّمة لهم في التعليم والصحة والنقل وغيرها كما ان الأمم المتحدة والعالم اجمع لم يستطع إعادة الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل من الأردن عام 1967 ليستطيع الفلسطينيون سكان الضفّة من تقرير مصيرهم ولا تصل مساهمة الدول في تغطية نفقات اللاجئين السوريين الى 30% من النفقات الفعلية.
وكان وما زال كامل حقوق الفلسطينيون منقوصة لأنهم تحت الإحتلال الإسرائيلي وتقوم اسرائيل بسلب المياه وعوائد السياحة والآثار ورسوم الجمارك والأراضي وغيرها هذا إضافة لعمليات القتل والإغتيالات والأسر في المعتقلات وبناء المستوطنات والجدار العنصري ومضايقة السكان بالحواجز والحصار والإعتقالات وغيرها .
وكذلك السوريون اللذين هم تحت القصف والبراميل والقنابل وصواريخ هوك والطائرات الحربيّة أوالتي بدون طيار وغيرها من اسلحة كيماويّة وما زالت بيوتهم تُدمّر وارزاقهم تُنهب ودولتهم تُفتّت وتقسّم طائفيّا وقوميّا ومذهبيّا وهم ليس لهم كلمة وهؤلاء البشر اكثر الناس حقوقهم منقوصة لأنّ العالم اجمع صامت ومنتظر لقسمة سوريا والجزء من الكيكة التي ستكون من نصيبه فها هي بعض دول الجوار واسرائيل وخاصّة ايران وتركيا ودول بعيدة مثل امريكا وروسيا يحيكون الخطط لإقتسامها ونهب خيراتها وتشريد اهلها .
واما العراقيّون فقد انتهى القسم الأكبر من مسلسلها والآن يتم التشطيب واقتسام الأرزاق بعد ان قامت الصهيونيّة والدول الغربية وعلى رأسها امريكا بتدمير العراق ارضا وثرواتا وشعبا وجيشا وقيادة لتبقيه كالهشيم بلا حياة وبالتالي فإن حقوق العراقيّين منقوصة وهي ديْن في رقبة الصهيونية والغرب وبعض العرب والأمم المتحدة والعراقيّين انفسهم .
وهكذا تكون صدقت مقولة نسبت إلى أول رئيس وزراء لإسرائيل ديفيد بن غوريون ونص هذه المقولة "قوتنا ليست في سلاحنا النووي بل في تدمير وتفتيت ثلاث دول كبرى حولنا العراق وسوريا ومصر إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر , وهكذا تتحقق المقولة اوّلا بتدمير العراق والآن دور سوريا حيث تلاقي اشدُّ هجمات التدمير ويبقى لا سمح الله دور مصر الذي يحاول الغرب خلق الفتنة بين المسلمين والأقباط فيها لتكون نهاية االمؤامرة على العرب .
فهل يمكن ان نتخيّل عالمنا العربي خاليا من عظمة تلك الدول الثلاث التي تشكل مساحتها حوالي مليون وستمائة واثنان الفا ومائتين واثنان كيلو متر مربع وتشكل حوالي 11,7%من مساحة الوطن العربي ويبلغ عدد سكان تلك الدول حوالي مائة واثنان وخمسون مليون نسمة وتشكل حوالي 42% من عدد سكان الوطن العربي اضافة لما يمتاز به من ثروات كالنفط والمياه والاثار والحراج وعلماء وحضارة وغيرها وبذلك هي تشكل العمود الفقري للقوّة العربيّة وتدميرها يعني انتصار اسرائيلي غير محدود .
إنّ الحقوق العربية المنقوصة تشكل عوامل مساعدة لتحقيق مكاسب اسرائيلية من العالم العربي .
كما ان الأردن هو الملاذ والملجأ والوطن للاجئين المشردين من اوطانهم او الهاربين من ويلات الحروب والإرهاب من دول عربيّة لأن الأردن عروبيُّ بطبعه ونشأته ومواطنيه وهو الوطن حين تعزُّ الأوطان ويتخلى العربي عن اخيه.
حمى الله الأردن من الإرهاب وتبعاته ومن الصهاينة ومخطّطاتهم وحفظ الله ارضه وشعبه وجيشه وقيادته من أيِّ سوء او ضرر .
ambanr@hotmail.com