حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,20 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19083

عندما حزن الفلسطيني سماحة الوالد

عندما حزن الفلسطيني سماحة الوالد

عندما حزن الفلسطيني سماحة الوالد

03-07-2017 08:59 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد محمود سعيد
عاش خمس وثمانون عاما بحلوها ومرِّها وقلّما كانت ايام حلوة في حياته لأنه وُلد مع نهايات الحرب العالميّة الأولى وفي سنة الكساد العالمي وعاش شبابه أيّام الحرب العالميّة الثانية وشهد إغتصاب فلسطين بعينيه وعايش وقاحة العصابات الصهيونيّة شخصيّا واقتلاعهم لشجر البرتقال وهدم مسقط رأسه وفي قمّة عطائه عايش التشريد للمرّة الثانية واحتلال المسجد الأقصى المبارك وقبّة الصخرة المشرّفة .
ومع كل تلك الأحزان والعذابات لم يشعر بمرارة الحزن تملأ قلبه المجروح ونفسه المتألِّمة اكثر من تلك اللحظة التي وقعت عينه على صحيفة فلسطينية تسمّى الشعب بتاريخ التاسع من أيّار عام 1995م حيث قرأ انّ سماحته يزور البلاد بعد غيبة خمسة وعشرون عاما عنها والذي انزل الدمع من عينيه انه قرأ بنفس الصحيفة خبر عودة الشيخ الضامن من نابلس الى البلاد وقال في نفسه هذه الضريبة التي سندفعها في كل وقت وشعر سماحته انه غريب عن وطنه ويأتيها زائرا ويرجع من حيث اتى ولكن اهل الضفة الغربية الذين تمسكوا بارضهم هم اهل الدار يغيبون ويعودون لديارهم متى يشاؤون عندها بكى سماحته على تداعيات الرحيل الذي عايشه قبل حوالي خمسون عاما وتكرّس من الصهاينة قبل حوالي ثلاثون عاما من الزمن الرديئ الذي عايشه سماحة الوالد منذ مولده والذي كانت تخطر بباله كلمات كامل الشناوي والتي ألّفها عام1962 وشدا بها فريد الأطرش وتذكرها الوالد كلما رأى شيبه الأبيض ,
عُدت يا يوم مولدي .. عُدت يا أيها الشقي
الصبا ضاع من يدي .. و غزا الشيب مفرقي
ليت يا يوم مولدي .. كنتَ يوما بلا غد
ليت أني من الأزل .. لم أعش هذه الحياة
عشتُ فيها و لم أزل .. جاهلا أنها حياة
ليت أني من الأزل .. كنت روحا و لم أزل
أنا عمر بلا شباب .. و حياة بلا ربيع
أشتري الحب بالعذاب .. أشتري فمن يبيع؟
أنا وهم .. أنا سراب
وبينما كان سماحته يقول باستمرار نحن جميعا اردنيون نفتدي الأردن بالروح من اجل حبّة تراب لا تضيع وكذلك نحن جميعا فلسطينيون نفتدي القدس وفلسطين بالمهج والأرواح لكي تعود فلسطين لأهلها ويعود مسقط رأس سماحته عربيا فلسطينيا وشعره الأبيض بوسامته ووقاره ولا يُقال عنه زائرا بعد ذلك .
وكم كان صبرك جميلا انك لم تأخذ حقّك على المستوى الرسمي بعد ان خدمت الوطن الأعز الأردن ونظامه وكما انت كنت فاولادك خدموا نفس الهدف ولم يأخذوا حقهم على المستوى الرسمي لأنهم لم يعرفوا النفاق والتسلُّق كما علّمتنا فنحن على العهد باقون هكذا عشت راضيا قانعا للأيتام مُربيا وهكذا نحن وقد اخذنا من العلوم ارفعها ومن الأخلاق ابدعها فما زلنا راضين بخدمة البلد دون مقابل غير رضى رب العالمين .
دمعتك الغالية يا والدي هي التي صنعت فينا وفي احفادك واقرانهم ومضات العزيمة وزنود التصميم على النصر مهما طال الزمن ومسقط رأسك جعلناه قصيدة اودعناها عقول احفادك واحفادنا حال مولدهم لتتحلل مع دمائهم وتسري في عروقهم ما داموا على ظهر البسيطة وما دامت النساء يُنجبن اطفالا من اصول عربيّة يلفظون اسم فلسطين أوّلا .
فرحمة الله عليك يا ايها الطيِّب الباقي للأبد في قلوبنا وارواحنا ونم قرير العين في قبرك في عليّين وسيأتي يوم ما مرسال منّا أو ممّن بعدنا يخبرك ان الحال قد تغيّر الى ما هو افضل بإذن الله .








طباعة
  • المشاهدات: 19083
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم