25-07-2017 11:26 AM
بقلم : عبد الهادي الراجح
في ظل ظروف صعبة وما يحدث في وطننا العربي الكبير على أرض فلسطين الطاهرة من مقاومة للاحتلال ولسلطة وهمية أصبحت تنوب عن الاحتلال في قمع الشعب الذي تتحدث باسمه ، وما حدث في الأردن من قضية البطل معارك أبو تايه السياسية أكثر من اللازم وصولا لحادثة سفارة الكيان الصهيوني واستشهاد مواطن أردني على يد قطعان السفارة وتبجح نتنياهو وأعتقد أنه سينجح رئيس تجمع القتلة الصهاينة بأن قطعانه محميين بموجب اتفاقية جنيف ( الآن أصبح حتى المجرم يتكلم بقوانين جنيف ) لحماية جرائم قطعانه بحق الوطن المتواجدين على أرضه ، للوضع في العراق وليبيا بعد الاحتلال وصولا لمصر وسوريا وما يتعرض له القطران الشقيقان من إرهاب ممنهج إلى دول المغرب المأزومة وحتى دويلات الخليج ليست بعيدة عن الأزمات والصراع بينهم أصبح حديث العالم وهو للأسف أبعد ما يكون عن المبادئ والقيم العليا ومصالح الأمة ولكنه صراع على النفوذ والأحضان الصهيو أمريكية في وقت لم يصبح هناك نفوذا لأحد إلا للعدو الصهيوني ومن خلفه أمريكا وأقطاب أخرى كروسيا والصين .
في كل هذه الظروف تطل علينا الذكرى الــ65 لثورة 23 يوليو المجيدة التي جاءت استجابة للقدر ومتطلبات التاريخ والجغرافيا في ظروف كانت أصعب مما نحن فيه اليوم حيث الاستعمار الكونيالي المباشر ونهب ثروات الأمة وتقسيمها لكيانات قطرية وزرع الألغام السياسية بين كل قطر وآخر حتى يتمكن الاستعمار البريطاني الفرنسي والأمريكي بعد ذلك كوريث من السيطرة على الجميع وتنفيذ المخطط الأساسي إيجاد وطن قومي لليهود في فلسطين كما وعد بلفور وكمرحلة أولى لما يسميه المهووسون دينيا إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل كما جاءت التوراة سفر التكوين الإصحاح من 15 إلى 18 حيث يقول حرفيا أن الله أعطى نسل إبراهيم (من اليهود) هذه الأرض من الفرات إلى النيل كما يزعمون ويتقولون على الله بما لا يعلمون .
هذه هي الصورة التي كانت الأمة العربية والعالم عليها قبل فجر ثورة 23 يوليو المجيدة في تلك الأوضاع الصعبة كان هناك مجموعة من الضباط الأحرار الشباب في مصر جمعتهم أهداف وطنية وقومية وكانت أعمار متقاربة وأخذوا يواصلوا الليل مع النهار لتلك الثورة المجيدة وتغير لكل ما هو قائم ، أسسهم وقادهم ضابط عبقري صعيدي ذو ميول قومية ومثقف ثقافة غير طبيعية اسمه جمال عبد الناصر وهو من أسس وقاد تلك الثورة في ذلك الفجر العظيم وتمكن من السيطرة وبدأ في تطبيق المبادئ والأهداف الستة السياسية للثورة وثم بدأ بإعادة مصر للمصريين بعد استعمار ونهب دام أكثر من مائة عام من خلال تأميم قناة السويس والتي كانت دولة داخل الدولة وتأميم الشركات والبنوك والمصانع التي كانت 99% منها بيد الأجانب ، وساهمت الثورة بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر في دعم حركات التحرر ليس في وطننا العربي فحسب ولكن في القارات الثلاثة آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وهذا الثائر العظيم جيفارا يقول للزعيم جمال عبد الناصر في القاهرة أن انتصاركم في السويس على العدوان الثلاثي كان أكبر حافزا لنا في ثورتنا الكوبية وكذلك قال القائد هوجو شافيز عبر قناة الجزيرة بأنه ناصري ويفتخر بالانتماء لمدرسة جمال عبد الناصر ونفس الشيء قاله نلسون مانديلا وغيرهم غيرهم الكثير وهكذا شهد كل قادة التحرر في العالم والقارات الثلاثة بشكل خاص بدور ثورة 23 يوليو الكبير وقائدها بمطاردة الاستعمار من الوطن العربي والقارات الثلاثة والعمل على إقامة نهضة صناعية لجانب الزراعية لأول مرة في مصر التي أصبحت ما بعد الثورة المجيدة مركز إشعاع وتنوير للعالم النامي كله .
لأجل ذلك تعرضت الثورة لمؤامرات كثيرة ومحاولة اغتيال قائدها مرات عديدة وصولا للعدوان العسكري الذي قادته بريطانيا وفرنسا وذيلهم الكيان الصهيوني وقاومتهم مصر في عام 1956م ، وقد عرف بالعدوان الثلاثي وأفشلته وصولا لنكسة حزيران الأليمة عام 1967م ، وهي من ألفها ليائها مؤامرة أمريكية عرفت باصطياد الديك الرومي وهو الاسم السري لتلك العملية التي رسمتها المخابرات الأمريكية .ويومها تنحى القائد جمال عبد الناصر وخرجت الأمة العربية من محيطها لخليجها حتى في فلسطين التي احتل ما تبقى منها حديثا والكل بطالب بعودة القائد ، وعاد بثقة شعبه وأمته وواصل العمل الليل بالنهار لمعركة المصير وأصبح شعار (ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ) الذي أطلقه الزعيم جمال عبد الناصر هو عنوان المرحلة ، وخاضت مصر حرب الثلاثة أعوام التي عرفت بالاستنزاف وقدمت خيرة أبناءها شهداء وعلى رأسهم الفريق أول البطل الشهيد عبد المنعم رياض رئيس هيئة الأركان وكبدت العدو بالمقابل خسائر جسيمة اعترف بها كل قادته ، ووضع جمال عبد الناصر مع كبار قادة جيشه خطة العبور التي عرفت بغرانيت 200 ، وشاءت الأقدار أن تنفذ بعد رحيل القائد جمال عبد الناصر بثلاثة أعوام ولكن خليفته للأسف أفرغها من مضمونها القومي وجعلها من حرب تحرير لحري تحريك وهناك اعترافات لهنري كيسنجر وقادة العدو عن تلك الحرب تلك الاعترافات التي لا تسر صديقا .
ويبقى من ثورة يوليو المعنى والقيمة والدعوة الخالدة للوحدة التي هي أمل الأمة الوحيد في الوجود وأن تعيش بكرامه وحرية في ظل عالم لا يعرف ولا يعترف إلا بالقوة التي لا تصنعها إلا الوحدة والتي عاش واستشهد زعيم الأمة وقائدها جمال عبد الناصر من أجلها .
وكل عام والأمة العربية ومصر الشقيقة الكبرى بألف خير ، ولا نامت أعين الجبناء .