31-10-2008 05:00 PM
نعى زملاء كثر المجلس الأعلى للإعلام وبعضهم نعى إلى جانبه المركز الأردني للإعلام بشيء من الشماتة والعدمية. ولا أدري من أين أتتهم كل هذه الإستنتاجات غير الدقيقة ، والتجريح المجاني ، وأشد عجبي أنه إذا كانت تلك طريقة بعض الزملاء في معالجة ونقد الأمور فعلى الموضوعية ؛ السلام ، بخاصة وأن هاتين المؤسستين الإعلاميتين من أكثر المؤسسات اتصالا بالزملاء ويفترض أنهم يعرفون عنها اأكثر من سواهم .
عانى المجلس الأعلى للإعلام " ليس لعيب بذاته " ولكن لعيب عام يحكم معظم مؤسسات الدولة ، حيث لا استقرار في التشريعات الناظمة لعملها غالباً ما يستدعي تغيير القائمين عليها كما لا توجد استراتيجيات ثابتة وإنما سياسات واجتهادات تحكم الحكومات ، ما لا يسمح بتراكم الخبرات والبناء على المنجزات.
فمنذ البداية ووجه المجلس بحملة تشكيك ، وجرى غير مرة تغيير التشريع الخاص به ورئيسه وتشكيلة المجلس ، وتراوحت مهماته بين حكومة وأخرى بحسب " رؤية " هذه الحكومة او تلك ، ما افقده القدرة على تحقيق إنجازات أكبر مما تحقق .
ومع ذلك أنجز المجلس ادراسات مهنية متخصصة عديدة راقية المستوى، وأجرى استفتاءً استقصائيا سنوياً ، وانشأ معهداً للتدريب .. وتدخل في غير موضع لصالح توسيع مساحة الحريات الصحفية وإنقاذ بعض الصحفيين من مغبة التوقيف . وفي علمي أن ما لا أعرفه أكثر مما أعرفه . وانه كان ممكناً إنجاز أكثر مما انجز لو ان حالة استنقرار تحققت للمجلس ابتداءًـ فضلاً عن حملات التشويش والطخ .
لقد كان مطلوبا ومرغوباً أن يحقق المجلس أكثر مما حقق ، وأن يكون مرجعية مؤسسية لإعلام دولة بقطاعيها الرسمي والخاص ، وان يرسم الاستراتيجية العامة لهذا الإعلام ، وان يكون الحكم فيما قد ينشأ من اختلافات بين أطراف العملية الإعلامية وبينها والدولة ، وأن تكون تشكيلة المجلس أكثر تعبيبراً عن هوية إعلام الدولة ، إضافة إلى المهمات التي مارسها ، وأن يمتلك حرية القرار إلى جانب المؤسسة القضائية ، وأن تكون رؤيته للضرورات التشريعية أكثر احتراماً لدى الحكومات ومجلسي الأمة . لكن الذي حدث أن المجلس ترك يسبح عكس التيار بدون صلاحيات تذكر يرسم طريقه بأقل قدر من المتاح .
أما المركز الأردني للإعلام فقد أنجز ما لم تستطع وزارات الإعلام المتعاقبة إنجازه فقد أتاح لمعظم الصحفيين الأردنيين زيارة معظم المواقع الأردنية الطبيعية والتاريخية والسياحية والبيئية دون تكليف الدولة شيئاً أو يكاد وكانت لديه برامج طموحة على وشك التنفيذ لاستكمال زيارة مختلف أرجاء الدولة وفي الخارج بكل ما يعني ذلك من تعبئة " كأس " الصحفي باستمرار بمزيد من المعلومات المشبعة بالترويح والتغيير والإطلاع .
وهو ما عبرت عنه أقلام العديد من الصحفيين الأردنيين ، لكن فرص النجاح تخضع أحياناً كثيرة للتحاسد والضغينة والتشكيك والتشويه ـ ببالغ الأسف .
المجلس الأعلى للإعلام والمركز الأردني للإعلام لم تكونا تجربتين فاشلتين ، ودفنهما " على طريقة بعض الأقلام " لن تميتهما بحال ، ذلك أن إنجازاتهما تعبر عنهما ، ودفن الأجساد وقرارات دفن الأحياء لا تميت الأفراد ولا المؤسسات .
albuhira@hotmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-10-2008 05:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |