12-07-2017 08:48 AM
بقلم : د. طارق زياد الناصر
"يا جماعة لا تخافوا، في اتصال بين كلنا الاردن والديوان، إذا انتوا بتحسو انه في ضغط أو حاجز امامكم خبروني، لكن إذا انتوا بنفس الوقت خايفين كيف نكسر الحاجز، امشوا للامام وانتوا عندكم الدعم والحماية مني، انا متفائل بالمستقبل وبالجيل الجديد" لا زالت هذه الكلمات تملك وقعا خاصا في اذني وذاكرتي منذ قالها جلالة الملك في زيارته لليرموك في العام 2008 ردا على احد الزملاء في جلسة سبقت وضع حجر اساس كليتنا " الاعلام " جمعتنا بجلالته كاعلاميين شباب وقيادات طلابية نسعى لخدمة الوطن وتمثيل جيلنا خير تمثيل.
كان هذا اللقاء وهذه الزيارة مهمة بكل تفاصيلها لكنني اليوم اخترت ان اكتب عن النص المقتبس اعلاه من اقوال جلالته، فقد حاول الملك من خلال كلامه زرع قيمة شبابية مهمة في نفوسنا وهي القوة في الطرح والايمان بما نقوم به في سبيل وطننا وتقدمه، وعدم التردد في الطلب وعدم الخوف من اي معيق أوحاجز، وللامانة ان جلالته عندما يتحدث مع الشباب يتحدث ببساطة وعفوية تكسر الحواجز بين القائد وشباب وطنه ويثير كلامه مخزوننا المعرفي بقوة .
الملك يومها طلب ان نخبره بما يعقينا ويمنع تقدمنا، مؤكدا انه الداعم الاول لنا ولمطالبنا والحامي الرئيس لحريتنا ومقاصدنا حتى نصل معه لمستقبل مزهر، يعكس مقدار الطموح والعمل الذي جعله نهجا وطنيا يقوم على البناء االصحيح، وربما خص اليرموك بهذا االكلام لانها تحتضن كلية الاعلام التي وضع حجر الاساس لها ذلك اليوم، ولان الاعلام اداة تنموية يجب ان تكون قوية في حماية مقدرات ومكتسبات الوطن وان تحافظ على المسيرة وتحميها بمهنية وموضوعية من اي عبث وتساهم في تسريع خطواتها .
مر ما يقارب العشر اعوام على هذا اللقاء ولكنني استذكرته اليوم ولاعتقادي بضرورة الحديث مع جيل الشباب وتحديدا طلبتنا في كلية الاعلام عن اهمية الحرية المسؤولة في الاعلام وعن رؤية جلالته لمستقبل الوطن بشبابه واعلامه، فقد يكون لطلبتي فرصة في فهم المستقبل ودور في صناعته، مع التأكيد على مشاركتهم في انتخابات البلديات وومجالس المحافظات القادمة التي تشكل تحولا مهما في ادارة الشأن العام، معلنين ارائهم وافكارهم واختياراتهم دون خوف من معيق أو حاجز، لان المجالس القادمة هي ايضا جزء من المستقبل.
ختاما لا بد من الإشارة إلى ان الاعتراف بوجود المشكلات هو اول طريق لحلها، واعتقد ان الخوف ما زال موجودا نسبيا كعائق امامنا، ومن هنا فان اشراك الشباب في الشأن العام والاستماع إلى طروحاتهم، وايجاد منهج واضح للتعامل مع وسائل الاعلام مع السعي إلى تطويرها وبناء اطار عام ناظم لعملها يدعم الشباب والتنمية ويسمح بتبادل الاراء على اختلافاتها واتجاهاتها هما طريقان متوازيان لبناء منظومة حرية مسؤولة نرتكز عليها في بناء مستقبلنا وفقا للرؤى الملكية، ولا بد لنا من تفعيل دور المؤسسات المعنية بايصال الشباب بجلالة الملك دون قيد أو شرط ودون تمييز أو تحيز، وبذل اكبر قدر ممكن من الدعم لهذه المؤسسات بما فيها هيئة شباب كلنا الاردن التي ارادها الملك رابطا بينه وبين الشباب الاردني،اضافة إلى العمل مع الشباب والتواصل معهم داخل المجتمعات، وتنفيذ توجيهات الملك الدائمة التي تركز على ايصال شكوى واحتياجات الشباب في القضايا العامة له مباشرة ودون حواجز.