بقلم :

أحد أصدقائي طلب مني تقديم طلب لجهة مسؤولة عن ابتعاث جزارين   (مفردها جزار) لذبح ضحايا الحج في مكة المكرمة ... ترددت بالموافقة و سألته سؤالا : ماشرط هؤلاء ؟؟.

قال: تقدم الطلب وتنتظر المقابلة .

قلت: وما فحوى المقابلة؟؟

قال: تذبح أو تسلخ شاة أمامهم.

قلت : لكني لا أُجيد الذبح والسلخ.

قال: اترك المهمة لي .... سنتجاوز عنك .

قلت : وفي مكة.

قال : (تسوح) مع خلق الله وتؤدي مناسك الحج.

بالتأكيد رفضت الفكرة ، فأنا انشد رضى الله سبحانه وتعالى في هذه الرحلة فهل أبدأُها بالغش والخداع والتدليس؟؟.

(كوتات) عديدة نسمع عنها للنواب والأعيان ولوزراء وشخصيات معروفة ... لا اعتراض على هذه (الكوتات) ... ولكن لمن تذهب ؟؟... أتذهب لأقارب هؤلاء ومعارفهم وقواعدهم الانتخابية، وبذلك يتم تسخيرهم للعمل معهم في الجولات القادمة من الانتخابات، أم لمن؟؟   .

لن يحدث بأن راعيا للأغنام أو عاملا للباطون لم يحلم في يوم من الأيام برحلة الحج يفاجأ بمن يدق بابه يبشره بأن الله كتب له هذه الرحلة المقدسة ، ولن يحدث كذلك إن كان عاملا في مصلحة المجاري والتنظيفات ، ولا لمعلم مُعفر بالطباشير ولا لموظف معين على الدرجة الرابعة .

حتى بعض السفارات التي تتمتع بكوتات من بلدانها وعلى حساب أصحاب الخير فيها لن تتصل بمثل هؤلاء لتنال الأجر من خدمتهم ... تتصل بأصحاب النفوذ هؤلاء وبالأصدقاء ...ومن هم أصدقاء السفارات ؟؟ هم نفسهم أصحاب الكوتات فيزدادون نفوذا في التصرف بما أعطاهم الله .

ليس بغريب أن نشاهد جولات وصولات (التنفيع) الجهوية والإقليمية والعائلية بمناصب ورحلات وبعثات، فهذا أشياء سلمنا بها، لأنها تصب في مصالح هؤلاء الدنيوية ، فليتركوا (التنفيعات) الدينية علَها تصب في رصيدهم عند ربهم.

أناشد كل من لديه نفوذا في هذه الكوتات نفسها أن يتجرأ ويعلن جزء من   هذه الكوتات للرعيان والحمالين والفقراء والمساكين لكي ينال الأجر مضاعفا ... حجا مبرورا وسعيا مشكورا بإذن الله للجميع.