بقلم :
صعد الأمام على المنبر في صلاة الجمعة (قبل رمضان بيوم) ، وبدأ الحديث عن فضائل الشهر الكريم ، وعن فضل العبادات فيه، وانه محطة للتزود والتقرب إلى الله ...، ثم تَطرّق إلى أحكام الصيام ومبطلاته وسننه ، بعدها جلس لحظات، ثم قام وقال : أيها الناس : أين نحن من قيام الليل ؟ أين نحن من قراءة القرآن ؟ أين نحن من بر الوالدين وطاعتهما ؟ وأين نحن من صلة الأرحام ؟ وأين نحن من التسامح فيما بيننا؟ وأين نحن من حقوق الجيران وفقراء البلدة ومحتاجيها؟ أين نحن من هؤلاء في غير رمضان ...........؟؟؟؟؟
أسئلة صعبة لا يوجد لها جواب...فقيام الليل شبه معدوم ...والقرآن لا نتذكره إلا في رمضان ...وبر الوالدين وطاعتهم تقصير بلا حدود ، وصلة الأرحام رسوب تام ...أما التسامح والصفح فحدث ولا حرج (على أقل شيء يحدث طوشه و زعل وجفاء يطول لسنوات ، عدا المشاكل ، والحسد ، والظلم وأكل الحقوق) ، وأما الجار وحقوقه فلا داعي أن نتكلم لكن يكفينا أن نرى أحد الجيران يضع قلاب رمل ليغلق الشارع إغلاقا تام لأيام.
فخطبة الإمام وكلامه يشبه ذاك الشخص الذي ذهب إلى دائرة الترخيص لإخراج رخصة سواقة عمومي ، فكانت نتيجة الامتحان النظري متفوقة ، أما بالفحص العملي فكانت النتيجة خفق عام ( حتى أنه راح ما يدعس الشرطي الواقف على باب الترخيص)...
هكذا نحن نتفوق بالامتحان النظري ونرسب بالتطبيق والعمل، محترفون بالتنظير والكلام والإعلام والنشر ، وعند أول اختبار واقعي نرى الإخفاق والرسوب... فما أسرعنا لتصوير ونشر أي حدث نقوم فيه ( يعني عزيمة العنايا كل القرية بتدري عنها لأنه بصورها وبنزلها على الفيس بك ، وصدقة الفطر ما ظل غير يصيح بسماعة الجامع إنه أعطاها لفلان،......الخ)
فما أحوجنا إلى عمل مراجعة مع أنفسنا ، وعمل فلتره صادقة لما بداخلنا من رياء ونفاق وسمعة وكذب ، فقد أصبحنا لا نختلف عن بعض الجمعيات والمنظمات التي تعمل من أجل الشهرة والظهور...فبعض الناس يقصر ثوبه دلالة للتقوى، لكن في قلبه كبر فرعون.....