حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,20 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17545

حوار الطرشان

حوار الطرشان

حوار الطرشان

03-06-2017 01:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد محمود سعيد
ما يدور في منطقتنا هذه الأيّام اشبه بان يكون لعبة أتاري يتم تشغيلها بالريموت ولكن بايدي كبار يمثلان فريقين كل فريق من عدة لاعبين ويتزعمه احد القطبين وفد يختلف اعضاء الفريق الواحد ولكن هذا لا يؤثِّر على سير اللعبة لأن القتلى منّا نحن العرب وهي هديّة مقدّمة مسبقا من العالم العربي لزعيمي الفريقين واعضائهما مجّانا دون ثمن .
ولعلّ اكثر صور غباء العرب هو مشاركتهم في تلك المؤتمرات وورشات العمل والندوات الحواريّة وغيرها من تسميات مختلفة والتي كانت عناوينها مختلفة تتعلّق بالقضيّة الفلسطينيّة والتي ما زالت مستمرّة منذ اكثر من سبعون عاما او القضية العراقيّة التي ما زالت مستمرّة منذ ما يزيد عن خمسة وثلاثون عاما او تلك المتعلِّقة بسوريا والتي ما زالت مستمرّة منذ حوالي خمس سنوات وتلك المتعلقة بالقضيّة اليمنيّة والتي ما زالت مستمرة منذ ما يقارب الثلاث سنوات او تلك المتعلقة بالقضيّة الليبيّة التي ما زالت مستمرّة منذ ما يزيد عن اربع سنوات وغيرها تلك المتعلقة بقضيّة الصومال وقضايا السودان وغيرها .
ولعل تلك النشاطات جابت العالم في تجمعها وانعقادها مثل امريكا وبريطانيا وفرنسا والنرويج والمانيا وروسيا وتركيّا وسويسرا والنمسا وكازاخستان وكينيا والحبشة وايران وقطر والسعودية والكويت وغيرها الكثير .
ومن المؤكّد ان اصحاب القضيّة وغيرهم من ممثلي العرب سيكونون حاضرين باجسامهم فقط غائبي الذهون والعقول يفكرون في الجلسات الصباحيّة بموضوع الغداء وفي الجلسات المسائيّة يفكرون كيف يستمتعون باوقاتهم في المساء لذلك فإن الحوارات تكون كحوار الطرشان .
بينما يكون اعضاء الفريقين واللاعبين دون العرب منهم يملكون مخططات واستراتيجيات وبدائل وافكار وسيناريوهات تُعرض على السامعين منهم لأخذ ردّات فعل الطرف الآخر وليتقاسموا الأدوار والمهام والنتائج ولإصدار التصريحات الإعلاميّة المتفق عليها بخصوص ما يلزم للرأي العام .
إنّ عدد ما قتل في ما يسمّى الحرب على الإرهاب ومن استشهدوا او قتلوا في المجازر الإسرائيليّة وما فاض به من قتلى ماسمي ربيعا عربيا يعدّ بالملايين وهو اضعاف ما حرق في مجزرة هتلر فيما سمي الهولوكوست اضافة لما قتل في واقعة هدم البرجين وهي كلها ارقام بقيت في الكتب والإحصائيات في حين ذهب الأبرياء من هنا وهناك الى ما غير رجعة فالذي خسر حياتهم هم القتلى إضافة لمن تركتهم الحروب والمجازر من المعاقين واصحاب الإحتياجات الخاصّة لأن القصف الأرضي والجوّي والبحري يُطلقه جنود مغمضي الأعين ما دام توجيه الصواريخ والقذائف والمدفعيّة هو باتجاهنا نحن العرب فلا يهم اسماء وجنسيات وأعداد القتلى فبالنسبة للفريقين هي حرب العميان لا يهم من وكم سيموتون من العرب فتحت ضرباتهم يتساوى الأمير والغفير والغني والفقير بدعوى ان الجميع يلبس كفنا ابيض ليودِّع الدنيا بتذكرة باتجاه ذهاب فقط .
نحن مكتوب علينا ان نشقى ونتعب ونفقر ونجوع ونمرض ونموت ومن نحن تحت إمرتهم إلاّ من رحم ربّي راضون قانعون لا يستطيعون عمل شيئ لإنقاذنا من المخاطر التي تحيق بحياتنا وحياة اطفالنا والبعض وهبهم الله المال ليبدِّدونه هناك وليس هنا وليرضوا أحد القطبين وعندما يختلف الزعماء فإنّ الكرة التي يلعبون بها هم نحن تتخاطفها الأرجل ليكون القتلى هم الأهداف .
لقد سئمنا من حوار الطرشان ونفق الكثير منّا في حرب العميان فإلى متى إذا كنّا نحن مللنا ألم يملُّ اللاعبون في الفريقين وكذلك القطبين الا يستطيعون ان يكنّوا ويهدؤا قليلا حتى نستطيع ان نتفقّد انفسنا واهلينا على مساحة هذا الوطن العربيْ الكبير بمساحته والمكلوم بشعوبه في القارتين فقد آن الاوان لهذه الشعوب ان تشعر براحة البال ولو لفترة بسيطة .
الهمنا يا الله الصبر والتحمُّل وقدّرنا على قول لا للظالم المستبد والّف بين قلوبنا نحن العرب واجعل المحبّة والسلام يعمُّ بلادنا ليهنأ اطفالنا بعيش كريم .
وحفظ الله بلدنا ارضا وشعبا وجيشا وقيادة وتقبّل الله من مليكنا طاعاته انه سميع مجيب الداعي إذا دعا .

ambanr@hotmail.com








طباعة
  • المشاهدات: 17545
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم