بقلم : هاشم الخالدي

مرة أخرى ، سأكتب في العمق واعلم ان معظم النواب الذين سيمسهم هذا المقال سيتخذونني عدواً لهم... ولكن هي المهنية و الضمير الذي يجعلني اكتب لمرضاة الله اولاً ولهذا الوطن المنكوب ثانياً .

ولنبدأ بالقول :

قبل اسبوع قامت الدنيا ولم تقعد عندما اكتشف موظف كركي وجود دجاج متعفن رفض استلامه في احدى الجمعيات الخيرية وقام بالتبليغ عن هذه الدفعة الفاسدة ، التي كشفت فيما بعد عن وجود 150 الف كيلو من الدجاج الفاسد الذي لا يصلح للاستهلاك الأدمي ، موجود في مستودعات تعود لشركة لحوم شهيرة كانت قد اشترت كل الكمية من الوطنية للدواجن من أجل تخزينها وتوزيعها على الجمعيات الخيرية في الجنوب وتحديدا في معان والكرك.


اسمحوا لي الان ان ادخل في العمق مجددا ...


الم تسألوا انفسكم لماذا لم يثور نواب الجنوب على هذه القضيه الخطيرة وينتصروا لأبناء دوائرهم الانتخابية .


لماذا لم ينتفض سوى النائبين حازم المجالي وصداح الحباشنة وربما ثالث او رابع فقط من اصل عشرات النواب ؟

المسكوت عنه ايها السادة انه وبكل اسف اقولها ..وبكل مرارة اكتبها.. ان بعض مسؤولي الجنوب و بعض نواب الجنوب التزموا الصمت انصياعاً لمصالحهم الشخصية ولم ينحازوا للوطن ولأبناء الوطن الشرفاء من اهل الجنوب .


لنعترف ان معظم الشركات الكبرى في الجنوب تعمد دوما الى استقطاب النواب تحديدا سواء بتعيين اقاربهم اومحاسبيهم في هذه الشركات لانها تدخرهم ليوم الحساب وهو اليوم الذي تحتاج هذه الشركات من نواب المعونات ان يقفوا الى جانبها في اي محنه ولهذا ايها الساده لا استبعد وهي حقيقه ان بعض النواب بدؤا بالضغط على مدير مؤسسة الدواء والغذاء هايل عبيدات من اجل لفلفة القضيه .... يعني الجماعه بيسددوا فواتير ؟؟؟ اللهم لا حسد .

هذه الشركات والمؤسسات الكبرى تعلم من اين تؤكل اكتاف بعض النواب فهي اقوم على رعايتهم من خلال توقيع عقود مع بعض النواب و أو أبنائهم ليكونوا مستشارين في تلك الشركات بصفه وهمية " يعني لا بهشوا و لا بنشو " ، هذا عدا عن الاعطيات التي تمنح لبعض النواب تحت باب مساعدات من اجل استرضاء قواعدهم الإنتخابية في رمضان ومعظمها لا يصل والله اعلم ... عداك عن الإسترضاءات الأخرى وما أدراك ما هي الإسترضاءات الأخرى .



كنت أتوقع أن اقرأ تصريحات نارية من نواب الجنوب لمطالبة الحكومة بالتحرك الفوري و إنزال أشد العقوبات لمرتكبي هذه الجريمه .



أنتظرنا اليوم الأول .. والثاني .. والثالث .. والرابع .. لم يتحرك أحد فادركت ان وراء وراء الأكمه ما ورائها !.؟

اقسم بالله انني اتحدث من ألم على تغليب هؤلاء مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن ، فكاتب هذه السطور تحديداً مستفيد عبر سرايا بعقود مالية مع الفوسفات والبوتاس والملكية الاردنية شأني شأن المواقع الالكترونية الكثيرة في الاردن ، لكنني ويشهد الله انني اكثر من كتب ضد الملكية تحديداً، وعلى الشركات التي ترتبط مع سرايا بعقود مالية لأن العقود الاعلانيه اذا تحولت الى قيد يخنقني ويشعرني بالخيانه فلا اريده ولتذهب عقودهم الى الجحيم ، واتمنى من كل الشركات التي ترى انني اكتب ضدها ان تلغي هذه العقود فوراً... فوالله ان كرامة اردني تساوي عندي الدنيا بما رحبت.

رسالة اخيرة لنوابنا في الجنوب: انفضوا عنكم الشك والريبة اذا كنتم مستفيدون من هذه الشركات وانتصروا لاهلكم وابناء دوائركم الانتخابية ..انتصروا لاهلنا في الجنوب ..انتصروا لأهل معان الشرفاء الذين اعشقهم واعشق رجولتهم ..انتصروا لأهل كرك الهيه ... انتصروا لأهل الطفيلة الكرماء الذين يشربون العزة و يفطرون على ما تيسر حامدين شاكرين.


اما ان تصل الوقاحة الى هذه الدرجة من اطعام الاردنيين دجاجاً فاسداً فهذه لوحدها تحتاج الى وقفة شرفاء من اهل الجنوب الذين اعشق و اقدر واحترم..وللحديث بقية؟



الكاتب مؤسس موقع سرايا

hashem7002@yahoo.com