06-07-2017 09:26 PM
بقلم : عمر الرداد
من المؤكد انه من غير المقبول، طرح اية مقاربة تشكل طريقا ثالثا ،تخرج المنطقة من مفهوم الانتصارالساحق اوالهزيمة الماحقة لأي طرف،باعتبارها غير منطقية ’في ظل ادارة الصراعات والخلافات في الاقليم ،بما فيها الصراعات العربية العربية والعربية ومع ايران ، وفق مفهوم من ليس معي فهو ضدي،حيث يغيب اللون الرمادي ،ويتسّيد المشهد اللونان الاسود والابيض فقط. وهذا ما يعكسه اعلام المتصارعين والمختلفين ، عبر الصحافة والتلفزة ومواقع التواصل الإجتماعي.
وبالتزامن مع التغيير في الادارة الامريكية , تفجرت وطفت على السطح الخلافات العربية العربية وفي الاقليم ،وعنوانها الخلاف الخليجي مع قطر ، على خلفية الموقف من مخرجات القمم التي عقدها ترامب في الرياض:ايران والارهاب ،رغم ان تلك الخلافات كانت قائمة قبل قمم الرياض، وبدت الازمة مع قطر فرصة للقيادة الإيرانية، بانتاج عملية إرهابية في طهران ، مشكوك فيها من حيث توقيتها واهدافها، لاخراجها من عزلتها، ولتقول لخصومها انها معهم هدف لارهاب داعش,والتوسع في عملياتها بالبادية السورية ,وصولا لاطلاق صواريخ من غرب ايران ضد داعش في دير الزورالسورية,لتحقيق هدفها الاستراتيجي بتامين طريق طهران بغداد دمشق بيروت,وربما الوصول لحالة صدام مع القوات الامركية شرق سوريا , في المرحلة اللاحقة لاعلان القضاء على داعش, وانتهاء حروب الوكلاء والصغار وبداية حروب او تفاهمات الكبار
ان مفهوم ان كل دولة هي وحدة واحدة ،وان هناك توافقا بين مكوناتها وتيارات الحكم فيها واحزابها وقواها ، تجاه القضايا المطروحه، محليا واقليميا ودوليا ، اصبح بحاجة لاعادة نظر, كابرز الاشكاليات التي افرزتها العولمة في تجلياتها السياسية ومفاهيم الحدود والسيادة الوطنية , اذ لم يعد قائما الا في الدول ذات النظم الشمولية ,فاين العراق الواحد في ظل الصراع الطائفي،وأين سوريا الواحدة اليوم في ظل مشهد التفكيك الجاري فيها, واين تركيا الواحدة في ظل الاردوغانية والغولانية ، والامثلة كثيرة حتى في مشاريع دول تتشكل،كما هو الحال في فلسطين بين فتح و حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة؟
ربما هذه المقاربة تبدو اقل حدة ووضوحا في إيران،وبعيدا عن نظرية المؤامرة بان ما تشهده ايران من صراع داخلي ليس حقيقة ، وياتي ضمن خطط المرشد الاعلى للثورة ،الا ان الوقائع تثبت ان هناك مشروعين ، يتصارعان الاول بقيادة الرئيس المنتخب للتو للمرة الثانية حسن روحاني ،وهو مشروع حداثي يؤمن بالحريات والديقراطية وحقوق الإنسان، والتركيز على هموم ايران الداخلية وانجاز مصالحات مع الغرب ،يؤيده قطاع واسع من الشباب والطبقة الوسطى ، مقابل التيار الثاني الذي يقوده متشددون، بقيادة المرشد الأعلى للثورة المتواصلة منذ اربعة عقود. وهو المشروع الذي تعارضه دول عربية واسلامية اضافة لاغلبية من الدول الكبرى ، وعماده تصدير الثورة،وإشاعة الفوضى والتدخل في دول الإقليم ، من خلال حروب مذهبية،يعتقد القائمون عليه انه سيحقق لإيران اهدافها والاعتراف بها كقوة إقليمية.
لقد كشفت حملات انتخابات الرئاسة الايرانية ، حجم الفجوة في ايران, بين المشروعين ,وهي فجوة تتعمق بلا شك، ويبدو لولا الاجواء التي فرضتها قمم الرياض ، والازمة القطرية مع جيرانها ، لتابعنا فصول حرب اعلامية بين تيار المرشد الاعلى ، وتيار حسن روحاني الذي لم يتلق التهنئة من المرشد , والذي وجه اليه تهديدا وحذره من القطبية وتقسيم المجتمع الايراني ,ولم تتح لروحاني فرصة التعبير عن مواقفه من تدخل الحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الساحات،خاصة وانه كشف خلال حملته الانتخابية عن قضايا حسّاسة كالتمييز بين المواطنين الايرانيين على اساس المذهب, وربما يتابع الرئيس روحاني انجازات واخفاقات الحرس الثوري في الموصل والرقة وحلب وشرق سوريا ، من خلال ما تسمح به الادوات الإعلامية التابعة للتيار المتشدد, وان بعض تصريحاته الاخيرة حول قوة ايران وقدرتها على الرد على الاعداء مرتبطة بالاجواء التصعيدية التي تشهدها المنطقة , وتلافيا لتهمىة الخيانة للثورة ومبادئها واهدافها .
صحيح ان موازين القوى في التحكم بمفاصل الدولة بيد المرشد الاعلى وتياره ، وخاصة القوات العسكرية والاجهزة الأمنية والمؤسسات الاقتصادية، لكن بالمقابل لدى الرئيس روحاني قوة شعبية ، ممثلة بقطاع واسع من الشباب وطبقة وسطى مُنهكة، تؤيده ولم تعد تحفل بالخطاب الايديولوجي وتصدير الثورة ، وتتوق لحياة تجعل بلدهم جزءا المنظومة الدولية، فحجم الازمات الاقتصادية والاجتماعية والفساد والتمييز بين المواطنيين وقضايا المراة وحقوق الانسان ،واخضاع ثروة الدولة الهائلة من قبل الحرس الثوري لدعم تنظيمات(حزب الله وحماس والحشد الشعبي بالعراق والحوثي ) وانظمة موالية (سوريا والعراق) تحظى فقط بدعم اقلية تتحكم بمفاصل الدولة ،فيما ٥٨ بالمئة من الناخبين الايرانيبن المؤيدين لروحاني، اعلنوا رفضهم لمشروع تيار المرشد الاعلى.
ويدرك قادة الثورة الايرانية التي تتولى زمام الحكم في إيران اكثر من غيرهم معنى قدرة القوة الشعبية ، فلم يكن هناك جهاز امني في المنطقة بقوة “سافاك” الشاه ،وسطوته وجبروته عام ١٩٧٩،لكن ظروفا عدة هيأت للثوة اسباب النجاح ،ولم يكن حكم الايات مطلبا للغاضبين حينذاك ، والقيادة الحالية ادرى كم تتشابه ظروف ماقبل تلك الثورة ، مع الظروف الحالية.
وربما على القيادة الايرانية الاستفادة من تجربة الحليف الروسي الحالي بقيادة الرئيس بوتين الُمطلع على تفاصيل تفكيك الأتحاد السوفييتي، ذي الاثنيات المتعددة عام ٩٩٠ دون ان تطلق رصاصة، رغم وجود قيادة كانت تحكم بالحديد والنار ، معززة بترسانة اسلحة تكفي لعشر حروب كبرى، واجهزة امنية ذات قوة ضاربة وسجون اضعاف ما هو موجود حاليا بايران ، فهل يدرك العرب ان ايران ليست واحدة ، وفيها رئيس،ربما يتململ لمد يديه المكبلتين نحوهم، وهل بامكان لو قلة من العرب ان ترى في روحاني، غورباتشوف الذي يتشكل، وان الصورة التي تتدفق عبر وسائل اعلام الحرس الثوري ، والتي ترسم ايران دولة نووية ذات قوة عالمية ضاربة ، تشبه الصورة التي كان كان يرسمها السوفيت ، لكنها لم تمنع الانهيار
ربما تبدو مثل هذه الاطروحة خيّالية,في ظل البيئة المتشنجة القائمة, وخاصة على خلفية تصاعد الصراع في المنطقة على اسس مذهبية وطائفية ,لكن هذا لا يُغيّب الحقيقة بان الخلاف في ايران بين التيارين ليس صورة لخلافات الجمهورين مع الديمقرطيين في امريكا, او المحافظين والعمال في بريطانيا
ولا حتى كالخلاف بين الليكود والعمل في اسرائيل سابقا.
oaalraddad@ gmail.com
من المؤكد انه من غير المقبول، طرح اية مقاربة تشكل طريقا ثالثا ،تخرج المنطقة من مفهوم الانتصارالساحق اوالهزيمة الماحقة لأي طرف،باعتبارها غير منطقية ’في ظل ادارة الصراعات والخلافات في الاقليم ،بما فيها الصراعات العربية العربية والعربية ومع ايران ، وفق مفهوم من ليس معي فهو ضدي،حيث يغيب اللون الرمادي ،ويتسّيد المشهد اللونان الاسود والابيض فقط. وهذا ما يعكسه اعلام المتصارعين والمختلفين ، عبر الصحافة والتلفزة ومواقع التواصل الإجتماعي. وبالتزامن مع التغيير في الادارة الامريكية , تفجرت وطفت على السطح الخلافات العربية العربية وفي الاقليم ،وعنوانها الخلاف الخليجي مع قطر ، على خلفية الموقف من مخرجات القمم التي عقدها ترامب في الرياض:ايران والارهاب ،رغم ان تلك الخلافات كانت قائمة قبل قمم الرياض، وبدت الازمة مع قطر فرصة للقيادة الإيرانية، بانتاج عملية إرهابية في طهران ، مشكوك فيها من حيث توقيتها واهدافها، لاخراجها من عزلتها، ولتقول لخصومها انها معهم هدف لارهاب داعش,والتوسع في عملياتها بالبادية السورية ,وصولا لاطلاق صواريخ من غرب ايران ضد داعش في دير الزورالسورية,لتحقيق هدفها الاستراتيجي بتامين طريق طهران بغداد دمشق بيروت,وربما الوصول لحالة صدام مع القوات الامركية شرق سوريا , في المرحلة اللاحقة لاعلان القضاء على داعش, وانتهاء حروب الوكلاء والصغار وبداية حروب او تفاهمات الكبار ان مفهوم ان كل دولة هي وحدة واحدة ،وان هناك توافقا بين مكوناتها وتيارات الحكم فيها واحزابها وقواها ، تجاه القضايا المطروحه، محليا واقليميا ودوليا ، اصبح بحاجة لاعادة نظر, كابرز الاشكاليات التي افرزتها العولمة في تجلياتها السياسية ومفاهيم الحدود والسيادة الوطنية , اذ لم يعد قائما الا في الدول ذات النظم الشمولية ,فاين العراق الواحد في ظل الصراع الطائفي،وأين سوريا الواحدة اليوم في ظل مشهد التفكيك الجاري فيها, واين تركيا الواحدة في ظل الاردوغانية والغولانية ، والامثلة كثيرة حتى في مشاريع دول تتشكل،كما هو الحال في فلسطين بين فتح و حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة؟ ربما هذه المقاربة تبدو اقل حدة ووضوحا في إيران،وبعيدا عن نظرية المؤامرة بان ما تشهده ايران من صراع داخلي ليس حقيقة ، وياتي ضمن خطط المرشد الاعلى للثورة ،الا ان الوقائع تثبت ان هناك مشروعين ، يتصارعان الاول بقيادة الرئيس المنتخب للتو للمرة الثانية حسن روحاني ،وهو مشروع حداثي يؤمن بالحريات والديقراطية وحقوق الإنسان، والتركيز على هموم ايران الداخلية وانجاز مصالحات مع الغرب ،يؤيده قطاع واسع من الشباب والطبقة الوسطى ، مقابل التيار الثاني الذي يقوده متشددون، بقيادة المرشد الأعلى للثورة المتواصلة منذ اربعة عقود. وهو المشروع الذي تعارضه دول عربية واسلامية اضافة لاغلبية من الدول الكبرى ، وعماده تصدير الثورة،وإشاعة الفوضى والتدخل في دول الإقليم ، من خلال حروب مذهبية،يعتقد القائمون عليه انه سيحقق لإيران اهدافها والاعتراف بها كقوة إقليمية. لقد كشفت حملات انتخابات الرئاسة الايرانية ، حجم الفجوة في ايران, بين المشروعين ,وهي فجوة تتعمق بلا شك، ويبدو لولا الاجواء التي فرضتها قمم الرياض ، والازمة القطرية مع جيرانها ، لتابعنا فصول حرب اعلامية بين تيار المرشد الاعلى ، وتيار حسن روحاني الذي لم يتلق التهنئة من المرشد , والذي وجه اليه تهديدا وحذره من القطبية وتقسيم المجتمع الايراني ,ولم تتح لروحاني فرصة التعبير عن مواقفه من تدخل الحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الساحات،خاصة وانه كشف خلال حملته الانتخابية عن قضايا حسّاسة كالتمييز بين المواطنين الايرانيين على اساس المذهب, وربما يتابع الرئيس روحاني انجازات واخفاقات الحرس الثوري في الموصل والرقة وحلب وشرق سوريا ، من خلال ما تسمح به الادوات الإعلامية التابعة للتيار المتشدد, وان بعض تصريحاته الاخيرة حول قوة ايران وقدرتها على الرد على الاعداء مرتبطة بالاجواء التصعيدية التي تشهدها المنطقة , وتلافيا لتهمىة الخيانة للثورة ومبادئها واهدافها . صحيح ان موازين القوى في التحكم بمفاصل الدولة بيد المرشد الاعلى وتياره ، وخاصة القوات العسكرية والاجهزة الأمنية والمؤسسات الاقتصادية، لكن بالمقابل لدى الرئيس روحاني قوة شعبية ، ممثلة بقطاع واسع من الشباب وطبقة وسطى مُنهكة، تؤيده ولم تعد تحفل بالخطاب الايديولوجي وتصدير الثورة ، وتتوق لحياة تجعل بلدهم جزءا المنظومة الدولية، فحجم الازمات الاقتصادية والاجتماعية والفساد والتمييز بين المواطنيين وقضايا المراة وحقوق الانسان ،واخضاع ثروة الدولة الهائلة من قبل الحرس الثوري لدعم تنظيمات(حزب الله وحماس والحشد الشعبي بالعراق والحوثي ) وانظمة موالية (سوريا والعراق) تحظى فقط بدعم اقلية تتحكم بمفاصل الدولة ،فيما ٥٨ بالمئة من الناخبين الايرانيبن المؤيدين لروحاني، اعلنوا رفضهم لمشروع تيار المرشد الاعلى. ويدرك قادة الثورة الايرانية التي تتولى زمام الحكم في إيران اكثر من غيرهم معنى قدرة القوة الشعبية ، فلم يكن هناك جهاز امني في المنطقة بقوة “سافاك” الشاه ،وسطوته وجبروته عام ١٩٧٩،لكن ظروفا عدة هيأت للثوة اسباب النجاح ،ولم يكن حكم الايات مطلبا للغاضبين حينذاك ، والقيادة الحالية ادرى كم تتشابه ظروف ماقبل تلك الثورة ، مع الظروف الحالية. وربما على القيادة الايرانية الاستفادة من تجربة الحليف الروسي الحالي بقيادة الرئيس بوتين الُمطلع على تفاصيل تفكيك الأتحاد السوفييتي، ذي الاثنيات المتعددة عام ٩٩٠ دون ان تطلق رصاصة، رغم وجود قيادة كانت تحكم بالحديد والنار ، معززة بترسانة اسلحة تكفي لعشر حروب كبرى، واجهزة امنية ذات قوة ضاربة وسجون اضعاف ما هو موجود حاليا بايران ، فهل يدرك العرب ان ايران ليست واحدة ، وفيها رئيس،ربما يتململ لمد يديه المكبلتين نحوهم، وهل بامكان لو قلة من العرب ان ترى في روحاني، غورباتشوف الذي يتشكل، وان الصورة التي تتدفق عبر وسائل اعلام الحرس الثوري ، والتي ترسم ايران دولة نووية ذات قوة عالمية ضاربة ، تشبه الصورة التي كان كان يرسمها السوفيت ، لكنها لم تمنع الانهيار ربما تبدو مثل هذه الاطروحة خيّالية,في ظل البيئة المتشنجة القائمة, وخاصة على خلفية تصاعد الصراع في المنطقة على اسس مذهبية وطائفية ,لكن هذا لا يُغيّب الحقيقة بان الخلاف في ايران بين التيارين ليس صورة لخلافات الجمهورين مع الديمقرطيين في امريكا, او المحافظين والعمال في بريطانيا ولا حتى كالخلاف بين الليكود والعمل في اسرائيل سابقا. oaalraddad@ gmail.com