25-06-2017 10:01 AM
سرايا - سرايا - يعاني العديد من المواطنين في أول أيام عيد الفطر السعيد من مشاكل صحية مرتبطة بالجهاز الهضمي؛ نتيجة لاختلاف إقدام الكثيرين على تغيير نظامهم الغذائي المتبع خلال شهر رمضان المبارك، الأمر الذي قد يؤثر على الحالة البدنية والصحية لهم.
وفي هذا السياق، تحدث أخصائي التغذية الدكتور محمد منصور، حول أبرز المشكلات الصحية التي يواجهها المواطنين خلال أيام عيد الفطر وبشكل خاص أول أيامه، بقوله: "خلال شهر رمضان الفضيل يعتاد الجسد على نظام معين من الغذاء؛ يختل ذلك النظام بعد العيد مباشرة نتيجة لتناول الوجبات الدسمة والفسيخ"، لافتاً إلى أن التغيير المفاجئ يصاحبه عدد من المشاكل الصحية سواء من الأصحاء أو من يعانون من الأمراض المزمنة.
وأوضح منصور، في حديثه لـ "دنيا الوطن"، أن المشاكل الصحية للأصحاء تتركز معظمها على الجهاز الهضمي بحيث تشمل "الإمساك، الإسهال، التخمة، الانتفاخ، وفقدان الشهية، والحموضة، وغيرها"، في حين أن الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط وارتفاع الكلسترول؛ فهم يواجهون مشاكل صحية قد تكون أكثر خطراً على الصحة من غيرهم.
وأضاف منصور، أن المصابين بالأمراض المزمنة يتأثرون بالأملاح المتواجدة في الفسيخ والرنجا والغنية بملح الصوديوم، ويمكن أن يؤدي تناولهم لكميات كبيرة منها إلى ارتفاع في ضغط الدم بشكل كبيرة تصاحبه مشاكل صحية أخرى، في حين يمكن لمرضى السكري أن يواجهون مشكلة ارتفاع نسبة السكر في الدم نتيجة لتناول الحلويات.
وتابع: "يتأثر المصابين بالأمراض الأخرى كالكلسترول والدهون بمشكلات صحية نتيجة تناول الكعك ومشتقاته؛ نظراً لارتفاع نسبة الزيوت المهدرجة، منوهاً إلى أن لبعض يسرف في تناول اللحوم الأمر الذي يؤدي لارتفاع في مستويات الكرتسلول والدهون أيضاً".
وأشار منصور، إلى أنه وللحيلولة دون وقوع هذه المشاكل الصحية، يتوجب أولاً المحافظة على العادات الصحية الإيجابية التي اكتسبناها خلال رمضان وفي مقدمتها التنظيم في وجبات الطعام والتركيز على التنويع والاعتدال.
ولفت إلى أنه يتوجب على المواطنين الانتقال التدريجي في النظام الغذائي وتجنيب الجهاز الهضمي أكثر من قدرته وتناول وجبهات خفيفة خلال النهار بين الوجبات الغذائية الرئيسية؛ وذلك لتهيئة الجهاز الهضمي لتغييرات النظام الغذائي".
وتابع: "يجب تناول وجبة إفطار خفيفة، خاصة أن الشعور بالجوع يشكل عدواً للجسم، كما أنه عندما يشعر بالجوع تكون لديه الخيارات الغير صحية، ويبدأ بالتهام كميات كبيرة من الطعام وخاصة الكعك والفسيخ"، داعياً لعدم الإفراط في تناول المشروبات الغازية والصناعية والتقليل من شرب الشاي والقهوة والمنبهات بشكل عام، والاهتمام بشرب الماء لتعويض ما تم فقدانه خلال رمضان وما ينتج عن فقدانه خلال فصل الصيف، خاصة أن المياه تعمل على معادلة الجسد.
وأوضح الأخصائي الصحي، أنه يتوجب على المواطن التأكد من مصدر المأكولات الخاصة بيوم العيد وبشكل خاص الفسيخ؛ حيث يجب أن يضمن مكانه ومصدره، وأن يقوم بفحصه من ناحية اللون والرائحة، مشدداً على ضرورة الامتناع عن تناول الفسيخ غير المملح أو الني وذلك للحيلولة دون الإصابة بالتسمم الغذائي التي تكون أعراضه كالتالي حدوث زغللة ضيف النفس تشنجات غثيان اسهال، داعياً أي شخص تظهر عليه الأعراض للتوجه إلى أقرب مركز صحي.
واستطرد: " حصة الشخص من الفسيخ يجب ألا تتجاوز الـ 100جرام أي أقل من نصف وقية في الوجبة الواحدة، خاصة الحوامل ومرضى القلب والكلى وقرحة المعدة والأطفال، كما ينصح بشرب الماء والمشروبات المدرة للبول ويجب ادراج الخضار للحفاظ على أكبر قدر من الماء".
وشدد على ضرورة الاستعاضة عن حلويات رمضان بالفواكه الطازجة لما تحتويه من ألياف وفيتامينات ومعادن، كما يتوجب على الأشخاص الذين يعانون من السمنة يجب عدم الاكثار من الحلويات، والأمر فرصة في فترة العيد أن نلتزم بالنظام الغذائي الخاص بشهر رمضان
وقال: "ننصح الذين يعانون من الإمساك وفقدان الشهية والحموضة وعسر الهضم، أن يهضموا الطعام جيداً خلال الأكل؛ لتسهيل عملية الامتصاص وبالتالي عملية الإخراج تكون طبيعية، كما أنه يتوجب على من يعاني من فقدان الشهية الابتعاد عن الحلويات والكعك".
وتابع: "يتوجب على الذين يعانون من الحموضة عدم التدخين أو شرب المنبهات على معدة فارغة"، لافتاً إلى أن كل تلك النصاح تجعل الجميع يتمتع بهذا العيد، والذي يمثل فرصة للتأكيد على السلوكيات التي تعلمناها في شهر رمضان الكريم.
وأكمل: "يجب أن نسارع للتعامل مع الحالة الصحية والحيلولة دون تفاقهما الزغللة وازدواجية الرؤية وكل الأمور قد يكون الشخص مصاب بتسمم الغذاء والبكتيريا والتي يستلزم تدخل طبي سريع، أما مشاكل الجهاز الهضمي الخفيفة يمكن حلها بالتزام الشخص بالنظام الغذائي المتنوع الموزع على اليوم والتزامه بالإرشادات الصحية التي تحدثنا عنها من البداية".