15-06-2017 08:34 PM
سرايا - سرايا- بعد وفاتها في آب من العام 1997، نشر الكاتب أندرو مورتون كتابه "ديانا: قصتها الحقيقية"، بناء على مصادر ظلّت مجهولة الى اليوم. بعد 20 عاماً، وإثر إعادة نشر الكتاب، تبيّن أنَّ الأميرة ديانا هي بنفسها أرسلت تسجيلات عبر وسيط الى الكاتب تروي فيها قصّتها، إلا أنها اشترطت السرية التامة وأن لا يُكشَف عن تورطها.
بعد أيام معدودة، يُعاد نشر الكتاب مع نصوص تسجيلات الأميرة، التي تروي معاناتها منذ اليوم الأول، يوم العرس في 29 تموز 1981. وقد نشر موقع الـDaily Mail جزءاً منها.
يوم عرسي بحثت عن كاميلا بين الحشود!
تقول ديانا عن يوم الزفاف الذي وُصف بزواج العصر: "كنت هادئة جداً، الى حدّ الموت. شعرت بأنني حمل على وشك أن يُذبَح. كنت أعلم ذلك ولكنني لم أتمكَّن من فعل شيء". وتشير الى أنها كانت تحبّ الأمير تشارلز كثيراً.
"يوم الزفاف، كانت هناك توقعات كبيرة، الحشود الداعمة تبعث بالسعادة ولكن لا أظن أنني كنت سعيدة. عندما كنت أسير في الممر، كنت أبحث عن كاميلا. كنت أعلم أنها هناك. بحثت عنها".
وتصف ديانا حالة القلق والتوتر التي انتابتها خلال الزفاف والتي فرضتها تقاليد العائلة المالكة، إضافة الى خوفها من خيانة زوجها الذي بدوره أعاد علاقته مع عشيقته كاميلا باركر بولز مرات عدّة، منذ ما قبل زواجه من ديانا وبعده.
وتضيف: "كنت أسير في الممر، لمحت كاميلا، شاحبة وتلبس قبعة مستديرة، رأيت كل شيء، ابنها توم يقف على كرسي. حتى هذا اليوم لا تزال هذه الذكرى حيّة".
أحضر الكتب الى شهر العسل وآمالي تحطَّمت من اليوم الثاني!
بعد الزفاف، ذهب الزوجان لقضاء شهر العسل، الجزء الأول منه في برود لاندز والجزء الثاني على متن اليخت الملكي.
"اللحظة الأسوأ كانت حين ذهبنا الى برود لاند، كانت لدي آمال كبيرة تحطمت من اليوم الثاني. جلب تشارلز معه كتباً لفان دير بوست لم يكن قد قرأها بعد، وعددها 7! قرأها في شهر العسل، وكان علينا تحليلها على الغداء كل يوم"، تروي ديانا.
وتضيف: "في الجزء الثاني من شهر العسل كان علينا تسلية ركاب اليخت (21 ضابطاً و256 رجلاً). لم يكن لدينا أي وقت لأنفسنا، وجدت ذلك صعب التصديق".
في هذه المرحلة، بدأت ديانا تعاني من البوليميا (سوء تغذية حيث يأكل المريض كميات كبيرة من الطعام الى أن يشعر بالعياء ويتقيأ) بشكل ملحوظ.
وتتابع الأميرة: "أتذكر نفسي وأنا أبكي كثيراً خلال شهر العسل. كنت تعبة جداً".
حاولت قطع معصمي
"بعد اليخت، ذهبنا الى بالمورال حيث كان الجميع في استقبالنا. في الليل كانت أحلامي مروعة، كنت أحلم بكاميلا كل الوقت. كنت مهووسة بها. لم أكن أثق بأن تشارلز لن يتصل بها كل 5 دقائق ليسألها كيف عليه التعاطي مع الزواج"، تستكمل الرواية وتقول: "الكل كان يرى أنني أصبح نحيفة جداً ومريضة. الضيوف في بالمورال كانوا يأتون ليتفرجوا عليّ كل الوقت، عاملوني كأنني من زجاج".
وتتحدث الأميرة ديانا عن علاقة تشارلز بوالدَيه فتقول: "كان يخشى والدته ويهاب والده، وأنا كنت دائماً الشخص الثالث في الغرفة. لم يسأل يوماً :"حبيبتي، ماذا تريدين أن تشربي؟" بل كان دائماً يسأل: "أمي، هل ترغبين بشراب؟" ثم :"أبي، هل ترغب بشراب؟" وبعد ذلك :"ديانا، هل ترغبين بشراب؟"
وتشير الى الا مشكلة في ذلك ولكن كان على أحد أن يبلغها بأنَّ هذا الأمر طبيعي، فتقول: "كنت دائماً أزن أن الزوجة تأتي أولاً، تفكير سخيف!"
وتضيف: "بقينا في بالمورال من آب وحتى تشرين الأول. أصبحت نحيفة جداً وكنت مكتئبة حتى أنني حاولت أن أقطع معصمي".
وتكمل الحديث عن مأساتها وعدم تمكّنها من التأقلم في هذه الأجواء بظل تعامل العائلة معها على أنها "مشكلة" ويأتونها بأطباء يصفون لها الأدوية فيما هي بحاجة الى أن يدعوها تتأقلم مع حياتها الجديدة.
كان علينا أن نجد يوماً لألد فيه يتناسب مع جدول تشارلز للعبة "البولو"!
في تشرين الأول من العام نفسه، حملت ديانا من الأمير وليام، وهنا تروي معاناتها المستمرة مع البوليميا في ظلّ عدم تشخيص مرضها بشكل دقيق، اضافة الى العياء الصباحي جراء الحمل. "ومع ذلك كنت أقوم بواجبي" تقول ديانا، وتتابع: "مرة واحدة ألغيت زيارة خلال حملي بوليام، وقد حرص تشارلز على تحميلي الذنب في ذلك".
وتضيف: "كان علينا أن نجد يوماً كي ألد وليام يتناسب مع جدول تشارلز للعبة "البولو". ولدت وليام وعدت الى المنزل مصابة بإحباط ما بعد الولادة، إلا أنَّ الطفل ليس السبب في ذلك، إنما هو أطلق كلّ شيء آخر كان يدور في ذهني".
وبعد، تروي كيف تمّ استبعادها خلال جلسة تصوير الطفل الجديد: "صور لا تنتهي لوليام مع الملكة وتشارلز. كنت مبعَدَة تماماً في ذلك اليوم، وقد شعرت باليأس. لقد كان كل شيء مجهّزاً ولم يسألوني حتى اذا كان التوقيت مناسباً للطفل".
رميت بنفسي عن السلالم وأنا حامل كي ألفت انتباهه
"حين كنت حاملاً بشهري الرابع، رميت بنفسي عن السلالم علّني أحظى باهتمام زوجي فيستمع الي. قلت لتشارلز إنني أشعر باليأس وكنت أبكي كثيراً، فكان رده أن بكائي كاذب وانه لن يستمع الي وقال: "أنت دائماً تفعلين هذا بي، أنا ذهاب لامتطاء الخيل". وعندما عاد تعامل مع الأمر بالنبذ وتابع طريقه خارج الباب".
وتشير ديانا مرات عدة في التسجيلات الى أنَّ أحداً لم يفهمها ولم يفهم أن كلّ ما أرادته هو أن يدعوها تتأقلم مع مركزها الجديد.
وتقول الأميرة التي فطرت قلوب الكثيرين بموتها: "لا أعلم ماذا كان زوجي يقول لها (في اشارة الى الملكة). لقد أخبرها من دون شك عن البوليميا وهي أخبرت الجميع أن هذا هو السبب وراء انهيار زواجنا، وأن الأمر لا بد أن يكون صعباً على تشارلز".
والد تشارلز كان أيضاً متعاطفاً مع ابنه في هذه المسألة، وخلال جدل كبير وقع بين ديانا وتشارلز قال لها الأخير إنَّ والده وافق على أنه في حال عدم نجاح الزواج بعد 5 سنوات، يمكن له أن يعود الى عادات العزوبية.
وللقصة تكملة فتروي ديانا: "خلال جولة على معرض للمواصلات والإتصالات عام 86، أغمي عليّ للمرة الأولى في حياتي. كنا نسير لمدة 4 ساعات ولم أكن قد تناولت الطعام، وأنا افتراضياً كنت من دون طعام لأيام. أذكر أنني كنت أسير وشعرت بالسوء، إلا أنني لم أجرؤ على اطلاع أحد بما كنت أشعر به كي لا يظنوا أنني أتطفل. وضعت يدي على كتف زوجي وقلت له: "عزيزي، أظن أنني على وشك الإختفاء"، وسقطت الى جانبه. أخذني المساعدون الى غرفة، أما زوجي فوبّخني وقال لي إنه كان بإمكاني أن يُغمى عليّ بصمت في مكان آخر وراء الأبواب، لقد كان الأمر محرجاً جداً. أما تبريري فكان أنني لا أعرف شيئاً عن الإغماء."
عانت ديانا من تجاهل زوجها لها كثيراً وهو ما زاد من وضعها الصحي السيئ، حتى أنها قامت بطعن نفسها في الصدر بسكين لأنه رفض أن يستمع اليها، إلا أنه لم يقم بأي ردّة فعل.
غداً تنشر الـDaily Mail المزيد من رواية الأميرة ديانا حول حياتها في قصر بيكينغهام.