حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,20 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 10326

العرب والهزيمة النفسية

العرب والهزيمة النفسية

العرب والهزيمة النفسية

17-06-2017 12:05 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
يصر عليَ قلمي أن أتناول الموضوعات المرتبطة بواقع حالنا العربي بعد تأمله وتحليله بطريقة معمقة بعيدة عن السطحية والسذاجة ، وحقيقة الأمر التي لا بد من الإقرار بها أننا نعاني من أزمة مركبة ، فمن أصعب الأمور على الأمم والشعوب الحية أن تعيش بعيداً عن كرامتها بحياة الهزيمة التي تسلبها كل معنى لحياتها ، وهي تبذل الغالي والرخيص لأجلها كما صورها الشاعر العربي حين قال : وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا .
ومما يؤسف له أننا وصلنا فعلا إلى حالة الهزيمة النفسية بدليل حالة الهوان التي فقدنا فيها كل محاولات الممانعة للهزيمة ، وتزداد هذه الحالة سوء حين ترى شواهد كثيرة من الجهات المفترض أن تبعث فينا روح الأمل ، فتحولت إلى معاول هدم في الجسم المنهك الممزق ، فالإعلام تخلى عن الحيادية ليزيد الشرخ وشقة الخلاف ، وليكون شاهدا على عمق هذه الهزيمة ، وتوظيف الدين في زيادة الخلافات والاختلافات ليكون خادما ومطية للحالة المزرية لبني العرب ، ويتم توظيف الفن بصوره الكثيرة ليكون سهما آخر من السهام التي تنهش في النفس العربية لتعلن استسلامها على الملأ العالمي في زمن الفضاء المفتوح .
ولم تعد المؤسسات السياسية والدينية والإعلامية عوامل وحدة وتقريب بين وجهات النظر في عالمنا المضطرب ، بل أصبحت أدوات تشكيك في كل ما تم تعليمه من قيم وثوابت ، ومن إدعاءات للأخوة العربية ، وما كان يسمى عوامل الوحدة ، فتخلى السياسيون عن قضاياهم الكبرى ، وتخلى الإعلاميون عن التوجيه السليم إلى حالة إطلاق الرصاصة الأخيرة للإجهاز على البقية الباقية من القناعات المحافظة على بعض عوامل الوحدة ولو شعوريا ونفسيا .
وفي تقديري المتواضع أننا نحن العرب المعاصرين هزمنا في كل معاركنا ، ولكن الهزيمة الأنكى والأشد هي الهزيمة النفسية التي نعيشها حاليا ، فالهوية العربية ذابت ، والهوية الوطنية تتلاشى بصورة سريعة رغم كل محاولات المكياج التي تخفى خلفها التجاعيد ، والمؤسسة الاجتماعية تعلن إفلاسها في المحافظة على العائلة الممتدة ، ولم يبق لنا سوى بعض القشور الباهتة في مظاهر لا تمثل الواقع ، وبعض الطقوس الدينية التي تمارس بطريقة العادة ، ولم تعد ذات تأثير كبير لشدة التناقض، وتباين المواقف، واختلاف الفتاوى، وتعارضها مع المصالح ، فلم يعد العرب هم العرب ، ولم يعد الإنسان هو ذلك الإنسان يملأ الزمان والمكان نخوة وقيما ، ولم يعد السراة هم السراة ،ولم يعد كبار هم كبار البلد ، لقد تغير كل شيء في عالمنا العربي ، اللهم لطفك ....اللهم لطفك ....اللهم لطفك .








طباعة
  • المشاهدات: 10326
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم