حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20684

الانتخابات البلدية واللامركزيةوسياسة اللامعقول

الانتخابات البلدية واللامركزيةوسياسة اللامعقول

الانتخابات البلدية واللامركزيةوسياسة اللامعقول

18-07-2017 02:46 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبد الهادي الراجح

يؤلمني جدا ما أراه في وطني من أجواء ملتهبة زيادة على حرارة الجو بين أبناء الشعب الواحد وحتى داخل كل بيت في وطني ، وهذا الشحن الذي نراه بسبب الانتخابات الخاصة بالبلديات والأخرى بما يسمى باللامركزية لأول مرة في تاريخ الأردن ، رغم أنني بعيدا شخصيا عن المشاركة بمثل هذه الألعاب البهلوانية التي تشبه السيرك السياسي لحد ما الذي نراه في عالم اللامعقول في وطني .
لذلك قررت الصمت وعدم الحديث أو حتى الكتابة خلال الأيام الماضية عن هذا المهرجان لأسبابي الخاصة وان كنت أتابع كأي مواطن يهتم بالشأن العام سير الأحداث هنا وهناك ، ولكن ما لفت نظري هذا الجو المحموم نحو المشهد والذي يغلب عليه الطابع القبلي الضيق حيث أن أغلب المرشحين لتلك الانتخابات بشقيها البلدي واللامركزي لا يهدف إلا للمنافع الشخصية والبعض الآخر تسجيل موقف على طريقة نحن هنا ، ليس مهما كم من الأصوات سيحصل عليها والكثير منهم والله لا يعرف حتى معنى اللامركزية وتجده بغروره وحماقته أو من يزينون له قرر المشاركة وحتى الترشح بدون برنامج أو لقاءات حتى كتابة هذه السطور في ظل تصحر سياسي وتقاعد حزبي ، فما الذي يعرفه أغلب هؤلاء عن اللامركزية غير الاسم المجرد وللأسف في الاتجاه الآخر هناك إهمال تام من الحكومة وتقصير في نشر الوعي من خلال نشرات ومحاضرات للمرشحين ومناظرات ليعرف الإنسان العادي ما معنى اللامركزية وما الهدف والجدوى منها وما هي وظيفتها ودورها بالضبط ، كل هذه الأشياء لا تزال غير مطروحة رغم أنه لم يعد يفصلنا عن تلك المسرحية إلا أيام معدودة .
وعلى هذا الأساس أتوجس خوفا وقلقا أنا الفقير لله كاتب هذه السطور من انتخابات اللامركزية بشكل خاص على ضوء ما نسمع ونقرأ عن مشاريع عديدة لتصفية قضيتنا الأساسية كعرب فلسطين والتعتيم على تلك العملية زادت الصورة ضبابا وعدم وضوح ، فهل يعقل أن يخوض الوطن تجربة انتخابية تطبق لأول مرة بدون أي اهتمام رسمي وحتى السماح للمرشحين بتوضيح الصورة لقواعدهم الانتخابية ، فما الذي يجري خلف الكواليس ومسرح الأحداث اليوم .

ما دفعني للكتابة عن عملية لا أقتنع بها هو سيدة أردنية محترمة من عائلة أحترمها من العقبة كانت جارة لي قبل أكثر من خمسة وعشرون عاما حيث نادتني أثناء ممارسة رياضة المشي اليومية وكان يشاركها الجلسة عددا من الأقارب حيث طلبت مني دعم ابنها المرشح في الانتخابات اللامركزية ، وبعد دردشة خفيفة حول الموضوع أخبرت تلك السيدة ومن معها أنني لا أصوت لأشخاص بقدر ما أصوت لبرنامج مهما كانت خصوصية أولئك الأشخاص ، واستطردت بالحديث إذا لم تظهر تحالفات فان أي حديث عن عملية الانتخاب يعتبر خارج السياق واستأذنت بالخروج وأنا أتساءل بيني وبين نفسي أي وقت والعملية الانتخابية لم يعد يفصلنا عنها إلا ما يقارب الشهر ولم نسمع إلا عن أسماء ترشحت ونشر دعايات هنا وهناك ولم نسمع من مرشح واحد طرح برنامج أو حتى لقاء لطرح وجهة نظره .
وعلى هذا الأساس أشعر أن هذه الانتخابات هي ممثلين بلا مسرح وأصوات مبهمة من خلف الستار سواء الانتخابات اللامركزية أو البلدية ، ولا أحد يعلم شيء والحكومة تمارس سياسة التضليل على طريقة لا أرى لا أسمع لا أتكلم ، وكأن ما سيحدث من انتخابات كما يسمونها تجري في بلاد الواق واق وليس في وطن منكوب بهكذا حكومة ومثيلاتها .
أما الانتخابات البلدية فهي للأسف ستفرز أسوأ أمراضنا السياسية وأشعر أن جهاز المناعة الوطني يجري سحقه على يد سلطات المفترض أن تحميه .
وليس أخير اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا واكفنا شر الأشرار والمتاجرين بالوطن والوطنية في ظل ميدان فارغ لا يصول ولا يجول فيه إلا فرسان الساحات الفارغة وفق تعبير الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل رحمه الله ولعل أيضا أبرز من وصف تلك الحالات الشاعر العربي الفلسطيني محمود درويش رحمه الله بقول(انتحار المعنى ) ، ولا عزاء للصامتين.








طباعة
  • المشاهدات: 20684
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم