11-06-2017 10:05 AM
بقلم : أحمد محمود سعيد
يا لهذا الرئيس شكلا ومضمونا ويا له من بدايات ونهايات ويا له من أسرة وحكايات ويا له من غنى وهوايات ويا له من ممتلكات ابراج وقصور وشركات ويا له من عائلة وبنات وكأنه جاء لفترة نقاهة واستعراض الجَمال على الجِمال ام لأخذ الضريبة ام لإسترداد الردِّيات .
وكانت حملة انتخابات مثيرة للجدل فكانت بين انثى عجوز متصابية ذا خبرة وبين عجوز غنيِّ يعشق ربطات العنق والسِتّات غير ذي خبرة سوى بجمع المال والإقتصاديّات , وبدأ حملته بالجدليّات من كرهه للمرأة الى تدخُّل الروس كمخابرات وغير ذلك من امور وكانت حظوظه قليلة في الإستطلاعات وبالرغم من خيبة امله في الكثير من الولايات إلاّ أنّه كان النجاح حليفه في النهايات ,وهكذا عندما استقرّ على الكرسي بدأ ينفض الغبار عن فترة الإنتخابات وبدأ الإعلام والشعب يتحدث عن الوعود التي قطعها على نفسه فمن سور المكسيك الطويل الى نقل السفارة للقدس الى سحب فلوس الخليج لدعم الخزينة الأمريكيّة وكان اسهلها سحب فلوس الخليج وكانت بداية غُربته عن البيت الأبيض هي زيارته للمملكة العربيّة السعوديّة بلد الخير والبركة وكان له منها الكثير من الخير والبركة .
وكانت زيارة الرئيس للمنطقة العربية زيارة جدليّة اختلف عليها العرب انفسهم واكمل الرئيس زيارته الروحية لحائط المبكى ليبكي فرحا على نجاح رحلته الى آل عدنان فتبيّن له قبل مغادرته لها انه استطاع ان يعْقد العقدة ويُعقِّدها بحيث لا يستطيع احد غيره ان يحلّها وهكذا بعد ان استعرّ الخلاف وقُطعت العلاقات واغلقت الحدود وأُحكم الحصار اتصل الرئيس بالمظلوم الصغير والمظلوم الكبير وكلاهما ظالم بنظر الرئيس يعرض عليهما امكانية التدخُّل للإصلاح بينهما على اساس ان يجمعهما ويحضنهما في بيته الأبيض ويكمل صفقاته معهما لخير الأمريكان ومستقبلهم .
وكما ان معظم الخير لدينا ذهب للمحتاجين والعاطلين عن العمل والبؤساء والفقراء والجوعى من الأمريكيّين فإننا ندعوا الله ان يطعم فقراؤنا ويكسي عُراتنا ويأوي المشردين والمهجرين من شعوبنا ويشفي الجرحى ويفك اسر المعتقلين ويرحم شهداؤنا وموتانا من خيرك ورحمتك انك انت خير الرازقين والراحمين فانت من لا ينفذ الرزق والخير من عندك وانت من لا يجوع فرد في حماك حتّى لو نفذ كل الخير تحت الأرض وفوقها .
كنا نقول ان خير التجمعات العربية هو التجمع في مجلس التعاون الخليجي لتطابق معظم المواصفات بينها من دين ولغة وثراء واصول ومستويات تعليمية وثقافية وخاصّة بعد ان صمد هذا المجلس والتجمع العربي ما يقارب من خمسون عاما .
ان العين التي دمعت على ضياع فلسطين وتقسيم العراق ودمار سوريا وليبيا واليمن ها هي تدمع على فرقة وتشتت دول الخليج العربي تدمع على اخر فرصة للقاء عربي بهذا الحجم وبسبب العرب انفسهم كيف تسربت الفتنة الى خاصرتهم لتستقرّ في القلب منهم فهاهي الكعبة والطائفين حولها اللذين كانوا يبكون الأقصى وما حلّ به نرى الأقصى رغم جراحه وأسره يبكي ما يحلُّ بالمنطقة التي وهبها الله بيته العتيق والثروات الأثمن والتي يتنازع اهلها لا لشيئ إلاّ لسوء تفاهم تعظّم من حاسد وحاقد وبحاجة للقليل من التفاهمات والتنازلات .
ان الحاكم الذي يعمل من اجل مصلحة شعبه جدير بالإحترام مهما كان عداؤنا السياسي معه والرئيس الأمريكي ثري ويعمل من اجل رفاه شعبه وهذه نقطة تسجَّل له واما نحن نأخذ عليه عدّة مآخذ اولها وقوفه المطلق الى جانب دولة الظلم والعدوان اسرائيل والثاني شعورنا انه بزيارته للوطن العربي ومع حسن الإستقبال وإغداق الهدايا عليه وعلى اسرته كما أشيع فقد اثار نعرات واجّج الفتن بين اخوة عرب من المفترض ان تربطهم روابط اقوى من الوشائج التي تجمع الولايات المتّحدة نفسها واقوى من ارتباطات بعض الحكام في العالم مع الإدارة الأمريكية والذي ثبت لهم بالوجه العملي ان تلك الإدارة ترمي بمن تنتهي خدماته غير مأسوف عليه وعلى حكمه مهما طالت خدمته لهم وامثلة ما يسمى بالربيع العربي كثيرة وقد يأتي يوم ترى المخابرات المركزيّة الأمريكيّة ان مهمّة هذا الرئيس الأمريكي نفسه قد انتهت حيث حصّل المطلوب من الأموال للخزينة وزرع الفتن بين العرب واخذ الخطوات العمليّة لنقل السفارة الأمريكيّة من تل ابيب للقدس الشريف العاصمة الأبديّة للكيان الصهيوني كما يدّعون وبذلك تفعِّل مخابراته دور المخابرات الروسيّة في الإنتخابات الأمريكية التي حملت الرئيس الأمريكي الى البيت الأبيض وهذا سهْل على المخابرات المركزية وقصّة ريتشارد نيكسون وسبب استقالته ليست ببعيدة عنّا .
ولكن الغريب في خداع هذا الرئيس الأمريكي للعرب وبعض حكّامهم هو كيف يحمل حاله ويأتي للمرابع العربية ويربط العُقدة بل ويعقِّدها ويعود لبلاده ويعرض على الحكام انفسهم إمكانيّة حل الخصومات إذا اجتمعوا في بيته الأبيض فعلا انه رئيس داهية حتى ان تصريحاته وتصريحات وزير خارجيته متناقضة , وهو يعلم ان للعرب جامعة عربية تجمعهم ولهم مجلس قمّة يرأسه الآن ملك عربي هاشمي هو جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظّم وللخليجيون الأشقاء مجلس تعاون يضمُّهم وانّه كان ضيفا قبل ايام قلائل في اجتماع لمؤتمر عربي اسلامي امريكي فهل الأشقاء بحاجة لمن يحل الخلافات بينهم مهما صغرت ام اشتدت تلك الخلافات إذا احتكموا لكتاب الله ومصالح شعوبهم .
حمى الله الأردن ارضا وشعبا وجيشا وفيادة وبارك الله في اعياده وهي عيد الجلوس الملكي السعيد وعيد الجيش وعيد الثورة العربية الكبرى وكل عام والأردن ومليكه بالف خير .
ambanr@hotmail.com