09-02-2008 04:00 PM
بعيداً عن ترف الأكياس والوسائد الهوائية في السيارات الحديثة، فما زلت أعتقد جازما بأن حزام الأمان هو الاختراع الأعظم لسلامة ويستحق مصممه جائزة نوبل!!، لأن هذا الحزام لا يعمل إلا في لحظات الشدة، وفي أضيق الأوقات، فإن سحبته بلطف؛ فسيستجيب وينسحب، أما إن سحبته بعنف؛ فسيمتنع ويثبت، وهنا يكمن جوهر فائدته، ففي الحوادث وعند أدنى اندفاع سريع بعد الصدمة؛ فإنه يحمي أجسادنا ويثبتها في المقعد ويقيها الكسر والصدمات!!. وكي لا تنكسر كأساتنا في الشتاءات الباردة حين نملؤها بالشاي الساخن بشكل مباغت، نتخذ بعض الإجراءات الروتينية، كأن ندفئ الكأس على طرف المدفأة، أو أن نصب الشاي فيها قليلاً قليلاً، كي تعتاد على السخونة، فهي تتعرض للكسر المباشر بعد صب الشاي الساخن، لأنها لا تتحمل التمدد المفاجئ بالحرارة!!. في روسيا يضعون معلقة صغيرة، في كل كأس عند صب الشاي، وتكون المعلقة مصنوعة من الحديد أو النحاس أو الفضة، أو الذهب أحياناً، فهذه المعلقة تعمل كمصدات وقائية، تمتص بسرعة كبيرة حرارة الشاي العالية، وتقلل من سخونته، فتحمي الكأس من التمدد المفاجئ وتقيه كسرا حتمياً!!. من المفروض أن لدينا شبكات سلامة منصوبة وأحزمة أمان تحزمناها تحسباً لتكسرات وصدمات التعويم العظيم، لكننا نخاف من جوهر هذه الأحزمة تحديداً، ونخشى أن تظل أحزمة عادية كتلك التي تثبت سراويلنا الآيلة للسحل، تستجيب بلطف، تماماً كما تستجيب بعنف، أي أنها لا تقدم ولا تؤخر، ولا تثبت جدارته في الشدائد والمصائب، وعند تغول الأسعار وهزهزات السوق، ومع الارتطامات العنيفة كارتطام التعويم!!. ومن المفروض أيضاً أن لدينا ملاعق تمتص الحرارة عنا، فبيوتنا ليست أحسن من كؤوسنا الزجاجية، التي سينصب فيها شلال حارق من الأسعار، ولهذا ستلاقي تكسراً سريعاً، وتصبح بعد صبة أو صبتين هشيما تلمه المكانس وتلتقمه الحاويات: فهل الخمسون أو الأربعون ديناراً كافية وحدها لتلقي الصدمة الحرارية عنا؟؟؟!!، ما نريده هو مصدات حقيقية صادقة تقينا الغليان المسكوب فوق رؤوسنا!!. ولا نريد أحداً ينصحنا أن نكون كوؤساً خشبية أو ابلاستيكية أو فخارية، لا نتأثر بالأسعار المصبوبة، بل نريد إجراءات وأحزمة وملاعق ومصدات حرارية تحمينا، وإلا سنغدو هشيما تجمعه المكانس لأفواه الحاويات!!: ونريد أحزمة أمان تحمينا وأحزمة أخرى نشد بها بطوننا ونثبت سراويلنا: فهذا أوان الشدة؛ فاشتدي زيم!!.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-02-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |