29-06-2017 02:58 PM
بقلم : ديما الرجبي
بعيدة تلك السياسة عن الواقع قريبة إلى وحلهِ، كلما جاء بيان يزلزل أركان المعمورة تيقظنا أكثر لمدى عمق القرارات التي تصب في مصلحة الأنا السياسية وتبتعد كل البعد عن " أنا إنسان" منذ العراق ونحن نتجرع حسرة الفرقة البغضاء وندعي بأن الجسد العربي وإن أصابه سقم سيتعافى وينهض ويضرب بيد من حديد كل أسباب هبوط المناعة فالوقاية خير من العلاج ..
منذ أن أصبح للعرب مشورة مع غير صحبه إختلطت اللغات وسيء فهم النوايا وأصبحنا وتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى
السياسة صانعة القرار تلك اللئيمة لم تفوت فرصةً في إبتعاد تعاضد الأصابع إلا وأطبقت عليه بسكين يبتر القبضة الواحدة وجلّ همها أن تتمسك بيدٍ مقطعة حتى لا تعيد بناء توحدها في يومٍ ما ؟!
أنا فلسطيني أردني قطري إماراتي سعودي بحريني يمني مصري لبناني سوري عراقي تونسي جزائري ليبي عُماني كويتي مغربي تركي ونحن خير أمة أخرجت للناس ..
وعزائنا تلك اللحمة العربية التي ولدت من قلب التناحر العربي ، فكيف تعلم صاحبك إلا عند السقوط ؟!
أيّ حسرة تلك التي جعلتنا مساحة يأكل السراب أفق إقترابها من الوحدة ؟ وأيّ حسرة تلك التي تحدث الزوجة زوجها باكية فزعة من عدم اللقاء ؟ لأن السياسة تدخلت في عمق العلاقات " أرحام ونسب وأزواج وأولاد " ؟!
أيّ حسرة تلك التي خلقت من الفضاء سجناً يقضي على حلم الإقتراب بعدما كنا على مسافة فضاء جوي يجوبه العبور ؟
ولأجل ماذا ؟ طلاب كبلتهم المسافات والسياسة الحمقاء وضيق ذات اليد من دفع تذكرة ترغم المسافرين على عبور مسافاتٍ طويلة للوصول إلى ذويهم ؟!
كيف يؤجل الأمل بأننا عرب ؟ لماذا لعبت السياسة دور العنف الأسري وتحمل تبعاته الأولاد ؟ لماذ لم تُغلب مصلحة أبناءها على خلافاتها ؟
بيت خليجي نوافذه مشرعة على الشعوب كافة تراهم بقلب واحد لا أعلم كيف غلقت النوافذ والأبواب على منزلٍ جمع ولا فرق تعاضد لا تمزق في يومٍ كان أعظم همّ يقض مضاجعنا " الأقصى " أين الشورى وما هو عند الله باق سرمدي فلا الدنيا متاعنا ولا باقية والفتنة الرعناء اقتلوها بقبضة رجل واحد وقلب رجل واحد، وما دون ذلك ندعو الله لكم أن يجعل خلافاتكم برداً وسلاماً ولا تخلقوا حسرة بين الشعوب التي وإن ساءها القرار وعبرت بغضب تارة وحسرة تارة أخرى ما زالت وأنا على يقين رغم أنف الإختلاف بأنها تدعي الله عز وجل بجمع شمل العرب ولا بأس علينا فنحن أمة متعها الله بالحكمة والنفس اللوامة والعفو عند المقدرة ونحن الكاظمين الغيظ العافين عن الناس والمؤلفة قلوبهم والله يحب المحسنين
لا تتركوا في قلوب شعوبكم حسرة تقتات من أجمل وأنقى ما تبقى لنا صلة الأرحام والمودة والرحمة والتعايش بيننا فهذه الفتنة المقيتة ستندحر وتختفي وتبقى تلك الغصة فماذا ستكسبون ؟
ما زال الشعب القطري دافئاً كما عهدناه وما زال الترحاب قائماً بوجه الجميع رغم حجم الألم وها هي شوارع الدوحة تحتفل بالتعاضد الشعبي آملةً أن تعود الأمور إلى نصابها .. ونحن كذلك
والله المُستعان