حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,20 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 16952

البراق صرح إسلامي ملك للأمة .. وليس للرجوب ليمنحه لمن يشاء

البراق صرح إسلامي ملك للأمة .. وليس للرجوب ليمنحه لمن يشاء

البراق صرح إسلامي ملك للأمة  ..  وليس للرجوب ليمنحه لمن يشاء

14-06-2017 10:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبدالحميد الهمشري
ما تحدث به جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح يشأن حائط البراق خطير جداً فهو يتحدث عن المقدسات وحقنا التاريخي بأرضنا وكأنها ملكه الشخصي يحق له أن يمنحه لمن يشاء وهو بهذا يتجاوز عن الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في المقدسات في فلسطين خاصة بعاصمتها القدس الشريف وكذلك كل ما صدر عن المحافل الدولية من قرارات ابتداءً بقرار عصبة الأمم الصادر عام 1930 وليس انتهاء بقرار اليونيسكو الصادر بشهر مايو /أيار من العام الحالي والتي صدرت بأحقية الشعب العربي الفلسطيني فيها وبملكيته لها ولا علاقة للصهاينة بها لا من قريب ولا من بعيد .
وقبل الخوض في هذه المسألة أود القول أن هناك من يعتقد أنه حين يصل لمركز القرار يستطيع قول ما يريد وتغيير قواعد اللعبة حتى وإن كان في غير صالح الأمة ظناً منه أنه بذلك يمكنه الحصول على شيء من العدو لصالحه متناسياً أن هذا العدو منذ نشأة كيانه لم يتنازل قيد أنملة عن أي ثابت من ثوابته في الوقت الذي يجري التنازل عن ثوابتنا بعبث هؤلاء عقدة عقدة ، أو بنداً بنداً مما يسهم في إثارة الجدل في المجتمع واتساع الهوة بين مكونات الشعب الفلسطيني ما أدى إلى تمزقه بإثارة الصراع بين مكوناته ، وبالعودة إلى الوراء وقبل تناول الحديث عن موضوع التنازلات المجانية أو العودة إلى ما اعترى الشعب الفلسطيني من خلافات جوهرية أدت إلى عدم تمكنه من تحقيق شيء للشعب رغم التضحيات الجسام التي قدمها منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى الآن وباعتقادي أن ثلاثينيات القرن الماضي قد شهدت الخلاف الفلسطيني الفلسطيني على أساس عائلي والذي تعود أسبابه لمثل تلك السذاجات حيث أن تلك الخلافات كانت عاملاً رئيسياً في تمزيق الموقف الفلسطيني تجاه قضايا مركزية ومصيرية كان يفترض أن يكون هناك توافق تام حولها ، صحيح أنه في ثلاثينيات القرن الماضي كان الانقسام حاصلاً على أسس عائلية وكانت بين عائلتي الحسيني والنشاشيبي في القدس اللتين تصارعتا على قيادة الشعب الفلسطيني واستغلت بريطانيا هذا الخلاف وأججته بدعم الطرفين لكن حسم الأمر وبعد فوات الأوان لصالح عائلة الحسيني أما الخلاف الآن بين حركتي فتح وحماس فإنه سياسي وهو صراع قائم على السلطة وتمثيل الشعب وليس على برنامج المقاومة والتحرير.. فإذا كان الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية هما أكبر المستفيدين من الانقسام الفلسطيني الأول، فإن الاحتلال الصهيوني هو الرابح الوحيد من الانقسام الفلسطيني الحالي كون ذلك أدى لانفراد العدو الصهيوني في شطري الوطن الأول بفرض حصار على قطاع غزة المظلوم أرضه وسكانه والثاني بالاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي مدينة القدس وإقامة مغتصبات عليها وكذا الحال بالنسبة للضفة الغربية حيث أقيمت جدر حول التجمعات السكانية الفلسطينية فيها وبمغتصبات تطوقها من كل جانب ، ناهيك عن الشوارع الالتفافية لحماية المغتصبين في تلك المغتصبات لحرية التنقل والتضييق على سكان الضفة الغربية والقدس والاستيلاء على مساحات أخرى لتكون قواعد عسكرية لجيش الاحتلال .. وهذا يتطلب من القادة الفلسطينيين إعادة النظر فيما يمس الوحدة الوطنية الفلسطينية والاستفادة من الدروس والعبر التي كانت نتائجها الكارثية جراء الانقسام ووضع آليات مناسبة لتفادي السلبيات التي أسهمت في الحد ومنع المسيرة النضالية الفلسطينية من الوصول إلى الحد الأدنى من الحقوق التي يحلم كل فلسطيني الحصول عليها.
والصراع القائم بين حركتي فتح وحماس متشعب وخطير وكل منهما يريد فرض أجندته أو سحق الآخر لينفرد في الساحة مع أنه لا يمكن حسمه لعدم توفر الإمكانية في حسم الصراع لصالح أي فريق منهما نظراً لتوازن القوى بينهما ولشعبيتهما الكبيرة في داخل وخارج الوطن الأم ، والعدو الصهيوني يفتح المجال لاتساع هذا الصراع لإرباك النضال الفلسطيني لإبقائه عاجزاً عن الوصول إلى نتائج تخدم مصلحة الشعب القلسطيني وقضاياه التي ما زالت معلقة ، وما دام عقلية كل منهما السائدة في الحل فإن الأخطار تتهدد الأمل الفلسطيني بتحقيق الحد الأدنى من طموحاته.
والآن وبالعودة إلى موضوع البحث والذي يتعلق بتصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الرجوب بمنح اليهود والإقرار بأن حائط البراق ملك للصهاينة متناسياً أن هذا الحائط أسري إليه رسول البشرية جمعاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام ومنه عرج إلى السموات العلى حيث سدرة المنتهى وأن الخليقة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب قدم من المدينة المنورة إلى القدس الشريف وتحمل المشاق في سبيل تسلم مفاتيح المدينة من صفرونيوس القدس حيث أصر الأخير في الوثيقة العمرية أن لا يسكن أي يهودي داخل القدس وبعد تحريرها من قبل صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين الذين غزو الشرق العربي ليأتي الر جوب بتصريح في دردشة تلفزيونية بالتنازل عن هذا الصرح الإسلامي العريق إرضاء للصهاينة ، صدقوني أنني تريثت للكتابة عن هذا الشأن إلا بعد أن طلبت ممن يتقنون العبرية لترجمته حتى لا أظلمه أمام نفيه وتحديه فيمن يثبت ما صدر عن القناة العبرية بالكشف عما صدر عنه من تصريحات واتهامه لجهات حاقدة عليه بتلفيق تلك التهم جزافاً ، والسؤال الذي يطرح نفسه أين اللجنة المركزية لحركة فتح من تصريحات الرجوب هذه ؟؟ ولماذا لم تجر إدانته ومحاسبة قائله حتى اللحظة ؟؟ وما رأي الأردن بهذه التصريحات التي تتناقض مع ما جاء في المادة التاسعة من اتفاقية وادي عربة حول الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس وما جرى الاتفاق عليه بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس حول ذات الموضوع؟ وما رأي منظمة المؤتمر الإسلامي بهذا الشأن وكذلك جامعة الدول العربية التي لم يصدر عنها أية إدانة عن هذا التصريح؟.
ولي كلمة في النهاية أنهم مهما صنعوا فإن الحق يعلو ولا يُعلى عليه رغم أنف المرجفين " يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) " .
Abuzaher_2006@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 16952
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم