12-07-2017 08:45 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
عندما غا ب فقه التوحيد ان الكون يحكم بشريعة الله وارادته ,ظن المناقون ان الاسلام اصبح ضعيفا امام الكفر, فتراكضوا ليعلنوا كفرهم, فخصال النفاق مبنية على اساس الجبن والتبعية, التي يستخدمها الكفر ولا يحترمها , وهذا واقع مشاهد يندى له الجبين, من واقع الامة وما يقع عليها ..........
البلاء الذي تعرضت له الامة, منذ ما يقارب القرن من الزمان ,هو ناتج عن غياب الجهاد الاعظم للنفس, فيعيش الانسان لياكل وليتلذذ ويظلم ,على حساب كل الشعور , شعور الحياء من الله تعالى, شعور الغيرة على عقيدته وشريعة دينه ,وعلى جنسه وامته,والاسلام هنا لا يكون الا ادعاء وان صام وصلى وحج واعتمر البيت العتيق ,فبالبلاء تصعد الفئة القليلة للايمان وينزل الكثير لدرك النفاق , فالانسان عنصر خام ما لم يصقل نفسه بالايمان ..........
في قصة طالوت وجالوت في صورة البقرة المباركة من القران الكريم دروس وعبر, لمن يدعي بالقول بالاسلام والايمان وعند ابسط امتحان لصدق القول تتناقص الاعداد لتبقى الفئة القليلة الصادقة التي تفوز برضى الله تعالى وتنتصرعلى اعداء الله واعدائها ,بعدما انتصرت على نفسها بمجاهدة اليقظة ,فما كان الابتلاء الا ان يطهرهم من جبن المنافقين عند المعركة ,كما يطهر الامة من منافقيها ..........
بوادر بشارة الامل ظاهرة لاصحاب الايمان اللذين يدركون سنن الله تعالى , فانهيارالشطر الثاني من النظام الراسمالي المادي الهش كونه يقوم على المادة الالحادية التي حاربت القيم بالتضليل, لن يطول ليلحق بالقيم كما لحق بالنظام الشيوعي الاشتراكي الالحادي من قبل , ازمات مالية تتعرض لها الدول الغربية نتج عنها البطالة ,سقوط هيمنة الاعلام المضلل من خلال ظهورالنت والقدرة على توصيل المعلومة الصحيحة ,اصبحت القلوب متفرقة في تصارعها على المصالح المادية,ظهورالتعصب للعرق الذي يفكك المجتمعات, من خلال ظهور اليمين المتطرف , فامهال الله تعالى له حدود على زمن الحياة البشرية , مالم تدرك ان الاسلام حق وانه في داخل ومزروع في النفس البشرية فالله سبحانه وتعالى وجل وعلى هدى النفس للنجدين ,اما كافرا يتعذب بكفره واما مؤمن ينعم بامانه ...........
لقد ربط الايمان بالله تعالى بالايمان باليوم الاخر, وربطت الحياة الدنيا بالموت ومن ثم البعث لليوم الاخر,فليتفكر الانسان بالقبر المنتظروظلمته ووحدته التي لا يعلم متى يزور مقبرته, محملا على اكتاف احبة الدنيا ومشاغل عبادة النفس, والتباهي في كل الوقت بزينتها ,فلا لوم اليوم لمن تربى عليها, ولم يتربى على خلاق اليوم الاخر, ليكون صادقا وفيا للامانة والعهود مع نفسه ومجتمعه وامته ,وهذه من مقاصد التوحيد وتشريع دين الخالق .................
نسال الله تعالى ان يغسلنا من ذنوبنا ,ويعيذنا من النفاق وخصائله ,ويميتنا مسلمين مؤمنين اوابين اليه ,امين بكرم رحمتك يا رحيم , ووحدانية حمدك يا رب العالمين, اللهم ارفع عنا شر ما قضيت لشر ما صنعنا ,فانت تعفوا عن كثير والكثيرعندك كثير, فالكبائر تمحوها بطلب العفو منك والتوبة اليك, لا اله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين, فرفع عنا بها الظلمة ,وكشف عنا الغمة ,والصلاة والسلام على على خير الخلق سيدنا وقدوتنا ,وسيد البشرية ومنارتها لتهتدي للحق وخيره, بعدما اعماها الظلام من التضليل .