11-06-2017 10:03 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
واهم من يظن ان اختلاف السياسة الامريكية سواء الداخلية او الخارجية تختلف باختلاف اشخاص تداول الحكم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ,فامريكا تحكم من عدة لوبيات تشكل دولة الظل التي تهيمن على صناعة القرار السياسي الداخلي وتفرضه على الخارج كونها امبراطورية العصر ........
دورتان متتاليتان لحكم ابو عمامة تم خلالهما تغييب الحضور السياسي العلني واللعب من تحت الطاولة من خلال الاطراف المحسوبة عليها,وكذلك تمييع الحضور السياسي لنموا ارهاب التطرف بشتى اشكاله من التضليل و الحقد والمصالح وكل ذلك لتحقيق المصالح الامريكية ومصالح الكيان الصهيوني ..........
مع قدوم رجل الاعمال ترمب والتنكر لواقع سياسة اللعب من تحت الطاولة ,اصبح جميع من تبنوا الدور السياسي الامريكي في عهد حكم ابو عمامة في قفص الاتهام بالارهاب ,والبرائة منه اصبحت في المزاد العلني بادارة رجل الاعمال والاقتصاد , وما نتج عن سياسة التمييع السماح بظهوروتمدد البعبع الجديد الامر الذي يستدعي طلب الحماية منه ,التي سارع في عرض تكاليفها ايضا رجل الاعمال والاقتصاد ...
لم يكن قدوم ترامب بمحض الصدفة ,انما لتناسبه مع مرحلة التغيير بعد كل هذه العواصف التي حلت بنا من السياسات الامريكية المتعاقبة , فهو يمثل السياسة الحقيقية للوبي الاقتصاد الامريكي ,ويمثل العداء الديني للوبي السياسة الصهيوني , مما يعني ان العداء هو عداء وجود لان الحضارات تبنى على الاقتصاد وتنظم بالعقيدة ...........
قال الله تعالى (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120), فمهما قدمت الامة من تنازلات في اتباع اهوائهم حتى وان بلغت لدرجة استيعاب صداقة الكيان الصهيوني ,لن تنال الا مزيدا من الحقد والخسارة لانها خسرت ولاء ونصرة الله لها الذي اصبح واضحا بدايتا بتفكك النسيج الواحد لهذه الامة, ومن ثم العداوة والاقتتال فيما بينها وهذا هو نهاية المبتغى ...
نسال الله تعالى ان يمن علينا باتباع هداه وان نكون من اوليائه ليتولانا بحفظه وان يرعانا بعينه التي لا تنام , انه هو العلي الحفيظ الذي لا يؤوده حفظ السموات والارض ............