11-07-2017 10:08 AM
سرايا - سرايا - عصام مبيضين - بدات تتنقل عادة الجاهات من روساء الوزراء السابقين وجنرالات متقاعدين في الأفراح والمناسبات إلى قاعات الوزارات والموسئسات العامة لحل الخلافات .
ناشطون سياسيون سخروا من حادثة جرت بإجراء صلحة بين وزير المياه و احد المقاولين ، حيث تم بث الخبر بشكل رسمي عبر وسائل الاعلام ، و تساءل الناشطون هل ستقوم الحكومة بوضع موازنة سنوية من قبل وزارة المالية و تناقش من مجلس النواب لإقامة خيم و صب القهوة السادة و موظفين ، من اجل حل الخلافات بين المراجعين الى المؤسسات وكبار الموظفين خاصة.
وقد أثارت الجاهة التي توجهت الى وزارة المياه والري اهتمام كبير على مواقع التواصل الاجتماعي ولدى النخب والصالونات السياسية بمشاركة نواب ووزراء ورجال اعمال اهتمامات كبيرة حول دولة الموسئسات والقانون .
والملفت ان الجاهة الجديدة جاءت مع تفعيل الحكومة الالكترونية لتسهيل عملية تحويل الخدمات الحكومية الى الكترونية مكتملة متصلة بهدف تبسيط الإجراءات وتقديمها بأسرع وقت وجهد ممكنين ووفق اعلى درجات الشفافية ، حيث ان أسياسات واستراتيجيات تطوير القطاع العام تركز على تحسين مستوى الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، وتطوير سياسات وتنمية الموارد البشرية وإعادة الهيكلة، فضلا عن تمكين الدوائر الحكومية في مجال رسم السياسات العامة، وبناء الخطط الاستراتيجية، ودعم الإبداع والتميز الحكومي .
ووفق حديث نائب... كيف تكون دولة مؤسسات اذا تم حل القضايا بهذه الطريقة، الجاهات وكيف سيتم اقناع الآخرين باحترام القوانين الناظمة للحياة للجهاز الإداري في الدولة، إذا اطمأن بان إي قضية يمكن حلها ب"فنجان قهوة .
واضافت أن تصل "الجاهات" الى صلب مؤسسات الدولة والجهاز الاداري فهذا أمر غير مقبول نهائيا، فالجهاز الحكومي يعمل ضمن تشريعات واضحة ومحددة يسهل تطبيقها في حال وجود مخالفة من أي مواطن قل أو زاد شأنه .
يجب ان لا يحكمنا في ادارة دولة المؤسسات منطق "الجاهات" واذا كان هناك حاجة ل"تطييب الخواطر" فليس ضروريا ان يكون من خلال جاهه كبيرة تؤم مؤسسة عامة، وكان الاكتفاء باعتذار شخصي خارج مؤسسات الدولة كفيل بإنهاء الواقعة إذا شعر المسؤول بالتهجم الشخصي عليه، فبما ان الإساءة شخصية فان الاعتذار يجب ان يكون شخصيا أيضا، وليس عاما، وعندها للوزير الحق بالتنازل أو عدم التنازل عن حقه الشخصي والقانوني .
وللأسف، فان منطق "الجاهات" كان موضع انتقاد الجهات الرسمية في القضايا والظواهر العامة ، بل أن حكومات تشددت في عدم قبول "الجاهات" والواسطات في إنهاء أي قضية تتعلق بالعنف الجامعي او التنازل عن قضايا إطلاق العياران النارية، الا إننا عدنا ووجدنا ذات المنطق يسود داخل مؤسسات الدولة، أو دولة المؤسسات ، وسؤالي الأخير: هل يسمح أي وزير لموظف باستقبال "جاهة" في قاعة عامة بوزارته اذا تم التطاول عليه من قبل أحد المراجعين؟.
من جانب اخر فان النواب انشغلوا بفض الاشتباك على خطوط التماس بين الحكومة والنواب أنفسهم تحت القبة؛ الأمر الذي يستهلك الكثير من وقت وجهد المجلس العتيدورفضت الجاهات شرب القهوة حتى يتم الاستجابة لطلبها وعودة نواب الى القبة الجاهات أخذت تتكرر مؤخرا لدى النخبة، حتى إن البعض اقترح إقامة بيوت شعر في ساحات العبدلي؛ من اجل حل المشاكل وإقامة دلال القهوة، حيث إن فنجان القهوة السادة يحتل مكانة مرموقة لدى الأردنيين لحل المشاكل، حتى السياسية منها وفق موروث العادات والتقاليد، وانتقلت موضة الجاهات السياسية إلى النواب وكبار الموظفين ، لتجري تحت خيام خمس نجوم وفي القصور والفلل التي تتسع لعدد كبير من الضيوف والفضوليين.