30-05-2017 10:17 AM
بقلم : أحمد محمود سعيد
تنص كتب علوم الأحياء المدرسية ان القلب يعتبر من اهم الوحدات الحيوية في جسم الإنسان حيث يتكون هذا الجزء من اربع حجرات ويضخ الدم لسائر اجزاء الجسم الأخرى وما دام هذا الجزء عامرا بالدم والدماغ منشغلا بالتفكير والرئتين تعمران بالأكسجين ما دام الإنسان حيّا يرزق .
وبناء على نفس النظرية فان كل عنصر او ماكنة تعمل تحتاج لإجراء عمليات صيانة للمحافظة على ديمومتها وبقائها فعّالة خاصّة إذا كان هذا الجزء عاملا ليل نهار بقدرة الله تعالى فإنه يحتاج لصيانة من نوع آخر , هي ليست صيانة ميكانيكيّة بالرغم من ان التعب الحاصل لذلك الجزء من الجسم نتيجة العمليات الحيوية وغير الحيوية التي يقوم بها الإنسان نفسه مثل الأكل والسمنة والتدخين واستنشاق الغازات السامّة والخطرة وغيرها يسبِّب تعبا لأجزاء عديدة في الجسم واهمها القلب والرئتين والكليتين والمعدة وغيرها لذلك فإنّ صيانة تلك الأجزاء مفيدة من خلال نوعيّة ومواعيد الطعام والرياضة ومراجعة الطبيب الدوريّة ونصائح الأطباء بترك التدخين والأكل باوقات متأخرة والنوم متأخرا وغيرها من نصائح وتعليمات.
ان صيانة القلوب يجب ان تترافق مع صيانة النفوس لأنها تريح الروح والجسد معا وعادة ما يتمنّى الفرد لأخيه راحة البال بالإضافة للتمتع بالصحّة والعافية وعندما يرزق الله الفرد الصحّة والعافية وراحة البال لأننا نشعر ان السعادة للفرد تتأتّى من هذه العناصر الثلاث الصحّة في الأجهزة الحيويّة تستطيع محاربة البكتيريا والفيروسات الضارّة والعافية في البدن بحيث يستطيع الدفاع عنه من المخاطر الخارجيّة وراحة البال بحيث يستطيع التغلّب على وساوس الشيطان وغرائزه الشرّيرة .
ولعلّ العالم هو نفسه لم يتغيّر منذ الآف السنين وبقيت عناصره الحيويّة نفسها الإنسان والحيوان والنبات والمتحجِّرات كما بقيت عناصره غير الحيويّة نفسها من طقس وما يحويه من امطار ورياح وشمس وغيوم وغيرها .
ولكن من تغيّر هو الإنسان نفسه وهو من وهبه الله قدرة التفكير وخلقه ليحسن التدبير وهذا المخلوق هو الذي في تغيير من سيِّئ الى اسوأ وبحيث يتم تشكيل مجتمعات تتصف بنفس صفات افرادها ممّا يتوجّب صيانتها بإستمرار .
لذلك فإن صيانة القلوب والعقول تأتي من متلازمتين هامّتين هما الصدق والتغيير امّا الصدق فهو ثابت لا يتغيّرولا يتحوّل لأنّه يجب ان يكون مغروسا بالنفس البشريّة في جميع الظروف والأحوال , أمّا التغيير فهو قبول الإنسان بالتغيير الإيجابي الذي يؤدي الى تحسين في الذات والبيئة .
وحيث ان التغيير في العادة غير محبّب للنفس البشرية لأن فيه اعتقاد بصعوبة التأقلم مع شيئ جديد قد يكون ثقيل على النفس البشرية التكيُّف معه وكذلك إعتقاد بوجود كلفة إضافية للتعايش معه مع أنّ بعض التغييرات قد يكون فيها توفير في النفقات عن الممارسات السابقة .
لذلك فإن صيانة القلوب ضرورة لتمسح ما لحقها من صدأ مع طول الأيام وفيها تجديد للمحبّة وصلة الرحم وانتعاش للقلوب لتعيش أيامها الحلوة بفرح وسرور وسعادة .
وأمّا صيانة النفوس فهي ضروريّة لتعيد الصفاء والنقاء للنفوس المتعبة بعد معاناة طويلة مع اصدقاء غير مرغوب فيهم وبعد عن الروحانيات فتشعر تلك النفوس بالراحة وهي تعود لكتاب الله ودراسة الثقة في الأصدقاء من جديد حسب المواقف التي عايشتها معهم لتفرز الغث من السمين ولتعيد الثقة فيمن يستحقون ذلك وتنزعها ممّن لا تثق بهم .
وشهر رمضان المبارك الذي يملأه الكرم والخير والبركة هو افضل فترة لتنقية القلوب والأنفس وصيانتها من جديد لتعود تعمل بكامل محبتها وصدقها وهكذاصيانة الأنفس والقلوب تحسِّن مسالك الدروب.
اللهم إحفظ وطننا ارضا وشعبا وقيادة واملأ قلوبنا وانفسنا محبّة وسلاما .
ambanr@hotmail.com