07-06-2017 11:04 AM
بقلم : أحمد محمود سعيد
لاحظنا في السنوات الأخيرة ان المنظمات الإرهابيّة تركِّز في عمليّاتها الإجراميّة على الدول الأوروبيّة مثل بريطانيا وفرنسا وبلجيكيا وغيرها بالإضافة لعملياتها الإجراميّة في الدول العربيّة مثل مصر وتونس والعراق وسوريا وغيرها وبعد فهذا واقع الحال الذي تلعب فيه تلك المنظمات الإرهابيّة بينما لا تقترب اياديها النجسة من بلدين هما الأساس في الظلم الذي يملأ العالم وهما الولايات المتحدة الأمريكيّة وإسرائيل .
تنظيم الدولة الإسلامية كان يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يُعرف اختصاراً بـ داعش، وهو تنظيم مسلَّح يتبع الأفكار السلفية الجهادية، ويهدف أعضاؤه -حسب اعتقادهم- إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، ويتواجد أفراده وينتشر نفوذه بشكل رئيسي في العراق وسوريا مع أنباء بوجوده في المناطق دول أخرى هي جنوب اليمن وليبيا وسيناء والصومال وشمال شرق نيجيريا وباكستان. وزعيم هذا التنظيم هو أبو بكر البغدادي.
متمكنين من شبكات التواصل، أضحت داعش معروفة بفيديوهات قطع الرؤوس للمدنيين والعسكريين على حد سواء، من ضمنهم صحفيين وعاملين في الإغاثة، وبتدميرها للآثار والمواقع الأثرية . وتُحمّل الأمم المتحدة داعش مسؤولية إنتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب، كما تتهم منظمة العفو الدولية التنظيم بالتطهير العرقي على "مستوى تاريخي" في شمال العراق. شجبت الزعامات الدينية الإسلامية حول العالم بشكل واسع ممارسات داعش وأفكارها، محاججين بأن التنظيم حاد عن الصراط الحق للإسلام وأن ممارساتها لا تعكس تعاليم الدين الحقة أو قيمه. المملكة العربية السعودية كانت أول من أدرج التنظيم كمنظمة إرهابية ومن ثم الأمم المتحدة، الإتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، الولايات الأمريكية المتحدة، الهند، إندونيسيا، إسرائيل، تركيا، سوريا، إيران وبلدان أخرى. تشارك أكثر من 60 دولة بشكل مباشر أو غير مباشر في العمليات العسكرية على داعش.
لقد أنبثق تنظيم داعش من تنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه وبناه أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004، عندما كان مشاركًا في العمليات العسكرية ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة والحكومات العراقية المتعاقبة في أعقاب غزو العراق عام 2003 خلال 2003-2011 حرب العراق وذلك جنبًا إلى جنب مع غيرها من الجماعات السنية المسلحة، مثل مجلس شورى المجاهدين والتى مهدت أكثر لقيام تنظيم دولة العراق الإسلامية في أوجها، وقيل أنها تتمتع بحضور قوي في المحافظات العراقية من الأنبار، ونينوى، وفي محافظة كركوك، وأكثر تواجدا في صلاح الدين، وأجزاء من بابل، ديالى وبغداد، وزعمت أن بعقوبة باعتبارها عاصمة. ومع ذلك، فإن محاولات تنظيم الدولة الاسلامية لإحكام السيطرة على أراضي جديدة أدت إلى رد فعل عنيف من قبل العراقيين السنة وغيرهم من الجماعات المتمردة، مما ساعد على دحر حركة الصحوة وتدنى سيطرتها.
فكرة تقسيم العراق لثلاث دول: دولة كردستان، الدولة الشيعية بالجنوب، الدولة السنية، ظهرت قبل الغزو الامريكي وخلال وبعد الحرب الأهلية العراقية. حيث عارضها حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق بشدة، وفي نهاية عام 2006 اعلن مجلس شورى المجاهدين (يضم القاعدة) عن تأسيس اقليم سني/دولة سنية سميت بالدولة الإسلامية في العراق.
وابتداءً من عام 2014، وتحت قيادة زعيمها أبو بكر البغدادي، انتشر تنظيم داعش بشكل ملحوظ، وحصلت على الدعم في العراق بسبب التمييز الاقتصادي والسياسي المزعوم ضد السنة العراقيين العرب، وتم لها وجود كبير في المحافظات السورية من الرقة وإدلب ودير الزور وحلب بعد الدخول في الحرب الأهلية السورية. إلا أن هذا التقدم توقف بعد إنشاء تحالف من عدة دول لمحاربة التنظيم يشمل دولًا عربية وإسلامية وأجنبية من بينها السعودية وإيران، وما بين أغسطس 2014 وأبريل 2015، خسر تنظيم الدولة (داعش) ما بين 25% إلى 30% من الأراضي التي يُسيطر عليها في العراق. يسيطر أفراد تنظيم الدولة الاسلامية على مساحة كبيرة من مدينة الفلوجة العراقية ابتداءً من أواخر ديسمبر 2013 وبداية 2014 حتى خسارتها في 2016.
وكان لتنظيم الدولة (داعش) صلات وثيقة مع تنظيم القاعدة حتى شباط/فبراير عام 2014، حيث أنه بعد صراع طويل على السلطة استمر لمدة ثمانية أشهر، قطع تنظيم القاعدة كل العلاقات مع جماعة داعش، حيث تعتبر القاعدة داعش تنظيمًا "وحشيًّا" وما قيل "الاستعصاء سيء السمعة."
في حزيران/يونيو عام 2014، كان لتنظيم داعش على الأقل 4000 من المقاتلين في صفوفه داخل العراق، الذين بالإضافة إلى الهجمات على أهداف حكومية وعسكرية، فقد أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجمات التي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين. في آب عام 2014، ادعى المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم داعش قد زادت قوته إلى 50،000 مقاتل في سوريا و30000 في العراق.
كان الهدف الأصلي لداعش هو إقامة الخلافة وفق ما يدعون , في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق , وبعد مشاركته في الحرب الأهلية السورية، توسع هدفه ليشمل السيطرة على المناطق ذات الأغلبية السنية في سوريا , وقد أعلنت الخلافة يوم 29 يونيو من عام 2014، وأصبح أبو بكر البغدادي، الآن يعرف لديهم والعياذ بالله باسم أمير المؤمنين -أصبح يلقب بالخليفة -، والجماعة قد تم تغيير اسمها إلى "الدولة الإسلامية" فقط.
يُحارب التنظيم كل من يُخالف آرائه وتفسيراته الشاذة من المدنيين والعسكريين ويصفهم بالرِّدة والشِّرك والنفاق ويستحل دماءهم، ففي عام 2015 فقط، قام التنظيم بتبنِّي 5 عمليَّات تفجير انتحارية لمساجد يحضرها الشيعة أثناء أداء صلاة الجمعة في كلٍّ من مدينة الكويت والقطيف والدمَّام، كما قام بعملية تفجير انتحارية في نقطة تفتيش في السعودية مُستهدفًا الشرطة السعودية، بالإضافة لقتل عشرات السائحين في أحد المنتجعات التونسية، إضافة لتفجير أحد أسواق محافظة ديالى العراقية، وقد نتج عن هذه العمليات مقتل ما يزيد عن 190 مدنيٍّ, كما قامت حركة ولاية عدن أبين المتفرعة من القاعدة وأنصار الشريعة والموالية لداعش بتفجير 6 مساجد في اليمن أثناء أداء صلاة الجمعة في شهري أبريل ومارس نتج عنها مقتل ما يزيد عن 170 مصلٍّ.
كما اعلنت صحيفة ذي جارديان البريطانية ، انها حصلت على وثيقة سرية ومهمة، تكشف عن كيفية تأسيس دولة داعش ..
ونشرت تقريرا جاء فيها:"ان الوثيقة المسربة تعود لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتكشف عن المخططات التي وضعها التنظيم لبناء أسس دولة تابعة له بالعراق وسورية ."
كما أن الوثيقة تكشف معالم "الدولة الإسلامية" وفقا لداعش، وكيف سعى التنظيم الإرهابي لإقامة دولة قائمة الذات تقدم خدمات اجتماعية شاملة، وتوفر حكومة محلية، وكذلك تتيح إنشاء خزينة للمال وبرنامجا اقتصاديا للاكتفاء الذاتي , كماأن الوثيقة تحدد كيفية إقامة العلاقات الخارجية، وتضع التوجهات لآليات نشر البروبغندا مكتملة الأركان، فضلا عن طرق التحكم بشكل مركزي بالنفط والغاز، وغيرها من الجوانب الاقتصادية الحيوية .
وبحسب الجارديان فأن الوثيقة"تحمل عنوان "مبادئ في إدارة الدولة الإسلامية"، وفيها شرح لطموحات "داعش" في إقامة دولة تابعة لها، وتزيح الستار كذلك عن الطرق التي جعلت التنظيم يختلف عن باقي التنظيمات الإرهابية، من خلال السيطرة على مقدرات مالية كبيرة، وحشد قواته بشكل جعل منه أخطر تلك التنظيمات على الإطلاق".
التقرير اشار ايضا الى أن الجانب الخفي من تنظيم "داعش" يكشف عن محدودية الضربات الجوية التي يقودها التحالف الدولي", واوضحت:"أن الأمر يتجاوز مجرد القضاء على حفنة من المقاتلين ضمن التنظيم المتطرف، بما أن "داعش" هندس كيفية تسيير مجالات متعددة كالتعليم وتدبير الموارد الطبيعية، والصناعة، والعلاقات الخارجية، والعلاقات العامة، وكيفية إقامة معسكرات التدريب .".
وقد اكدت الصحيفة ان الوثيقة "تعود لأواخر العام 2014، وتكشف عن كيفية إقامة "داعش" لمعسكرات تدريب منفردة بالنسبة للمقاتلين القدامى، مع وجوب خضوعهم في كل سنة لتدريبات تدوم أسبوعين لتلقي التوجيهات حول "آخر الفنون في استخدام الأسلحة، والتخطيط العسكري والتكنولوجيا العسكرية .".
وتنظيم داعش وهو اختصار لـ"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" بحسب وسائل الاعلام العالمية، تنظيم مسلَّح يتبع الأفكار السلفية الجهادية، ويهدف التنظيم حسب اعتقاده إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، ويسيطر التنظيم على مناطق واسعة في العراق وسوريا، منذ تأسيسه سنة 2014 في سوريا. وتدور اشتباكات عنيفة بينه وبين القوات الامنية والجيش في كل من العراق وسوريا .
ولكن هناك تساؤلات عديدة حول هذا التنظيم منها من هي الدول التي سهلت لهذا التنظيم ان يتأسس ويتزوّد بالمال والسلاح ويسيطر على آلاف الدونمات من الأراضي رغم كل الأجهزة الإستخباريّة وشبكات التجسس العالمية والأفمار الصناعية التي تحتل حيزا كبيرا من السماء وتعمل لصالح الكثير من دول العالم إضافة لآلاف الجواسيس في العالم والتعاون الإستخباراتي بين العديد من الدول , وكذلك هناك تساؤل عمّن يتبنّى ذلك التنظيم الآن بعد ان خسر الكثير من كوادره في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من اماكن وهل بقي عليه واجبات يجب ان يؤدّيها قبل ان يخلِّص عليه ويقتله صاحبه كما كان يُفعل الإنكليز بالخيل عندما تمرض او تهرم .
والسؤال الهام الذي يخطر على بال كل مسلم وهو بما انّ هذا التنظيم يغطّي نفسه بغطاء الإسلام وهو منه براء إذ انّ كل جرائمه في المسلمين سنِّيِّين وشيعة ومسيحيّين وأقباط وبوذيّين وازيديّين وعمليّاته ينفِّذها في دول عربيّة وخاصّة سوريا والعراق ولبنان ومصر وتونس وفرنسا وبلجيكيا وبريطانيا وغيرها من دول وقد يعمم جرائمه في دول اخرى المهم ان تتخطّى البوصلة امريكا واسرائيل فلماذا ؟؟؟؟
وهذا غريب بالرغم من ان امريكا واسرائيل وضعتا التنظيم ضمن قوائم التنظيمات الإرهابيّة في العالم وان امريكا شكلت تحالفا عسكريا برئاستها وبعضويّة عشرات الدول ومنها دول عربية لمحاربة هذا التنظيم الذي يحيي الفتن بين الدول العربية .
واخيرا نكرر السؤال لماذا تستهدف المنظمات الإرهابيّة الدول العربيّة والأوروبيّة في حين تستبعد القيام بأيّْ عمليّات لها داخل الأراضي المحتلة في فلسطين ( ما يسمى باسرائيل ) وامريكا أم لم يحن الوقت لتلك المنظمّات من عضِّ يد صانعها ؟؟؟؟
ربِّ احمنا ارضا وشعبا وجيشا وقيادة من جرائم تلك الجماعات الإرهابيّة الخارجة عن الدين واحرقها في نار جهنّم ببركة هذا الشهر الفضيل انك على كل شيئ قدير.
ambanr@hotmail.com