31-10-2008 05:00 PM
سرايا -
سرايا- وكالات- تواجه الصحف الورقية أو المطبوعة أزمات متوالية تكاد تنهي عصرا من احتكار أسلوب نمطي معين لنشر وعرض الأخبار والتقارير.
فبعد ظهور تقنيات WEB 2.0 والتي أتاحت فرصة هائلة لمستخدم الانترنت ان يشارك بفعالية سواء بإضافة التعليقات او المشاركة بأنواع الوسائط المتعددة المختلفة ليصبح بعدها المستخدم صانعا للحدث كما هو الحال في البلوجز Blogs المختلفة والتي أدي بعضها إلى تفجير قضايا أو الكشف عن أمور كانت مجهولة لدى الناس حتى وقت قريب.
وكشفت قناة الجزيرة الفضائية في تقرير بثته أن صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية تعتزم التوقف عن إصدار صفحاتها المطبوعة اليومية في عام 2009 وإنها ستكتفي بطبعة الانترنت الى جانب طبعتها الأسبوعية.
وقد عزا بعض المتابعين القرار الى تأثر الصحيفة بالأزمة المالية العالمية، و أدت هذه الخطوة الى ظهور العديد من التساؤلات حول الطرق التي قد تسلكها الصحف في المستقبل، وربما لا يزال العديد من الأشخاص يفضلون متابعة الإخبار و المقالات والتقارير بطبعتها الورقية الا ان الارقام والتطورات تشير الى ان مستقبل الصحافة المطبوعة قد لا يكون مشرقا .
ويربط كثيرون مستقبل النسخة الورقية للصحف والتي بدأت في عام 1605 بحجم البدائل المتعددة التي وفرتها الثورة الرقمية والتي امتد تأثيرها الى الصحافة، فبعض الدراسات الديموجرافية في الولايات المتحدة أكدت ان الاشخاص الاقل من 30 عاما لا يطالعون الصحف اليومية التقليدية وإنما يقرأون الاخبار في معظم الاحيان عبر الانترنت
ولا تنفرد الولايات المتحدة بذلك حيث شهد بيع الصحف في بريطانيا تراجعا في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام (2008) بلغت نسبته 3.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2007 .
وكانت بعض الارقام استنادا الى تقرير حول وضع وسائل الاعلام في أمريكا في السنوات الماضية اشار الى استغناء بعض الصحف كالنيويورك تايمز ولوس انجلوس تايمز عن عدد من محرريها بسبب خسائر مادية بسبب تراجع المبيعات ،لكن يبدو ان يد عون التكنولوجيا ستمتد الى الصحف الورقية وتريحها من ضربات الانترنت الموجعة والمتوالية حيث ستحتوي الصحف في المستقبل على ملفات فيديو بدلا من الصور الثابتة وذلك بفضل لوحة ترانزستور رقيقة للغاية عمل عليها عدد من الباحثين في جامعة لشبونة البرتغالية لتصبح هي الصحيفة اليومية الجديدة والتي ما ان يقترب المارة من بائع الصحف حتى يجدون صحفا رقيقة ذات ملفات متحركة بل وبالألوان.
وتتيح هذه التقنية للمستخدم تحميل طبعات كاملة من الصحيفة من على شبكة الانترنت على شاشات رقمية عاكسة أكثر راحة للعين من شاشات أجهزة الكمبيوتر المحمول أو التليفونات المحمولة التي تشع ضوءا، وكانت محاولات سابقة لناشري كتب لبيع الشاشات الرقمية قد فشلت بسبب ارتفاع الأسعار وقلة الكتب القابلة للتحميل من على شبكة الانترنت.
وتسهل معرفة الاسباب وراء حرص الناشرين على اطلاق مثل هذه الشاشات، فالصحف الرقمية التي تسمى الصحف الالكترونية تستفيد من اتجاهين إعلاميين سائدين هما تزايد الإعلان على شبكة الانترنت وانتشار الأجهزة الالكترونية المحمولة على نطاق واسع.
ولكل الصحف تقريبا مواقع على شبكة الانترنت، لكن قلة من القراء يستمتعون باستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمول خلال تنقلهم وستخفض الصحف الالكترونية تكاليف الانتاج والتوصيل التي تمثل نحو 75 من نفقات الصحف
ويرى بعض الناشرين في الادوات الجديدة وسيلة لمساعدتهم على الحصول على نصيب اكبر من الاعلان على شبكة الانترنت وحماية مؤسساتهم من خلال اتاحة القراءة وأنت بعيد عن المنزل، وقالت جمعية الصحف الأمريكية ان الانفاق على الاعلان في المواقع الالكترونية للصحف ارتفع بنسبة 32 في المائة عام 2005 غير أن هذه النسبة لا تشكل الا اربعة في المائة من اجمالي الانفاق على الاعلان في الصحف
وأكد الإعلامي والكاتب الصحفي جهاد الخازن ان ما حصل لصحيفة كريستيان ساينس مونيتور لم يكن مفاجئا فكل المعلومات المتوفرة مؤخرا تشير الى تراجع كبير في حجم مبيعات الصحف الورقية ففي أمريكا وحدها يوجد حوالي 19 مؤسسة اعلامية تحقق خسائر سنوية والنيويورك تايمز خسرت 54% من قيمتها الدفترية بين 2004 و 2008
وتشير كل التقارير الحديثة الى ان الصحافة المطبوعة في تراجع مستمر في حين تتقدم الصحافة الالكترونية ويزيد حجم الإعلانات عليها ويزيد عدد متابعيها وقد نشرت مؤسسة ABC الإعلامية البريطانية تقريرا عن حجم خسائر الصحف البريطانية في شهر سبتمبر واتضح ان كل الصحف خسرت ما بين 0.5% و 8%
وأشار الخازن الى ان احد الكتاب المرموقين الأمريكيين وهو فيليب ماير اصدر كتابا عام 2004 أسماه (الصحيفة المختفية) أكد فيه ان آخر صحيفة ورقية في الولايات المتحدة ستطبع في عام 2043، ونحن في العالم العربي بالطبع متأخرون عما يحدث حولنا حوالي 10 سنوات وبالتالي فما يحدث في الغرب لن يصيبنا الا بعد 7 الى 10 سنوات
كما اكد الخازن على ان الازمة لا تضرب أمريكا او أوربا وحدهما وانما امتد تأثير الأزمة الى الصحف اليابانية والتي أعلنت انها فقدت العديد من قرائها الى جانب انخفاض نسبة الإعلانات ولكن في العالم العربي بدأت الصحافة الالكترونية في الانتشار وصار لها قراء في كل بلد عربي ولكنها مازالت ليست في مستوى انتشار مثيلاتها في بريطانيا او الولايات المتحدة او اليابان لذا فما زال امام الصحافة الورقية في عالمنا العربي المزيد من الوقت قبل ان تدركها رياح التغيير
وكانت بيانات متعددة قد أظهرت تراجع قراء الصحف في الولايات المتحدة، بنسبة 2.5 في المائة في ستة أشهر (من أكتوبر 2007 إلى مارس 2008 )، ونقلت نقابة الصحف الأمريكية، التي تقوم بتحليل هذه البيانات، أن مبيعات صحف الأحد تراجعت 3.1 في المائة وفقا لـ 610 صحف، فيما استندت نسبة التراجع البالغة 2.5 في المائة كمتوسط في الصحف اليومية المباعة على بيانات 770 صحيفة.
وبالإجمال تساوت نسبة التراجع بين الصحف المباعة أيام الأحد مع تلك المباعة في باقي أيام الأسبوع.
ومنذ سنوات، بدأت مبيعات الصحف تشهد تراجعا مع لجوء العديد من القراء، وبخاصة الشباب، إلى وسائل إعلام أخرى منها محطات الكابل والإنترنت لمتابعة الأخبار ومعلومات أخرى. كذلك فإن تشديد القوانين على التسويق عبر الهاتف أجبر عدة صحف اللجوء لوسائل أخرى لجذب قراء جدد.إلا أنه ورغم تراجع نسبة مبيعات الصحف، فإن عدد قراءها عبر الإنترنت تشهد تزايدا.
وكشفت نقابة الصحف الأمريكية أن مواقع الصحف الإلكترونية زاد متوسط قراءها 8 في المائة في الربع الأول من هذا العام.
وبشكل عام، أظهرت مبيعات الصحف تراجعا في مبيعاتها، فيما قال مصدر في نقابة الصحف الأمريكية إن صحيفة من بين أربع صحف أظهرت ارتفاعا في مبيعاتها أيام الأسبوع، فيما زادت صحيفة واحدة من بين خمس مبيعاتها أيام الآحاد، في الفترة التي أجريت فيها الدراسة.
ومن أبرز الصحف التي استمرت متماسكة، صحيفة (يو اس توداي)، حيث زادت مبيعاتها 0.9 في المائة مع بيع 2272815 نسخة، وبذلك ظلت محافظة على مكانتها بين أبرز الصحف الأمريكية مبيعا.
وتأتي بعدها صحفية (وول ستريت حورنال) مع مبيع 2049786، بتراجع نسبته واحد في المائة، لتأتي صحيفة (ذي نيويورك تايمز) في المركز الثالث مع ارتفاع مبيعاتها بنسبة 0.5 في المائة ومبيع 1142462 نسخة.
وكشفت صحف عدة أخرى تراجعا في مبيعاتها، أبرزها صحيفة (سان فرانسيسكو كرونيكل)، حيث تراجعت مبيعاتها أيام الأسبوع 15.6 في المائة إلى 398246 نسخة.
ومن الصحف البارزة الأخرى التي تراجعت مبيعاتها، صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) بتراجع قدره 5.4 في المائة عند 851832 نسخة، و(ذي واشنطن بوست) بتراجع قدره 3.7 في المائة عند 724.242 نسخة، و(نيويورك دايلي نيوز) بتراجع قدره 3.7 في المائة عند 708477 نسخة، كذلك تراجعت صحيفة (نيويورك بوست) بنسبة 0.7 في المائة، عند 673376 نسخة.
أما على مستوى الصحف العربية فاعتقد ان كلا منا يستطيع ان يلمس بنفسه حجم التراجع الذي أصابها فإذا سألت الشريحة العمرية نفسها والتي اجريت عليها الدراسة خارج عالمنا العربي (هذا اذا ما استبعدنا من لا يهتمون الا بالتفحيط او متابعة الفضائيات التافهة) فسنجد ان حوالي 7 من كل 10 أشخاص لا يقرأون الصحف الورقية بصفة مستمرة ويعتمدون في تلقي معلوماتهم على الفضائيات والصحافة الالكترونية ..وأنت : ماذا تقرأ ؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
31-10-2008 05:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |