21-12-2010 05:27 PM
سرايا -
سرايا - كشفت وثائق دبلوماسية أمريكية سرية نشرها موقع ويكيليكس أن سوريا اعتقدت أن إسرائيل وقفت وراء اغتيال العميد محمد سليمان، مساعد الرئيس بشار الأسد للشؤون الأمنية، والذي بيّنت البرقيات المسرّبة بأن الولايات المتحدة كانت عازمة، قبل تصفيته، على تطبيق عقوبات مالية ضده كجزء من محاولة لاضعاف نظام الرئيس الأسد.
وقالت صحيفة الغارديان الصادرة الثلاثاء نقلاً عن برقية دبلوماسية للسفارة الأمريكية في دمشق "إن اغتيال العميد سليمان جرى في وقت متأخر من مساء يوم الأول من آب/ أغسطس 2008 في مدينة طرطوس الساحلية بواسطة قنّاص، وكان الاسرائيليون المشتبهم فيهم الأكثر وضوحاً في عملية الاغتيال".
وذكرت البرقية أن أجهزة الأمن السورية طوّقت بسرعة المنطقة المجاورة للشاطئ التي تم إطلاق النار منها وفتشته بأكملها، وصدرت تعليمات للصحافيين في سوريا بعدم تغطية الحادث.
وأضافت الصحيفة إن التقارير الأولية كانت غامضة حول هوية العميد سليمان وموقعه واستمر التعتيم لمدة أربعة أيام، لكن حكومة الولايات المتحدة عرفت بالضبط من كان ووصفته وثيقة دبلوماسية أمريكية سرية بعد أشهر بأنه "مستشار الرئيس السوري الخاص لشراء الأسلحة والسلاح الاستراتيجي".
وأشارت إلى أن طائرات حربية إسرائيلية هاجمت موقعاً نووياً مشتبهاً في منطقة الكبر على نهر الفرات قبل أحد عشر شهراً من اغتيال العميد سليمان، وذكرت برقية للسفارة الاميركية في دمشق بأنه "كان على ما يبدو واحداً من المشاريع الخاصة التي ادارها العميد سليمان والذي قد يكون غير معروف على نطاق أوسع من قبل قيادة الجيش السوري".
وقالت البرقية إن اسرائيل كانت المشتبه الواضح في جريمة اغتيال سليمان، وتدرك أجهزة الأمن السورية جيداً أن مدينة طرطوس الساحلية تقدم ممراً سهلاً للعملاء الاسرائيليين أكثر من المواقع الداخلية مثل العاصمة دمشق، كما أن سليمان لم يكن مسؤولاً حكومياً واضحاً للغاية واستخدام قناص يظهر بأن قاتله تمكن من التعرف عليه شخصياً من مسافة بعيدة.
ورجّحت برقية السفارة الأمريكية في دمشق أن يكون أسباب التزام الحكومة السورية بالصمت في الأيام الأولى لإغتيال العميد سليمان "يتعلق أولاً بعدم معرفتها ربما بالجهة التي نفّذت الاغتيال، وثانياً أن اتهام إسرائيل يمكن أن يضعف أو ينهي مفاوضات السلام الوليدة مع الدولة العبرية، وثالثاً أن الاعلان عن حادث الإغتيال يمكن أن يكشف ثغرات أخرى في أجهزة الأمن السورية".
وقالت الصحيفة إن دبلوماسياً في السفارة الأمريكية في دمشق كتب في برقية بعد عشرة أيام على الاغتيال بأن هذا الحادث "أصبح مصدراً للجدل المتكرر في المداولات الداخلية للحكومة السورية، وأن الأعصاب توترت خلال اجتماع سياسي عُقد يوم 12 آب/ أغسطس حين اثار مسؤولون بارزون في دائرة الأمن قضية استمرار الحكومة (السورية) في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل وكرمها مع لبنان، وزعموا بأن ذلك سيجعل سوريا تقدم تنازلات دون الحصول على أي مكاسب ملموسة من وراء الانخراط مع لبنان أو التفاوض بشكل غير مباشر مع إسرائيل".
وذكرت الوثيقة أن أجهزة الأمن السورية كانت محبطة من تجاهل الحكومة السورية إغتيال سليمان وتساءل مسؤولوها عن أسباب استمرارها في الحوار مع اسرائيل إذا كان الاسرائيليون هم الذين قتلوه، مشيرة إلى أن الناس صاروا يتساءلون عن مستقبلهم في حال كان الاغتيال عملاً داخلياًً.
وقالت الصحيفة إن برقيات السفارة الأمريكية في دمشق كشفت أيضاً "أن الولايات المتحدة كانت تريد من قبل تطبيق عقوبات مالية على العميد سليمان كجزء من محاولة لاضعاف نظام الأسد، ولكن وجدت من الصعب أن تفعل ذلك لأن المعلومات عنه كانت سرية للغاية ولا يمكن كشفها على الملأ".
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-12-2010 05:27 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |