-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 13269

سر الخلود .. بين جلجامش والمسيح ..

سر الخلود .. بين جلجامش والمسيح ..

سر الخلود  ..  بين جلجامش والمسيح  ..

29-10-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

 

... لن أدخل كثيراً في تفاصيل "أسطورة جلجامش" أو (قلقامش) لأنني أعتقد أن الكل يعرف ولو شيئاً بسيطاً عن هذا الرجل أو هذا الملك، الذي لم تتأكد البحوث عن حقيقة فيما هل هو أسطوري من نسيج الخيال، أم أنه واقعي (عاش وملك قبل خمسة آلاف عام قبل الميلاد) وكان سومرياً أو بابلياً في بلاد فارس ..

على كل حال، ما يهمنا هنا هو بحث جلجامش (الأسطوري) عن سر الخلود، أو التفتيش عنه، كان هذا الرجل جبـّاراً، أو شبه إله من الآلهه القديمه ... أي كان إلهاً – إنسان يقارع الآلهه، ويصارع الزمان ... وينطلق وراء سر الخلود ودواء الحياة الأبديه !! ... ويندفع في الآفاق يهدر ويزمجر .. وتقول الأسطورة أن هذا الإنسان كان يداعب الأسد كما يداعب المرء حيواناً أليفاً ...

وبما أن الآلهه كانت تفشل أمامه ... ولم تقو عليه أو تغلبه ... فقد اتفقوا في إجتماع لهم ولاسيما بتقرير الآلهه عشتار أو عشتروت على قتله والخلاص منه ... فأرسلوا إليه جباراً من السماء، يعادله قوة !! وتنشب بين الإثنين حرب ضروس هزت الكائنات ... وبما أن أحدهما لم يتغلب على الآخر – فقد إتفقا على عقد الصلح بينهما وانتهيا الى الخضوع كل منهما للآخر ... على أن يبحث الإثنين معاً عن سر الخلود !! ووافق "أنكيدو" هذا الزميل الجبار، وإنطلقا في الزمان والمكان !! ... إلا أن الأسطورة تقول أن عشتروت غضبت على الإثنين معاً ... لأنهما يعارضان سلطتها وسلطة الآلهه جميعاً !! فأرسلت الوحش السماوي لمقاتلتهما إلا أن الإثنين صرعا الوحش السماوي وفازا عليه بقوة خارقه عجيبه !! ... وبعد جولات ومغامرات كثيره جداً وخياليه رائعه ... مرض أنكيدو زميل جلجامش ومات ولم تنجح محاولات جلجامش لحفظ حياة زميله !! إلا أنه لم ييأس فقد ثابر على البحث بجد ونشاط عن سر الخلود !! وفي الوقت عينه لم يدفن جلجامش أنكيدو لأنه كان يأمل بالنجاح في مساعيه وإعادته بدواء الخلود الى الحياة ... ولكن هيهات ... وذهبت محاولات جلجامش أدراج الرياح !! ... فقد انتهى جلجامش أيضاً وإنزلق هو الآخر الى عالم الصمت والمجهول وبقيت سيرته للأجيال في تحدثهم عن الجبروت والأمل والنشاط ... وهكذا لم يستطع جلجامش الرجل الجبار العنيد أن يجد سر الخلود والحياة الأبديه ولكن ... وبعد عدة آلاف من الأعوام ... يظهر رجل جمع بين اللاهوت والناسوت حقيقه ... بين البساطه والجبروت ... بين الوداعه والقوة اللامحدوده لا بزمان ولا بمكان وقال: "بدوني لا تستطيعون شيئاً" وحقق بذاته ما لم يستطع أن يحققه جلجامش ... لن يستطع جلجامش أو غيره أن يجد بقوته الذاتيه – سر الخلود – ودواء الأبديه !! اذا لم يتصل بهذا الذي تجتمع فيه النقائض – إذا صح التعبير – وفيه تتألف الكائنات فتجثوا الذئاب لدى قدميه وادعه الى جانب الحملان التي ترتع في ظلاله ... هذا الرجل الذي طريقه محفوف أو مفروش بالورود وفي الوقت عينه محاط بالأشواك والقريص !! هذا الذي بابه ضيـّق الى أبعد الحدود ... وواسع رحب يمتد الى ما بعد مرمى البصر، فيه اجتمعت الأعاصير والزوابع والبراكين والزلازل الى جانب السلام والدعه والمحبه والسعاده المطلقه الأبديه !! جاء ليلقي سيفاً لا سلاماً ... ولكنه في الوقت ذاته سلاماً.   يهب تابعيه الأمناء كل ما يتمنوه من الراحه والهدوء !! يطلقني بالقوة ويجعل طريقي بلا عيب مقوماً رجلي كالأيل وواضعاً إياي على المعاني ... كل حين والى أبد الآبدين ... كتب عنه الكثيرون، الأصدقاء والأعداء والمؤمنون به والملحدون والحاقدون والمؤرخون والطفيليون ... ووضعت عنه المجلدات والمجلدات ... وهم لا يزالون عنه بعيدون !! سواء المؤمنون والجاحدون ... فكلٌ منهم في طريقه يسيرون وعنه يتجادلون وحتى الآن والى الأبد ... يتصارعون وينقادون (هذا فكر معمداني، لا هذا فكر ناصري، لا هذا تعليم شهود يهوه ... أيوة هذا إتحاد وذاك خمسيني الى أن وصل الأمر الى شخصنة الفكر الى أن قالوا زيد قال وعمر قال وزياد يقول وباسم ونبيل وباسل وسامر وصموئيل وعماد وأسامه و ... و ... و) وسيبقون كذلك الى يوم يبعثون !! فهو خضم بلا حدود ومحيط بلا حواجز ولا سدود !! وهو فوق العقل وفوق المنطق وفوق السماء وفوق الجحيم لأنه مقوّض الموت ... وباعث الحياة !! إنه جلجامش الحقيقي ... وما دونه فقاعات وحباحب تتطاير في الهواء والهباء، وماذا بعد ؟! وماذا أنا ؟! ... وهل أستطيع أن أضيف ولو حرفاً واحداً الى بحره وكيانه ؟؟؟ إنه كما قلنا: قد حقق بذاته سلطانه.   ما أراد جلجامش ان يصل إليه سر الخلود والحياة الأبديه وقد نجح نجاحاً ظافراً صاعقاً !! فهل يمكن أن يضيف هذا القلم المترجرج المهتز أن يضيف حرفاً أو كلمة إليه ... هيهات ؟؟ ... (فإن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) أجل !! ولما حان ملء الزمان جاء عيسى المسيح له المجد وحقق ما كان يشتهيه جلجامش ويشتهيه كل إنسان على الأرض.

 

 

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 13269
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-10-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم