بقلم : هاشم الخالدي

كما كل الاردنيين ما زلت اشعر بالقهر والاهانة والذل مما حدث من تداعيات مخزية على حادثة قيام المجرم " زييف " باطلاق النار بدم بارد على اثنيين من الاردنيين ثم هربه او تهريبه الى الكيان الصهيوني .

واقسم بالله انني داومت بالامس في مكاتب سرايا وبالكاد كنت استطيع التنفس وزاد من قهري اننا تربينا منذ الصغر على اغاني وشعارات " حيطنا مش واطي .... اردني وافتخر ...سجل انا عربي " .

ما زاد من قهري اكثر ان يظهر رئيس الكيان الصهيوني النتن ياهو مبتهجا امام الكاميرات وهو يربت على كتف القاتل " زييف " ويقول له بكل وقاحة " دولة اسرائيل تقف الى جانبك .... انت فعلت الصواب " .

اما اليوم فقد اكمل المجرم " زييف " استفزازه للاردنيين عندما ظهر مع صديقته وهي تقبله وتحضنه فيما يحتسيان كأسا من البيرة ابتهاجا بعودة " الناصر المظفر زاييف " ؟

السؤال الذي يطرح نفسه الان واعتقد ان كل اردني سأل نفسه هذا السؤال ؟؟

هل ما يقوم به الكيان الصهيوني من الاستفزاز العلني للأردنيين فيما يتعلق بحادثة السفارة الاسرائيلية وقبلها اغلاق المسجد الاقصى وعدم الالتفات للنداءات الاردنية لفتح المسجد الاقصى امام المصلين وازالة البوابات الالكترونية  هي مقدمة لرغبة اسرائيلية من اجل التخلص من التزامات اسرائيل امام الاردن والغاء عملية السلام لانها اصبحت عبئا ثقيلا عليها ؟

في الواقع والحقيقة ان الاجابة ، لا.. للاسباب التاليه ؟

اولا :لأن اسرائيل تعتبر ان اتفاقية السلام مع الاردن والتي وقعت في العام 1994 ضمنت لها حدود امنه تمتد لنحو (238كم) مع الاردن حيث كانت هذه الحدود الواسعة منطلقا لعمليات مسلحة ضد الصهاينة قبل توقيع الاتفاقيه وكان الاردن يأمل في المقابل ان ينتعش اقتصاده من خلال هذه الاتفاقيه التي لم تجلب لنا سوى الهم والغم .

ثانيا : اسرائيل تعلم انها خرجت باتفاقية سلام صبت لمصلحتها واعطتها الحق باستئجار اراضي الباقورة ل90 عام قادمه باسعار زهيدة جدا ، لذلك من مصلحتها ابقاء معاهدة السلام وليس الغاءها .

ثالثا : هنالك مثل شعبي يقول " اللي تعرف ديته اقتله " وهو بالضبط ما طبقته اسرائيل بالحرف الواحد مع الاردن فهي تعلم علم اليقين ان الاقتصاد الاردني قائم على المساعدات الخارجية ، وهي لديها كل المعلومات الدقيقة حول توقف بنسبة ٩٥٪‏ من المساعدات الخليجية التي كانت تصلنا من قطر والكويت والسعودية والبحرين والامارات والتي كانت تنعش الاقتصاد الاردني وتدعم قوة الدينار .

رابعا: اسرائيل تدرك تماما ان الاردن ليس لديه الان اي منفذ مالي سوى المساعدات التي اقرها الكونغرس للاردن بواقع 100 مليون دولار و يأمل من الادارة الامريكية ممارسة الضغط الدولي على دول الخليج لاعادة حصته من المساعدات السابقه .

خامسا: علاقة اسرائيل مع ادارة ترامب تختلف اختلافا كليا مع علاقاتها المتوترة السابقة مع ادارة اوباما حيث كانت العلاقة بين اسرائيل وادارة اوباما تصل في احيان كثيرة الى الصدام السري الذي لا يظهر للعلن باستثناء شذرات من التصريحات الناقدة العلنية التي كانت تطلقها هيلاري كلينتون بين الفينة والفينة حتى ولو كانت من باب الاداء المسرحي ، ولذلك كانت اسرائيل تنتظر قدوم شخص متهور مثل ترامب يستطيع ان يفهم التفكير البلطجي لاسرائيل الذي يعتمد على فكر العصابات حيث اتفق معهم تماما وامدهم بالمعنويات العالية في زيارته الاخيرة للشرق الاوسط فاصبح حليفهم واصبحوا الناطقين باسمه في الشرق الاوسط .

لذلك كله ... ظهر نتنياهو امام الشاشات الاسرائيليه امس وهو يربت على كتف القاتل " زييف " ليس من اجل استفزاز الاردن , بل من اجل كسب استعطاف الشعب الاسرائيلي الذي اصبح يرى فيه المخلص والمحرر والبطل والقائد الحريص على شعبه .

اذا نتنياهو يعلم تماما( ديتنا) ويعلم تماما انه مهما فعل فلن نجرؤ على الغاء معاهدة السلام

لان الغاؤها يعني:

1- غضب امريكي

2- وقف المساعدات الامريكيه عن الاردن

3- اغلاق حنفية ما تبقى من مساعدات مالية خليجية للاردن.

4- تخلخل قيمة الدينار الاردني وضعضعة الاقتصاد.

بالنتيجة .. القصة و ما فيها يا جماعة الخير انه الزلمه عرف "ديتنا" .. والسلام

الكاتب : مؤسس موقع سرايا

hashem7002@yahoo.com