حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21182

الوحدة الوطنية وشريط الفتن والقلاقل

الوحدة الوطنية وشريط الفتن والقلاقل

 الوحدة الوطنية وشريط الفتن والقلاقل

13-06-2017 12:50 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبد الهادي الراجح
بصراحة جاء الوقت المناسب لطرح أهم وأقدس قضية من قضايانا الوطنية وأكثرها أهمية كونها صمام الأمن لكل مواطن على ثرى هذا الوطن الحبيب وهي قضية الوحدة الوطنية وهذه الحساسية الموجودة التي قد تثيرها أي مناقشة سخيفة أو مباراة كرة قدم أو حادثة مشاجرة أطفال لتطل الفتن علينا من جديد وتنسف كل جسور الثقة وما فعله الشرفاء من أبناء هذا الوطن .

هذا الجرح المؤلم الذي تجاهلناه كثيرا وعلى مدى عقود من الزمن اعتمادا على وعي الأجيال من أبناء شعبنا ولكن للأسف هذه الأجيال ورغم التقدم والتطور التكنولوجي إلا أن هناك تراجعا في الحس الوطني والقومي لصالح دوائر ضيقة كالإقليمية البغيضة أو القبلية المتخلفة أو حتى الدين بدرجة أقل ، وكل ذلك جاء إفرازا لقانون الصوت الواحد سواء النيابي منه أو الطلابي وهو وصفة أمريكية بامتياز كما اعترف بذلك رئيس وزراء أردني شهير في مذكراته .

بالأمس تناولت بعض وسائل الإعلام الأردنية وشبكات التواصل الاجتماعي بالحديث عن شريط فيديو لم اسمعه شخصيا حتى الآن لكن قيل أن شريط الفيديو المسرب ينتقد الملك عبد الله الثاني ويأخذ بنقده جانبا إقليما ضيقا كما قيل ، وهدف شريط الفيديو كما يبدو وفي هذا التوقيت إثارة الفتن والنعرات الإقليمية وإبعاد الناس عن جوهر قضاياهم الأصلية كالفساد والاستبداد والغذاء الفاسد والدواء المشكوك به ، ولكن استطاع العقلاء احتواء الموضوع وربما يتم لملمته بعد أن أدى دوره بالهاء الناس عن قضاياهم وكأن شيء لم يحدث ، وهذه لعبة خطيرة قد تؤدي إلى ما يحمد عقباه لا سمح الله .
وسؤالي إلى متى يبقى الوطن ووحدته الوطنية مهددة بهذه القضية التي قد تثيرها أبسط الأشياء ، اليوم قبل غدا يجب أن نتكلم ونفكر بصوت مسموع حتى نصل لحل لهذا الخلل في البنية الوطنية لأبناء شعبنا الواحد ، فهل وصل الإفلاس السياسي والأخلاقي أن تصبح النوادي الرياضية أوطان بحد ذاتها بعد أن فقدنا وطنا عزيزا على الجميع بالاحتلال وهو فلسطين والأخر بالبيع والتبعية السياسية وهو الأردن ، ولا يمكن تحرير الأول إلا بإصلاح الثاني ومعافاته سياسيا واقتصاديا ، أليست الحقائق التاريخية والجغرافية تثبت لنا أن تحرير فلسطين لن يتم إلا عبر الأردن بحكم عامل الجغرافيا والتاريخ ، فإذا بقينا على هذا الحال من الفرقة والتمترس خلف إقليمية بغيظه لن تنتج إلا تثبيت ضياع فلسطين ، وتخريب الأردن بضرب أبناءه يبعضهم البعض وأنا شخصيا لديّ قناعة مبدئية أن من يثير النعرات الإقليمية داخل المجتمع الأردني هو عدو لفلسطين كما هو عدو للأردن وعميل ومرتزقة سواء بالمعرفة أو بالغباء والجهل والتخلف .
اقسم بالله العظيم لو أن نادي الوحدات مع احترامي لكل محبيه سيعيد لنا فلسطين عربية لكنت أول وحداتيا ولو أن النادي الفيصلي سيشطب لنا ديون الأردن ويحرر قرارنا السياسي لكنت أول فيصلاوي ، لكن أيها الإخوة والأخوات لا هذا سيفعل شيء ولا ذاك فلماذا هذه الحماقات التي أؤكد لكم أن خلفها جهات مشبوهة عدو للأردن ولفلسطين وما تريده هو تعزيز دورها والمحافظة على مصالحها .
لذلك نقول كفى استهتارا في الوطن وأمنه الذي هو مصلحة للجميع إلا الخونة وعملاء بني صهيون .
لذلك ندعو بتفعيل القوانين التي تخص أمن وسلامة الوطن ومحاسبة كل من يسيء لوحدته الوطنية وهذا ما نحتاجه اليوم قبل غد ، وتفعيل القوانين تحمي الوطن وعلى سبيل المثال في ألمانيا هناك قانون ضد النازية وعنصريتها مفعل ، الأمر الذي يجعل النازيين وهم موجودون كأي متطرفين في العالم يحاسبوا على تصرفاتهم لأن هناك قوانين لن ترحم أحدا يتجاوز عليها .
نتفهم أن التجاوزات والأمراض موجودة في هذا العالم الموبوء ولكنها لا تؤثر على الأوطان في الدول التي تحترم ذاتها وقوانينها ، لكن نحن في هذا الوطن مصيبتنا بفنجان قهوة عربية وعفا الله عما سلف .
لذلك السياسة الأردنية في هذا الجانب أشبه ما يكون بالطبيب الفاشل الذي يعطي المريض المهدئات والمسكنات بدون تشخيص جيد لحالته الصحية حتى وصلنا لمرحلة مجرد مباراة كرة قدم بين الوحدات و الفيصلي معناه إعلان حالة طوارئ بشكل غير معلن رسميا ، فما هذا مجنون أو عميل يتكلم كلمة تصبح فتنة إقليمية .
وعلى هذا الأساس لا بد من حل جذري لهذه المهزلة يبدأ بتفعيل دور القانون ويكون على الجميع ، نعم هناك أخطار كثيرة تحيط بنا ولكن الخطر الأكبر على وطننا يأتي من أنفسنا حتى قبل العدو الصهيوني الذي ليس وحده من يتربص بوحدتنا الوطنية رغم سلام الأوهام الذي وقعه الموقعون ولكن هناك عملاء للعدو في وسطتنا ينفذوا مخططه لضرب وحدتنا الوطنية وقبل هذا وذاك ندعو الحكومة ومن يأتي بعدها أن لا تفرق بين أبناء الوطن الواحد على طريقة محمد يرث ومحمد لا يرث .
إن وطننا الحبيب بحاجة لعملية قيصرية لأجل استئصال كل هذه الأمراض الإقليمية المتعفنة بالقانون ومحاسبة كل من يسيء للوحدة الوطنية .
نحن لسنا شعبين توأمين كما كان يقول الرئيس الشهيد ياسر عرفات رحمه الله ولكننا شعب واحد ووطن واحد وجزء من امة عربية واحدة رغم كل الأمراض والمرضى هكذا تعلمنا من مدرسة الزعيم والقائد المعلم جمال عبد الناصر ، لا أقول ذلك شعرا أو شعارات طبشورية أو مثالية طوبوية ولكن حقائق الجغرافيا والتاريخ التي تؤكد ما هو مؤكد أننا شعب واحد من أمة واحدة .
حمى الله وطننا العزيز وألهم شعبنا بكل أطيافه الحكمة والعقلانية لحماية الوطن الذي هو قارب النجاة لنا جميعا وبكل أطيافنا السياسية وهو فوق كل خلافاتنا السياسية ، ولا عزاء للصامتين .








طباعة
  • المشاهدات: 21182
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم