13-06-2017 10:58 AM
بقلم : الدكتور الصحفي غازي السرحان
اعتز وافتخر أن أقدم شهادة صغيرة عن سفر معرفي وقامة وطنية " عبد الرؤوف الروابدة" .
هذه الشخصية النادرة لها من المواصفات والمزايا ما جعلت كل هذي الجموع تتجه إلى حكمته ,الروابدة عبد الرؤوف احد الرموز الوطنية التي اجتمعت على وطنيتها ونزاهتها وأصالتها جموع الناس فهو من الشخصيات السياسية المحنكة ويقف على مسافة واحدة من مختلف الفئات والشرائح في توجهاتها وميولها وانحداراتها الطبقية والدينية والمذهبية من الشخصيات التي تترجم وطنية الأردنيين وإجماعهم على وحدة الصف في زمن تنهش بة ذئاب التفرقة والطائفية امة العرب , المخلص لافكارة مستمدا قوته من ذاته وافق تفكيره والإصرار على قول كلمته محاربا بسلاح الكلمة وقوة تأثير الكلمة من الذين لا تهدا له ثائرة بكل هذا الترفع والمهابة متفرد بصموده وتمرده وغضبة .
عبد الرؤوف الروابدة امن بالوطن الواحد الذي لا تمر فيه الآراء والأهواء التي من شانها أن تمزقه , يمارس دورا مهدئا للأمور . ولايمانة أن العنف يمكن أن يؤدي لانحراف اجتماعي مدمر , من تدمير للتماسك الاجتماعي والوطني من خلال ما ينشا عنة من ضرب للبنيان الاجتماعي الذي يشكل دوما مفاصل وأعصاب المجتمع المقومة لكيانه والمساعدة على تجاوز العقبات وقت الشدائد . الصفة الجامعة "الأردن الموحدة" والتي جاهد أبو عصام من اجل إرساء أساسها المتين بقيادة ملك هاشمي يعربي حجازي , الروابدة عبد الرؤوف نموذج من السياسيين النادرين في تاريخ الدولة الأردنية وهو الذي لم يجن من الأحزاب التي انخرط بها أو تزعمها مغنما أو مكسبا أو يتخذ تلك الأحزاب وسيلة ماكرة للوصول لتحقيق غايات ذاتية له ولعائلته وكان في أصلة الجنوبي والشمالي جناحا الوطن جنوبه وشماله وارومتة العربية ما يغنية عن التكسب المالي من العمل السياسي الذي كان بالنسبة إلية خالصا لوجه الأردن .
وفي الصريح يشير بأصابع مضيئة وبكلماته الأصيلة الجريئة ونبرات إنسانية وبصوته العذب الرخيم وكلماته المنتقاة أن الصريح بيت بسقف الوطن وبوحي من عشمه واملة على الناس مضرب الطيب والنبل والعراقة نادي بضرورة تطويق الآهات والأوجاع وإحلال الوئام مكان سوء الفهم لئلا تتوقف خطى القافلة عن المضي في طريقها محفزا الناس إلى الانتباه لما يحيط بهم , ويبذل الروابدة محاولات مستميتة وثمة مثقفون وسياسيون كبار وشباب وشيوخ ورجال قيادة وصحافة وإعلام يأبون الا أن يغترفوا من كرم وأصالة وشهامة أهلها الطيبون العريقون في النسب والحكمة والطهر والنقاء .
تأكيدا على الهوية الوطنية الجامعة المرتكزة على بنى تحتية رصينة قادرة على الاستجابة السريعة لراب الصدع واخاطة الجرح يحثون الخطى حيث سيلتقي كل هؤلاء في عبق هذا البيت الذي طالما جمعهم ويغترفوا من الينبوع الصافي الغائر في وجدان الناس هناك . ويتابع الروابدة بحرارة وجرأة كي يستوعب ما يجري عبر استيعاب متوازن للأمور,لم اصدق أنني أمام هذه الوجوه المشرقة مع الشباب والشيوخ ونحن نعرض خدماتنا بغبطة ولهفة وجدنا النور ينشر عبيره على المكان وتحظى الكلمات المتوهجة باعتزاز الناس وتفهما وتجاوبا مسطرين مأثرة جليلة ومقدرة وعلى قدر الكرام تأتي المكارم .
وهنا في الصريح حيث معالي الدكتور كامل العجلوني وله دور مشهود ماضيا وحاضرا ومستقبلا في الحياة السياسية والاجتماعية لهذا البلد صاحب الرؤية الواضحة والخلفية الفكرية المتفتحة والوعي بالدور الإنساني والاجتماعي والتاريخي , المؤمن بالإنسانية والأخلاق والقربى والجيرة والمصاهرة ,ليثبت العجلوني أنة " وربعة" أن الأردنيون يستطيعون ترتيب أمورهم وان التسامي والترفع عن الآلام والاختلاف والعاهات والتحلي بالأخلاق الحميدة هم من سدنتها .وليقطع الطريق على من يريد ركوب الموجة العاتية .والعجلوني من الوجوه الاجتماعية المؤمنة بحاجة الوطن إلى سلام اجتماعي واستراحة حقيقية والابتعاد عن أسباب التصادم والقلاقل . ويؤكد أهلنا في الصريح على ميزة متفردة وهي أن المجتمع الأردني يتميز بطريقة متوارثة في التعايش والتضامن تعايش تكفله الأنسجة الاجتماعية وتقاليد الأسرة وأعراف القبيلة .
وستذكر الأجيال فرادته الوطنية وسيرته القيادية والهادية وطباعة الهادئة ويلزم أن يسلط الضوء على مواقفه وارائة واعمالة باعتباره مرجعية حكيمة في القيادة والمشورة والرأي نستحضره في إصلاح ذات البين والحنكة والحكمة واسداء الرأي والمشورة في وطن عربي تمزقه الاحترابات الطائفية والنزاعات السياسية.
الروابدة عبد الرؤوف من القوى التي تشكل قاعدة اجتماعية ولم يكن بائع لموقعة أو موقفة في الاستقطابات الاجتماعية ما كان في العادة الا مؤمنا بالوطن وقيادته الهاشمية سجيته التواضع والانفتاح على الآخر, والتواصل ومحبة الآخرين كعلاقة أساسية تربطه بالناس صاحب دولة من طراز خاص حكاء فريد يتمتع بالنكتة والدعابة وخفة الظل .
الروابدة عبد الرؤوف مسيرة تاريخية مديدة عمرها الزمن ويلعب دورا مهما ومميزا في التعريف والتوصيف والتثقيف بالمفاهيم الرائعة ونكتة جسرا إلى عالم الناس ,عبد الرؤوف لوحة فكرية مدهشة شكلت تاريخا مهما في وعينا نحن جيل الشباب حين مراجعتنا إلى التاريخ نأخذ معرفتين إما أن نقرا في فكرة أو نترصد المشهد القادم من التوقعات والتحليلات والقراءات التي تصب في الصواب فهو بحق ثقافة كل المثقفين ومرجعا في الاسترشاد والاستهداء والاستعلام ,من الذين يصطفون على دولة المواطنة وهو القريب من شرائح كثيرة من المجتمع نحن بحاجة إلى فكرعبد الرءوف عقود من الزمن يدرك بها المرء سن الشيخوخة أما هو فما زال شابا يصل ما انقطع من قديم التاريخ بمستقبل زاهر يرقى للسعادة والهناء . ولد ليكون جبهة وطنية أذهل المفاهيم العتيقة المترهلة في مفاهيم القيادة والإدارة والتاريخ وسحب البساط من تحت أقدام من تلوثت مفاهيمهم ومبادئهم بسموم التبعية والجهل .
ويؤمن الروابدة أن عبور مشكلة الانقسامات المجتمعية يأتي بجسور معرفية وعلاقات إنسانية صافية نقيةهوعلامة وضاءة في سفر الوطن و انعطافة مهمة في مسيرة الوطن .