20-07-2017 11:52 AM
بقلم : أ.د عبدالباسط الزيود
في إطار البحث عن شرعية ما لحاكم أو ملك أو رئيس ؛ ينهمك الإعلاميون و السّاسة و الدوائر المعنية في البحث عن عنوان لهؤلاء الحكام ، يسهل من خلاله الولوج إلى عقول شعوبهم و قلوبهم ؛ كسباً لها و رغبة في ترسيخ صورة ما لرمزهم أو حاكمهم أياً كانت تسميته ، و لعل مثل هذه التسميات و العناوين تقود هذه الشعوب للإيمان بعقيدة ما أو الاقتناع بضرورة وجوده و لزوميته و حتمية ارتباط المصير فيما بينهما !.
سقت هذه المقدمة لإقارب حالة مختلفة تماماً ؛ إذ إن التسمية أو العنوان التي أنا بصددها و أتغيا الحديث عنها تمثل حالة نادرة و طريفة و مختلفة ؛ فإذا كانت الحالة الأولى مفروضة من عَلٍ و من الهرم نحو القاعدة فإن صيغة المنادة و الخطاب لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الماثلة في قولنا " سيّدنا " تتخذ بعداً مختلفاً تماماً و ذلك للسببين الآتيين :
- أنها جاءت من القاعدة " الشعب " ، الذي ينظر إلى جلالة الملك نظرة القائد و المعلم و الأب ، و هي حالات تعكس مدى اقترابه منهم و لا تعكس بأي حال تبجيل مصطنع أو خوف ، لا سمح الله !.
- أنها تعني بالضرورة احتراماً كبيراً لسيدنا من لدن شعبه ، و صدقاً في اختيار ما يليق عند مخاطبته .
و إذا كان سيدنا يمثل حالة مختلفة و علامة فارقة بين القادة و الملوك في تواضعه لشعبه و محبته لهم ، فإن الشعب اختار أيضاً أن يشكل حالة نادرة في اختيار العنوان الصادق و الملائم لمخاطبة مليكه و قائده الفذ و الحكيم .