حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,20 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 17727

وزاره التربيه والتعليم الى اين؟

وزاره التربيه والتعليم الى اين؟

وزاره التربيه والتعليم الى اين؟

17-06-2017 12:13 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

تريثت قبل أن أكتب ، حول الحماسة التي أبداها و يبديها وزير التربية والتعليم ، بإطلاقه تصريحات متتالية ، حول عملية التعلم والتعليم . و كأنه في عجلة من أمره ، وفي حالة تسارع وسباق مع الزمن ، يخاف أن يفوته قطار الحياة قبل أن يكون المنقذ الأعظم لهذه العملية .
و كان الأمل بالوزير ، أن يقوم بالبداية بقراءة متأنية لهجاية وأبجدية الوزارة منذ تأسيسها في عهد الإمارة ، وأن يدرس ويطلع عن كثب ، على خطواتها و مراحل نموها وتطورها و دورها الفعال في مراحل تطور عملية التعلم والتعليم برمتها ، شاملة كل عناصر العملية التعلمية والتعليمية التربوية ، من معلم و متعلم ومنهاج وبيئة صفية ، ومما تتطلبه هذه العمليه من أنشطة .
وأن يطلع على ما قام به سلفه من الوزراء ، وما أرسوه من دعائم لهذه المؤسسة الوطنية ، تبوأت مكانة مرموقة قادرة على أداء دورها الفعال ، في تشكيل و صقل شخصية المتعلم ، بأبعاده الأربعة الرئيسة ، الجسمية ، والعقلية ، والإنفعالية و الإجتماعية ، فجعلته محور العملية التربوية ، و حتى يتحقق هذا ، اهتمت الوزارة بإعداد المعلم الكفء ذي الكفاءة والكفاية ، قبل الخدمة وأثناء الخدمة , فأنشأت دور المعلمين / معاهد المعلمين ثم صارت تحت مسمى كليات المجتمع عندما ألت إلى وزارة التعليم العالي . و اهتمت بعملية وضع المناهج المدرسية القادرة على تلبية حاجات كل من المتعلم و المجتمع .
ولو تناولنا هذه العناصر ، فإن الأمر سيطول ، و لكنني سأكتفي بالكتابة حول نقطتين أساسيتين تسترعيان الإنتباه من خلال ما رشح عن الوزير من تصريحات هما :
أولاهما ؛ انشاء مركز وطني للمنهاج .
لعل الوزير يعلم أو لايعلم ، بأن الوزارة ، قد قطعت أشواطا كبيرة ، في تطوير دورها الفعال ، في تنشئة الأجيال و تهيئة جميع الفرص المتاحة لصقل شخصياتهم وإعدادهم ، ليكونوا بناة حقيقيين للوطن ، فاستحدثت مديريات عديدة ، ولكل مديرية وظيفتها الخاصة ، ضمن عملية تنسيق فيما بينها لتحقق الهدف الأساسي لها وهي تربيه النشء .
ومن بين هذه المديريات ، مديرية خاصة لاعداد المناهج الدراسية ، يقودها طاقم مكون من مجموعة من الخبراء المتخصصين بالمناهج والأساليب ، مهمتها الأساسية وضع المناهج واعدادها على ضوء أسس مدروسة . كما أوجددت فرقا وطنية تتشكل من أكاديميين و مدرسين وأولياء أمور ، لكل تخصص من التخصصات التي تدرس للطلبة ، وهذه الفرق تراعي كل مستجدات العملية التربوية ، وتعمل على وضع الكتب المدرسية و تطويرها وتعديلها كل فترة زمنية .
لقد طرح الوزير فكرة إنشاء هذا المركز ، بصورة لا تخلو من حماسة و اندفاع ، أثارت تساؤلات ، لماذا هذا المركز مع وجود مديرية نشطة قطعت شوطا كبيرا في ذلك ، وأثبتت جدارتها وفعاليتها على مر الزمن ؟
إن وجود هذا المركز ، طرح سؤالا لمن سيكون هذا المركز و من صاحب السعد الذي سيناله كجائزة ترضية ؟ فقد مللنا هذه الجوائز وهي كثيرة ، ولا معنى لوجودها سوى أنها مقاعد منصب عليا مفصلة تفصيلا خاصا لأشخاص محدودين .
أليس الأجدر والأنفع من ذلك هو دراسة وضع مديرية المناهج ، ومعالجة الهنات و الهفوات إن كانت موجودة ؟ والعمل على تطويرها بما يخدم المتعلم والمجتمع بصورة تساير طبيعة العصر و الزمن الذي نعيشه ؟؟

لله درك أيها الوزير ،
ألا تعلم أن وزارة التربية والتعليم الأردنية ، كانت من أوائل الوزارات المعنية في وطننا العربي ، في وضع قوانين خاصة لعملية التعلم والتعليم ، وكان أولها قانون المعارف رقم 20 / 1955 م بتاريخ 5/4/1955م ، وقد ألغي هذا بقانون رقم 16/1964م بتاريخ 11/5/1964م ، وأن هذا القانون يعدل ما بين فترة زمنية وأخرى على ضوء تطور عملية التعلم والتعليم والمستجدات الحديثة في عالم التربية مستفيدة من التقدم العلمي و التكنولوجي .
ثانيها : (لا ناجح ، لا راسب) إن الوزارة ستتحاشى استخدام (ناجح ، راسب) ، وهذه تذكرني بلعبة شعبية كان يمارسها الأطفال والشباب تسمى (لعبة المباطحة) وهي مبارزة ما بين اثنين تقوم على أساس ، أن يقوم أحدهما بطرح الآخر على الأرض و يجلس على صدره حتى يعترف المبطوح بأنه قد خسر اللعبة ، وإذا لم يستطع أحدهما طرح الآخر على الأرض ، وانطرح الاثنان على الأرض بجنب بعضهما سميت ( بالبطح الكلابي ).
فالمعروف محليا و دوليا وعالميا ، أنه لا بد من وجود معايير ومحكات للتمييز بين الأشخاص ، في أي ميدان من ميادين الحياة ، الدراسية ، العمل ، البحث ... إلخ حتى نستطيع أن نكافئ المتفوق ، أو نختار المناسب للعمل من بين المتقدمين لوظيفة أو عمل .
والسؤال الذي يطرح نفسه : ما هي المعايير والمحكات التي ستستخدم إذا استغنينا عن الامتحان الثانوي المعمول به حاليا ؟ وهل البديل الذي تنوي الوزارة إستخدامه قد خضع للتجربة و ثبتت صلاحيته ؟
و عودة على ما قامت به الوزارة سابقا ، عندما أدخلت تدريس مادة الرياضيات المعاصرة ، فقد قامت بإجراء تجربة تدريسها على عدد محدود من المدراس في الشمال والوسط والجنوب ، ضمن خطة مدروسة ، اعدادا و إجراءا و تنفيذا و تقويما . ومن ضمن هذه الخطة ، فقد عقدت دورات عديدة لمعلمي المادة من أجل إعدادهم و تهيئتهم و تأهيلهم و تمكينهم من فهما واستيعابها ، و توفير الشروط والإمكانات المناسبة ليتحقق لها النجاح . وكانت تقوم بعمليتي تقييم و تقويم كل خطوة تخطوها ، وبعد ذلك تجري لها تقويما و تقييما ختاميا . و لما استوفت الدراسة حقها وأعطت ثمارها المطلوبة ، قامت الوزارة بتعميم تدريس الرياضيات المعاصرة في كل مدارس المملكة .
حبذا يا وزير التربية والتعليم ، أن تتريث قليلا وأن تقوم بالإطلاع على ملفات الوزارة ، فهي زاخرة وثرية بالمكنونات التي جعلتها في مكانة مرموقة ، قبل أن تعدو عليها عاديات الزمن ، و الارتجال والشخصنة في بعض من تبوأ قيادتها .
ومما يؤسف له أن الوزارة في تسعينيات القرن الماضي ، تعاقب على قيادتها ثلاثة وزراء عبادلة ، لعب كل واحد دورا أدى إلى تغيير مسارها وإنحرافها ، فالأول لعب على ورقة الجهوية ، والثاني ورقة الأيدولوجية ، والثالث المحسوبية ومما زاد الطين بلة ، أنه في مطلع الألفية الثالثة ومجيء العولمة والحوسبة ، كان بمثابة ضربة موجعة لرسالة الوزارة ، فقامت الوزراة بتطبيق الحوسبة على جميع المدارس بدون إجراء أية دراسة إستطلاعية مسبقة ، و لم تقم بإعداد المعلمين القادرين على التعامل مع الأجهزة ومعرفة أبجدياتها ، و طرق تدريسها ، والأنكى من ذلك قيام الوزارة بتوزيع الأجهزة على مدارس لا يوجد فيها كهرباء ، و تم ذلك خدمة لصفقة تجارية .
وأقدمت الوزارة على استحداث تخصصات و مواد دراسية ذات مسميات مختلفة لا تختلف في جوهرها عن موضوع واحد ، أدى إلى ضياع الطلبة ، في اختيار ما هو مفيد لهم في الحياة العملية و فقدانهم للهجائية والأبجدية .
وقد قام الوزير السابق د.الذنيبات ببعض الإجراءات لإصلاح مسيرتها من حيث الإهتمام بإمتحان الشهادة الثانوية ، فأعاد له بعض هيبته و قيمته ، وأصبح للعلامة قيمة ومعنى ، و كان الأمل به أن يعطي مرحلة التأسيس اهتماما أكثر حتى تكون المخرجات أفضل . ومع ذلك فقد تصدت له عملية شد عكسي من قبل متنفذين لهم جامعات خاصة تضررت من عملية إصلاح الإمتحان الثانوي .
إن نظرة فاحصة إلى تطور الوزارة ،من تاريخ تأسيسها إلى الوقت الحالي ، نجد أنها كانت تخطو خطوات مدروسة، نحو الأفضل على ضوء الامكانات المادية و مستجدات العملية التربوية و قد تعهدها في تلك الفترة الزمنية الذهبية ، بعض الوزراء الذين جدوا و اجتهدوا بالنهوض فيها، و أوصلوها إلى أن تكون مؤسسة وطنية تربوية ،عملت على رفد كل المؤسسات الأخرى بالكوادر المؤهلة القادرة على حمل المسؤولية بأمانة .
وهذه جامعة كامبردج البريطانية العريقة ، إتخذت قرارا بإستحداث بعثة ،( ذوقان هنداوي للتميز التربوي) . أحد وزرائها و الذي تبوأ قيادتها لفترات زمنية طويلة ، وقد اتخذت الجامعة هذا القرار ، إقرار منها بمساهمته( رحمه الله ) ، في تطوير عمليه التربية والتعليم في الأردن على وجه الخصوص ، و الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط على وجه العموم ، حيث ستمنح هذه البعثة سنويا للمتفوقين والمتميزين والذين أكملوا دراستهم الجامعية الأولى و يرغبون بإكمال دراساتهم العليا (الماجستير) في التربية في الجامعة المذكورة .
وإن هذا التكريم لشاهد كبير على أن الوزارة كانت حريصة على تطور عملية التعلم والتعليم ، وهكذا فإننا نرى الآخرين يقدرون و يثمنون جهود بعض من تعهدوا عملية التربية و التعليم ، بينما يغوص بعض الوزراء المتعاقبين منذ تسعينيات القرن الماضي في متاهات وضع البصمات بغض النظر عن قيمتها .








طباعة
  • المشاهدات: 17727
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم