بقلم :

يعجبني كثيرا في بلدي هذا المخلوق الهاديء الذي لا يؤذي مهما لحق به من قهر وضيم .. اذ ليس له من هدف سوى أن يأكل ويشرب من فضل الله على الأرض .. ليس لأحد من الخلق فضل عليه بل فضله كثير عليهم .. واني حيثما أكون مسافرا داخل الوطن يشددني الانتباه اليه .. أمعن في هدوءه وطاعته لصاحبه وتحمله كل قرف الحياة وهو لا يكل ولا يمنّ ولا تبدر عنه أية اساءة أو ردة فعل .. حتى بدأت أفكر بجدية أن أقتني حمارا لولا خشية ضجر الجيران من نهيقه الذي لا يستمر لبضع ثوان .

 بعد ظهور انتخابات مجلس الطلبة في الجامعة الاردنية وكانت النتيجة طبيعية بين فائز وخسران .. استذكرت هذا الحيوان المفيد والمعطاء عندما بدأ جمهور الطلبة الخاسرين بتحطيم واجهات كليات الجامعة وتكسير سيارات مدرسيهم وعمدائهم وقطع أغصان الأشجار داخل الحرم الجامعي استعدادا لمقاتلة جمهور الفائزين .. ولولا دقائق قليلة أسرعت فيها لخسرت سيارتي المتعلعلة والتي كانت الوحيدة بين السيارات التي سمح لها بالوصول الى المكان بين الكليات التي وقع فيها الشغب .

 وفي هذه اللحظة .. لحظة الكتابة عن الحمار الاردني الوفي .. الذي يفيد ويعطي وينفع ولا يضر .. تذكرت أيضا جمهور احدى المباريات الاوروبية الذين كانوا يحيّون لاعبيهم بالبلالين الملونة الرفيعة لكنهم ما لبثوا أن اختلفوا فتعاركوا بتلك البلالين دون أن يؤذوا بعضهم بعضا .. وأعتقد في الختام وأستغفر الله على ما أقول أن حمارا نافعا خير من المئات الضارين من بني البشر ..

 ويبقى لي اقتراح على جامعاتنا ليته يخضع للتشاور والدراسة .. وهو معاقبة المعتدين على جامعاتهم بتأجيل منحهم الشهادات لفصل كامل حتى يتذكروا الفرق بينهم وبين الحمير !!! .