04-07-2017 11:30 AM
بقلم: أ .د غالب محمد الشاويش - الانتخابات هي الأخت الثالثة للخمر والميسر ، وهي شر لابد منه ، لأنها تسبب العداوة والبغضاء بين الناس ، وقد حذر القرآن الكريم من أي عمل أو فعل يؤدي إلى ذلك ،مصداقا لقوله تعالى : (﴿إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدَّكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ﴾ المائدة/ 91 .
فشارب الخمر عندما يفقد عقله ،يتصرف دون وعي منه ، فربما يقتل ،أو يفعل أفعالا مشينة مع الناس ، تؤدي إلى زرع الفتنة بين أفراد المجتمع، ويسيرون في طريق الحقد والبغض والكراهية إلى أمد طويل .
وكذلك الميسر ، فهو أخ للخمر ، يفعل فعله من حيث زرع العداوة والبغضاء ، وسمي الميسر بهذا الاسم ؛ لأن الغالب يأخذ المال بيسر وسهولة دون كد وتعب أوبذل جهد، علاوة على أنه يأكل أموال الناس بالباطل . فالمغلوب يكون قلبه مملوءا بالحقد والبغض ؛ لأنه خسر ماله ، وخسر مركبته .
أما أخت الخمر والميسر ، فهي الانتخابات ، إذ تتفق معهما من حيث غرس العداوة والبغضاء ، والحقد والكراهية بين الأخوة والأقرباء وتفتيت العشيرة والعشائر ويظنون أن النصر كل النصر مَنْ عشيرته تنجح على العشائر الأخرى ،ــ أي على أبناء بلده ــ فكأن نصرهم على إخوانهم يعادل رجوع الأقصى إلى ديار الإسلام . فالانتخابات تفرق ولا تجمع.
وعلاوة على أنها تسبب العداوة والبغضاء بين الناس، فإنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة فيبقى الإنسان خاشعا في ذكر الانتخابات .
وأعجب العجب تجد أن معظم مؤسسات الدول تقوم على التعيين، ما عدا بعض المؤسسات القليلة التي تحظى بالانتخاب، وكان الهدف البعيد لهذه الدول هو تطبيق نظرية فرق تسد وهي سياسة بريطانية قديمة؛ لأن الشعب في حالة تفرقه، يسهل حكمه وقيادته.
والخلاصة كما لخصها القرآن الكريم، أن الخمر والميسر من عمل الشيطان، ويقاس عليهما موضوع الانتخابات فهي من عمل الشيطان؛ لأنها تترك آثارا سيئة على الناس فمن ذلك العداوة والبغضاء حيث يبقيان في ذاكرة الإنسان دون نسيان.
أما انتخابات اللامركزية فوراء الأكمة ما وراءها، وستكشف الأيام الحبلى شيئا من أهدافها ؟
أ.د . غالب محمد الشاويش