13-05-2017 09:25 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
علامتان قبل قيام الساعة,ومجمل دلالاتهما غياب الشعور الإنساني وما ينتج عنه من عذاب الإنسان , وذلك نتيجة غياب الإيمان وحكمته في حفظ إنسانية الإنسان وبيئته ضمن قوانين أنظمة الكون لتكوين الحياة الصالحة من الإنسان الصالح الذي يحفظ شرعيته في العزة الكرامة والوجود ,وانسجام أعماله وتكوينها مع طبيعة الكون , لهذا فان الواقع المتردي الذي تمر به البشرية ناتج من لغة المصالح المادية وهوى الأنفس وفسقها , التي أصبح الفرد والعائلة والمجتمع يتخاطبون ويتعاملون ويتباهون بها دون الشعور بمردود عذابها ...........
العلامة الصغرى لقيام الساعة في مجملها تتحدث عن فساد الإنسان نتيجة فسقه عن أمر ربه وإتباعه أنانية هوى النفس في الجشع وحب المادة والشهوات المحرمة حتى ضاعت الأمانة والعهود والترابط والرحمة من قلوب البشر, فهمجية الإنسان في قمة فساده أصبحت واضحة في الإنسان الكافر والمنافق بكفرهم النعم وربها , من سوء الخلق , وانعكاسه على بيئتة التي يعيشها ,ليمكن الإنسان بالعلم المادي من نسب الحال إلى إسرافه وضلاله عن الحق ,وليعي الإنسان انه على مفترق طرق إما الخلاص بإصلاح نفسه على قوانين رب هذا الكون وإما الاستمرار في حياة العذاب والازدياد في درجاته ......
العلامة الكبرى لقيام الساعة في مجمل دلالاتها قيام الفتن’ وهي كقطع الليل,وذلك عندما تغول الفساد في حياة الناس ,ونما منه أعلى درجات الشعور بالخوف والرعب والحقد والأنانية في الأنفس البشرية , وتعامل الناس بهذا الشعور , لا يسلم منها إلا المؤمن الصادق ,الذي استعصم بحبل الله وتمسك به دون غيره من حبال الناس من اهواء العقائد الفاسدة المبنية على ضلالة الحقد والمصالح وتنافرهم بتحوصل كل فريق للعرق او للمذهب او للعقيدة ,رغم عدم صحتها في الواقع ,الذي يمكن للعقل البشري من إدراكها ,وهذا أصبح واضحا بين الدول وضمن الدولة الواحدة في المجتمعات الغربية من خلال ظهور اليمين المتطرف للعرق والعقيدة وبقوة وهي بداية الفتن داخل هذه المجتمعات التي تقوم على مختلف الأعراق والاعتقاد,كل ذلك نتيجة فسادها السياسي وفتنه , الذي مارسته في العالم وانتكاسه حيث انكشف المستور إن حقيقة الصراع كانت وما زالت امتدادا بين الحق والباطل وتضليله الذي يرأسه منذ القدم قتلة الأنبياء والمرسلين ,والذين تبرؤا من رسولهم عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ,وعهده الجديد ,ليستغلوا أنصاره بالتضليل من خلال صهينة سلالة الساسة الحاكمة في الغرب لتحقيق قيام الهيكل المزعوم والدولة الكبرى,وذلك من خلال تشويه سمعة الإسلام , كما تم تشويه سمعة الكنيسة من قبل من خلال الثورة العلمانية الليبرالية ...........
ظهور الفتن في حياة الإنسان والمجتمعات فيه دلالة واضحة على إرادة الله في نهاية إمهال الإنسان , فهي الخط الفاصل بين الكفر وعذابه والإيمان ونجاته ,فليس هنالك أكثر وضوحا للحق أمام واقع الباطل وفساده الذي تعيشه بشرية اليوم ,حق يكشف كل أساليب التضليل والادعاء الكاذب وذلك من ويلات الفتن القادمة على عموم البشر, التي استيقظت من شرارة فتنة المشرق التي أيقظها خدام الصهيونية في الغرب ............
إن الحق واضح في دليل الكون من خلال كتاب الله تعالى الذي ضرب من كل شيء مثلا ,وبينت السنة الشريفة الحكمة في الكتاب ,فهما للعقل علما ليهتدي بهما الإنسان للإيمان لينير الصدور التي تحيي بصيرة القلوب , لهذا فان الإيمان في القلوب’ ليحرم الكافر من بصيرة نور العلم ليبقى في ضلال الظلام .............
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27).........