30-05-2017 11:04 AM
سرايا - سرايا - أعلنت شركة «ديليفيري هيرو»، إحدى أكبر الشركات الألمانية في مجال الطلب على الأغذية وتسليمها عبر الإنترنت، استحواذها على شركة «كاريدج» الكويتية، وهي منصة لتوصيل الأغذية في الكويت وتعمل في دول مجلس التعاون الخليجي.
وتعد «كاريدج» إحدى منصات توصيل الأغذية عبر الإنترنت ومن بين الأكثر نموا حيث توفر منصتها معلومات المطاعم، وتحصل رسوم وساطة عند طلب الأكل، بالإضافة إلى خدمة توصيل الطلبات عبر سياراتها الخاصة.
وتشير مصادر إلى أن توقعات صفقة استحواذ شركة شركة «ديليفيري هيرو» على شركة «كاريدج» تبلغ إجمالي قيمتها نحو 200 مليون دولار.
وتعد صفقة الاستحواذ على شركة «كاريدج» هي الثانية بالسوق الكويتي والثالثة في المنطقة بعد استحواذ شركة روكيت إنترنت على طلبات دوت كوم في صفقة بلغت حينها 170 مليون دولار.
ويبلغ إجمالي قيمة الصفقات التي نفذتها «ديليفيري هيرو» الألمانية او روكيت انترنت المالكة لحصة 39% فيها قرابة مليار دولار خلال العامين الماضيين، لتحدث بذلك تحولات جذرية للشركات الصغيرة عبر الإنترنت أو ما يعرف بـ «E- Business»، وهو- بحسب محللين- ما سيغير خارطة الاستثمار بشكل كامل أمام الاستثمار التقليدي الذي يواجه متاعب كثيرة منها تمويلية وتشغيلية تقليدية.
وسيستمر فريق عمل «كاريدج»في وظائفهم كما سيبقى الرئيس التنفيذي عبدالله جهاد المطوع في مجلس الإدارة بعد إتمام الاستحواذ.
يذكر أن شركة «ديليفيري هيرو» الألمانية تأسست في مايو 2011 لتكون إحدى أكبر الشركات في مجال الطلب على الأغذية وتسليمها عبر الإنترنت من خلال أكثر من 6 آلاف موظف، فيما تملك شركة روكيت إنترنت حصة فيها تبلغ 39%.
ويقع المقر الرئيسي لشركة «ديليفيري هيرو» في برلين وتتواجد في نحو 40 دولة عبر منصات الإنترنت والهاتف المحمول تشمل أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأميركا اللاتينية بالإضافة إلى آسيا.
واستحوذت شركة «ديليفيري هيرو» خلال 2015 على خدمة Yemeksepeti وهي سلة تسوق الطعام باللغتين العربية والتركية مقابل 589 مليون دولار.
كما استحوذت شركة روكيت إنترنت في عام 2015 على موقع طلبات وهو شركة كويتية مقابل 170 مليون دولار ثم باعت منصة طلبات لشركة ديليفري هيرو مقابل زيادة حصة روكيت انترنت بالشركة الألمانية ديليفري هيرو لتصبح 39%.
في مقابلة لـ «الأنباء» مع الرئيس التنفيذي للشركة التي أعلنت «ديليفيري هيرو» الاستحواذ عليها أمس
عبدالله المطوع: هذه قصة نمو «كاريدج» وأسباب تفوقها
نتميز عن منافسينا بالجمع بين خدمة التوصيل اللوجيستي والتكنولوجي
نعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لأن غالبية جمهورنا من الشباب
افتتحنا فرعنا الخارجي الأول بالبحرين كبداية لتوسع خليجي
عبدالرحمن خالد
شهد مجتمع المال والاعمال في الكويت تحولات جذرية مع توالي الإفصاح عن صفقات بمئات الملايين من الدولارت لعمليات استحواذ وشراء شركات صغيرة ومنصات إلكترونية او ما يعرف بـ «E- Business» كان آخرها اعلان شركة «ديليفيري هيرو» إحدى أكبر الشركات الألمانية في مجال الطلب على الأغذية وتسليمها عبر الإنترنت، استحواذها على شركة «تراي كاريدج» الكويتية، المالكة لمنصة كاريدج لتوصيل الأغذية في الكويت وتعمل في دول مجلس التعاون الخليجي.
وتعد «كاريدج»، أحد منصات توصيل الأغذية عبر الانترنت وهي أحد المنصات سريعة النمو، حيث توفر منصتها معلومات المطاعم، وتحصل رسوم وساطة عند طلب الأكل، بالإضافة إلى خدمة توصيل الطلبات عبر سياراتها الخاصة.
وفيما يلي حوار أجرته «الأنباء» مع الرئيس التنفيذي للشركة عبدالله المطوع قبل إتمام الاستحواذ، حيث تحدث من خلاله على فكرة الشركة واسباب نموها واستراتيجيتها المستقبلية:
في البداية، حدثنا عن فكرة كاريدج؟
٭ كاريدج شركة لوجستيات مدنية، يستطيع من خلالها الزبائن طلب الطعام من أفضل المطاعم في الكويت بأسرع وسيلة وأفضل جودة بواسطة قدراتنا التكنولوجية، وكذلك لدينا خاصية تتبع الطلب على الخريطة وهي الأولى من نوعها في الكويت.
كيف بدأت الفكرة؟ ومن المؤسس؟
٭ أتت فكرة البرنامج عندما افتتحت مطعمي هنا في الكويت «ذا ستاك» وكنت أريد أن أبدأ خدمة التوصيل للمطعم ووجدت أن الأمر لم يكن سهلا أبدا، وكذلك كان الأمر مكلفا جدا ـ هذا بالإضافة الى العمولة التي كانت تذهب الى خدمة المنصة التي كان المطعم فيها.
أضف إلى ذلك أن توظيف السائقين والإجراءات البيرقراطية جعل الأمر صعبا جدا، هنا أتت لي فكرة أن أبدأ خدمة توصيل لديها عنصر الخدمات اللوجيستية التي ستحرر المطاعم من هذه الصعوبة ويكون أكثر ربحا للمطاعم، فجلست مع شركائي في التأسيس: خالد القبندي، مصعب المطوع، جوناثن لاو وبدأنا كاريدج.
أين ترون التطبيق بعد 3 سنوات؟ وما استراتيجية الشركة في الفترة المقبلة؟
٭ نرى خدمتنا تتوسع لتشمل بقية دول مجلس التعاون الخليجي، ثم بقية الدول العربية. كذلك نريد تحسين خدماتنا وزيادتها بشكل مستمر، وهو بالفعل ما نقوم به حاليا.
وكم عدد من استخدموه حتى الآن؟
٭ لدينا كمية كبيرة من العملاء، وننظر لهم على أنهم أفراد من عائلة كاريدج.
هل لديكم أفرع أخرى بالخليج؟
٭ بدأنا التوصيل بالبحرين في ابريل الماضي وهو أول فرع خارج الكويت، وكذلك سنبدأ في القريب العاجل في عدة مدن في الخليج.
كيف ترون وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للتطبيق؟ وهل برأيك هناك حاجة للترويج اكثر عبر وسائل التواصل او الصحف الورقية او التلفزيون او الاذاعة او عبر الطرقات في الشوارع؟
٭ وسائل التواصل الاجتماعي هي من أهم الطرق لترويج منتجنا وكانت أول طريقة وأهم طريقة روجنا بها كاريدج. وبما أن فئة الشباب هي من أكبر مستخدمينا فلذلك وسائل التواصل الاجتماعي هي بالنسبة لنا الأهم.
مم يتكون اسطول كاريدج (سيارات، دراجات نارية)؟ وكم عددهم؟ وكم عدد موظفيكم؟
٭ لدينا المئات من السيارات والدراجات النارية، وكذلك لدينا عشرات من الموظفين.
لوحظ استخدامكم لطائرة درونز.. هل تنوون إرسال الطلبات عبرها في المستقبل؟ واذا ما تم إرسال الطلبات خلالها أليست ممنوعة طبقا لقوانين البلاد؟
٭ نريد استخدام طائرات الدرونز، ونبحث الآن كيفية فعل ذلك بطريقة تتناسب مع قوانين الكويت.
المنافسة في السوق الكويتي شديدة جدا، فهناك منافس كدليفيري اكسبرس من ناحية التوصيل وتطبيق طلبات وغيره من ناحية التطبيقات الإلكترونية على سبيل المثال.. ما رأيك؟
٭ على الرغم من المنافسين فلا تزال كاريدج فريدة من نوعها، لأننا نجمع عنصر التوصيل «اللوجيستي» مع التكنولوجي (الطلب من المطاعم عن طريق التطبيق) بالإضافة الى الخوارزميات والنظم التكنولوجية.
في مايو 2015 تم إيقاف إصدار رخص شركات توصيل الطلبات من وزارة التجارة بعد ان اسس أكثر من ٣٦٠ شركة خلال آخر ٩ شهور من هذا التاريخ.. كيف برأيك ستتميزون بأدائكم التشغيلي وسط هذا الكم من الشركات؟
٭ كاريدج تختلف عن هذه الشركات بأنها شركة تكنولوجية ولوجيستية بالوقت نفسه.
تكلفة التوصيل داخل المنطقة للمطاعم ربع دينار وخارجها نصف دينار، ماذا عن تكلفتكم؟ وهل تعتبر مناسبة للمستهلك؟
٭ تكلفتنا دينار لجميع المناطق اذا كان التوصيل عن طريقنا وليس عن طريق المطعم. هذا القانون لا ينطبق علينا لأنه للمطاعم فقط ونحن خدمة توصيل ولسنا مطعما. نحن نوفر خدمة لعملائنا وهذه هي تكلفة الخدمة.
وهل تنوون إيصال امور أخرى غير الطعام.. (زهور، هدايا، ملابس...الخ)؟
٭ حاليا نود التركيز على توصيل الطعام ولكننا منفتحين لفكرة توصيل مواد استهلاكية أخرى في المستقبل.
هل لديكم إحصائيات معينة عن سوق توصيل الطلبات في الكويت؟ وماذا عن حصتكم السوقية؟
٭ ولله الحمد لدينا حصة جيدة في سوق توصيل الطلبات وحصتنا في زيادة مستمرة.
«كاريدج» وعبدالله.. يلا نخرب البزنس!
بقلمأحمد بومرعي
الداخل الى مقر شركة @trycarriage يمكنه سريعا فهم لماذا استحوذت هذه الشركة الإنترنتية الناشئة في قطاع توصيل الطعام على اهتمام شركة ديليفري هيرو الألمانية للاستحواذ عليها في صفقة مقدرة بـ200 مليون دولار.
الشباب هنا يديرون البزنس بشكل كامل، عبدالله المطوع - الرئيس التنفيذي - يجلس في مكتبه الصغير المتواضع أمام كمبيوتره لإنهاء أعماله، وبجانبه مكاتب صغيرة أيضا لفريق من 4 شباب كويتيين لم يتجاوزوا الثلاثين من عمرهم يقومون بالتسويق وإدارة العمليات ويلبسون التيشيرت والجينز ومليئين بالحيوية، ويتواصلون لحظة بلحظة مع موظفين شباب وفتيات، كويتيين وعرب، الذين يجلسون في مكاتب صغيرة ايضا في صالة للأعمال، وكل عدتهم اجهزة كمبيوتر يراقبون من خلالها سير طلبات الطعام من المطاعم الى الزبون.
تلفتك سريعا ديكورات الصالة «المتواضعة والشبابية»، فكلها رسومات وشعارات تحفيزية عن العمل والنجاح والتحدي لرواد اعمال في عالم الإنترنت مثل مايكل زوكربيرغ وغيره، وحتى أجندة اجتماعات العمل موضوعة على لوح صغير وتتم بشكل تلقائي وسريع.
ولهؤلاء الشباب طريقتهم الخاصة في التسويق الذكي الذي عشقه الناس ومحبي الأكل «شنو الحلو اليوم.. يلا نخرب الريجيم.. شنو الغدا اليوم».. وغيرها من العبارات التي تصلك الى موبايلك وتحثك على الابتسامة والطلب سريعا، ويمكن مشاهدة التفاعل مع الذكاء التسويقي هذا على حسابات «كاريدج» في السوشيال ميديا.
لا أخفيكم أني كنت اعتقد ان trycarriage.com هي تقليد لطلبات.كوم، حتى جاء موعد مقابلتي مع عبدالله المطوع الذي فاجأني بوضوح نموذج الأعمال في ذهنه ورؤيته المستقبلية.
اختصر عبدالله القصة بأن شركته ذهبت ابعد من مجرد احداث منصة او موقع الكتروني يجمع بين صاحب المطعم والزبون، بل حاولت ادخال نموذج اقتصادي جديد في الكويت وهو الاقتصاد تحت الطلب بحيث «نوفر المنصة أو التطبيق للعميل والمطعم، بينما نقوم نحن أيضا في العمل اللوجستي عبر التوصيل وتأمين السائقين، وبذلك يصبح طلب الوجبة من المطعم الى وصولها الى العميل عملا الكترونيا من دون تدخل بشري، مما يقلل الأخطاء ويسرع العملية بهدف ارضاء الزبون».
طبعا الفكرة تشبه الى حد ما نموذج «أوبر ايتس»، ولها بعد اقتصادي، فصاحب المطعم متخصص في صناعة وجبات الطعام، وربما تحميله مسؤولية التوصيل ستضاعف مهمتمه وربما تضعفها، لذا فإن دخول شركة مثل «كاريدج» توفر منصة تلاقي بين البائع والمشتري، اضافة الى تأمين شبكة سيارات التوصيل، ستريح المطعم وتتركه في تخصصه، بينما ستتحمل هي مخاطر التوصيل للزبون.
لكن البعد الأعمق لهذا البزنس هو قدرة شركة مثل «كاريدج» أن تشبك أعمال المطاعم بها لتصبح أشبه بشركات تابعة بشكل أو بآخر، فعملياتها لا تتم الا عن طريق منصتها وشبكة التوزيع والتوصيل، وربما لهذا السبب نمت «كاريدج» بشكل سريع، فيكفيك حجم المعلومات التي جمعتها الشركة من خلال خبرتها اللوجستية في التوصيل ومعرفة أرقام بيوت الزبائن وطلباتهم وماذا يحبون وما لا يحبونه، وحتى انها تفهم مزاجهم وتعرف التواصل معهم جيدا، ومن هنا يُفسر لماذا وجدت الشركة المالكة لـ40% في شركة ديليفري هيرو فرصة في «كاريدج»، وهذه الشركة هي «روكيت انترنت» التي استحوذت قبل 3 سنوات على «طلبات»، اي فعليا اصبحت «كاريدج» منافسة «طلبات» زميلتين ضمن المجموعة الواحدة.
«طلبات» التي طورها محمد جعفر واصبح أيقونة في عالم مشاريع بزنس الانترنت، يجد اليوم من يسير على خطاه مثل عبدالله المطوع، ليثبتوا هؤلاء الشباب الكويتيين مرة أخرى قدرتهم وإيمانهم بمشاريع الإنترنت، وليعطوا مرة اخرى درسا بصناعة المستقبل والصفقات للتجار التقليديين!