حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,20 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 21546

ما بين هرطقات العلمانيه والديمقراطيه الوهميه والبعد عن الدين

ما بين هرطقات العلمانيه والديمقراطيه الوهميه والبعد عن الدين

ما بين هرطقات العلمانيه والديمقراطيه الوهميه والبعد عن الدين

29-06-2017 01:39 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سهير رمضان

دعونا نعترف أننا مجتمع يتخبط مابين افكار الراسماليه والاشتراكيه والعلمانية. تركنا عقيدتنا التي كنا نعيش في ظلها وتحت راية عدالتها .

تركنا الشريعه الاسلاميه واتجهنا نحو العلمانيه وتوهمنا أننا نعيش حياة ديمقراطيه فنحن مجتمع تغلب عليه مصلحة شريحه معينه على بقية شراءح المجتمع فتاهت المجتمعات العربية في خضم الفساد والانانيه والاستبداد فلم يعد يعرف هل العلمانيه أم الاشتراكيه أم الراسماليه هي التي تنقذه وتعيد له حقوقه وكرامته ونسي أن الشريعه الاسلاميه شريعه متكامله تحقق العداله إلاجتماعيه والتكافؤ الإجتماعي. ولماذا كان علينا أن نتبنى العلمانيه التي تنادي بفصل الدين عن الدولة أو عن الحياه او إقامة حياه على غير دين. العلمانيه قامت لظروف ليست في ديننا ولا في تاريخنا وإنما قامت لظروف خاصه في أوروبا حيث حرفت الكنيسه بالدين، ساد نفوذ رجال الكنيسه على الملوك وعلى عامة الناس، قيام رجال الدين بالتشريع من عندهم تحليلا و تحريما حسب مصالحهم،محاربة الكنيسه للعلم،فرض صكوك الغفران،الفساد الخلقي الذي كان يمارسه رجال الدين ومناصرة الكنيسه للمظالم السياسيه والإقتصادية والإجتماعية الواقعه على الناس. كل تللك الأسباب وغيرها ادت إلى نبذ أوروبا للدين واقبالها على العلمانيه باعتبارها مخلصا لها مما عانته من سطوة رجال الدين .

وان كان هناك اسباب لأوروبا ان تفر من الدين فليس هناك مبرر أن نفر نحن المسلمين من الدين الإسلامي بل علينا أن نتمسك بشريعة الاسلام والابتعاد عن العلمانيه وخطورتها على الدين والمجتمع. السياسه جزء لا يتجزء في الإسلام ولا فرق بين السياسه والدين فالإسلام ليس عباره عن ديانه فقط وإنما عباره عن نظام سياسي واجتماعي وقانوني واقتصادي يصلح لبناء مؤسسه دوله. ويتميز الاسلام عن معظم الأديان الأخرى بكونه يتعدى الروحانيات والعبادات ليصل الى السياسه والمعاملات والاقتصاد وجميع جوانب الحياة الإنسانية ليصبح نظاما للحياه كاملا متكاملا من وضع خالق البشر فالمسلم مطالب بحكم إسلامه أن يكون سياسيا أي ان يعنى بكل شؤون امته قال رسول آلله"من لم يهتم لامر المسلمين فليس منهم " هناك العديد من الايات الداله على السياسه "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما"......"وامرهم شورى بينهم".

تعتبر الشريعه الاسلاميه بمثابة الدستور والقوانين والحدود بمثابة قانون العقوبات ولأن الشريعه ربانيه فهي من الخالق العالم بخلقه تخلو من النواقص نتيجه للربانيه. اتصفت الشريعه الاسلاميه بالثبات والمرونه معا ،هناك ثوابت لا تتغير وهناك متغيرات جاءز الإجتهاد فيها بسبب ضرورات الحياة ومتطلبات العصر للموزانه بين مصالح الفرد والمجتمع. بينما نرى أن الانظمه الأخرى غير عادله كالراس ماليه تدوس على رؤوس الفقراء لمصلحة رجال الأعمال والشركات ،والنظام الشيوعي يحد من حرية الافراد الأقتصاديه ويغلق في وجوههم كثير من ابواب الكسب الحلال. اما بالنسبة للنظام الإقتصادي الإسلامي فنجده سمحا وسطيا يضمن للجميع حقوقهم فردا وجماعات ويمنع الاحتكار والربا ويخلق جوا تنافسيا شريفا قاءما على الربح والخساره. الدين الإسلامي وشريعته يغطيان كافة نواحي الحياه الانسانيه فعندما نتبنى افكار علمانيه تريد فصل الدين عن الحياه في مجتمع إسلامي يحمل ديانه تحترم الفرد والمجتمع وتنادي بحقوق الفرد وبالعدل والمساواه والاعتدال والاخلاق والصدق والأمانة والحريه التي لا تؤذي الآخرين هنا تصبح العلمانيه مجرد هرطقات فكل ما يريده الغرب من العرب ان يؤمنوا بها وينتموا لهم وهذه اهم اهداف الاستعمار لتبقى الدول التي كانت مستعمره منتميه لها متبنيه لافكارها. أما بالنسبة للديمقراطيه المتغيبه في المجتمعات العربية فما نلاحظه في المجتمعات العربية في ظل الربيع العربى حيث لم يعمل إبعاد الأنظمة الدكتاتوريه على توسيع دائرة المشاركه السياسيه كما كان متوقعا وإنما ساهم في التضيف المتزايد على الحريات الفكريه والتنظيميه ومن الواضح أن العالم العربي لا يزال يفتقر الى نموذج من الحكم السياسي الحي القادر على بلورة حد أدنى من الاراده الجمعيه والتعبير عن المصالح المتعدده والمتباينه للمجتمع والعمل على تفتيتها وتوفير الإطار المناسب للتوفيق فيما بينها وتجاوز تناقضاتها وحلها بطريقه سلميه. لقد كانت للديمقراطيه وحقوق الإنسان من اهم مطالب شعوب العالم العربي التي صممت وطالبت بالتغير والإصلاح والحريه والديمقراطيه،ومما هو معروف ان قيم ومباديء حقوق الإنسان جزء من الحضاره الانسانيه منذ قديم الزمان وما زلنا نرى بعض دولنا لا تزال ترسخ تحت سيادة انظمه قمعيه تقتل مواطنيها ليل نهار بحجة الحفاظ على كيان الدوله. فالمشهد العربي لا يزال بعيدا عن اجواء للديمقراطيه الحقيقيه. إن حقوق الإنسان مجموعه متكامله من القيم العالميه التي لا خلاف عليها باعتبارها حقوق غير قابله

للتجزءه أو للتخصيص لشريحه دون غيرها فالحريه لا تتجزء والعداله والمساواه للجميع بلا تميز أو تفرقه. هناك تحديات كثيره للديمقراطيه في الوطن العربي:- إنتشار الفقر ووجود شريحه كبيره تحت خط الفقر، البطاله وثقافتها وتزايد عدد العاطلين عن العمل،انحصار الوعي والثقافه في ايدي نخبه قليله من المجتمع،ضعف مساحة الحريه والتعبير عن الرأي.
وهناك ايضا تحديات خارجيه ايضا مصالح واطماع الدول الكبرى وعدم رغبة بعض الاطراف في استقرار وامن الوطن،الخوف من وصول التيارات الإسلامية إلى الحكم عن طريق الديمقراطيه. إن جميع الفئات والقوى السياسية في النهايه جزء لا يتجزء من الوطن فعملية استبعاد الاخر إنما هي قتل لطاقات خلاقه من ابناء الوطن وخلق اشكاليات اجتماعيه تشكل المدخل الاكبر لعدم الاستقرار المنشود والذي يهز كيان البنيه الأقتصاديه والاجتماعيه ويهدد الكيان السياسي والاجتماعي ولعل ما نعيشه اليوم من واقع اليم خير دليل على ذلك. ان كفالة الحريه من قبل الدوله وفق قوانين غير تميزيه هي السبيل إلى تنمية الحريه وصهر الطاقات في برامج المجتمع والدوله وتوحد الإتجاه بين الحكومات والشعوب نحو التقدم والرقي والازدهار. اعتبار حقوق الإنسان العامه خاصه فيما يتعلق بالحريات وحقوق المواطنه والمساواه امورا مقدسه يعد الاعتداء عليها إعتداء على المجتمع ككل.
ان معنى الانتماء للوطن يبدو للجماهير فاقد المعنى فأين الوطن وهو تنهب موارده على يد عدد محدود من ابناءه بينما الغالبيه في ضنك العيش وكيف يكون الإنتماء للفرد باثبات ذاته ويحجب عنه المشاركه في بناء الوطن وتطويره. ليس هناك تناقض بين الفقه الإسلامي والديمقراطيه والإسلام ولد ديمقراطيا ينصب على وجوب المشورى وتاكيده على المساوى والمشاركه الكامله في عملية صنع القرار.
لو كان الغرب كما يدعي انه يساند الديمقراطيه في الدول العربية يجب أن يكون موقفه منسقا بحيث ينبغي إحترام نتائج الانتخابات اذا افرزت وصول اي قوه سياسيه الى الحكم بشرط أن تكون الانتخابات نزيهة. فالطريق نحو الديمقراطيه يحتاج الى احترام حرية التعبير وحقوق الإنسان وسيادة القانون واجراء انتخابات حره نزيهه. واخيرا اريد ان اقول مالايخف على احد ان بعض المسلمين جعلوا من الشريعه الاسلاميه "مكانك سر" جعلوها ذات طابع جمودي بعيده كل البعد عن اللين وهي الشريعه الأكثر ليونه الصالحه لكل زمان ومكان فانقسم المجتمع ما بين مؤسسات جامده او جماعات انقلابيه وكلاهما يجعل من الدين عاملا مضادا للتطور والتحرك للأمام. والمصيبة الاكبر بان ياتي من يحدث العرب والمسلمين عن تطوير مفاهيمهم الدينيه من خلفيات دينية وسياسيه تعلن كراهيتها للاسلام ولو كان هناك من يغير على هذا الدين ويحكم عقله حسب شراءعه ويتقي ربه لما استقر بنا الامر هكذا. فالديمقراطيه في الاسلام وحقوق الفرد والمجتمع في الاسلام والتكافؤ الاجتماعي في الإسلام والعلم في الاسلام وحقوق المراه في الاسلام والاقتصاد والسياسه في الإسلام .








طباعة
  • المشاهدات: 21546
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم