29-07-2017 11:02 AM
بقلم : د. فيصل الغويين
كانت الأردن وستظل بوابة فلسطين التاريخية، وخط المواجهة الرئيسي في كل موجات الغزو والاحتلال التي شهدتها فلسطين عبر التاريخ. لقد شارك الأردنيون برجالهم وامكاناتاهم المادية في جميع الانتفاضات الوطنية التي قام بها الشعب الفلسطيني وقدموا ولا زالوا آلاف الشهداء منذ بدايات القرن العشرين؛ ففي نيسان عام 1920 هاجمت القبائل الأردنية المستعمرات اليهودية مساندة لإخوانهم العرب الفلسطينيين في أول صدام رئيسي لهم مع اليهود. وكان كايد المفلح العبيدات أول شهيد أردني وعربي على ارض فلسطين، وقد استمر هذا الدعم طيلة فترة الانتداب البريطاني على فلسطين.
وحينما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة تقسيم فلسطين بين العرب واليهود في تشرين أول 1947 كان المتطوعون الأردنيون طليعة من لبوا نداء الواجب العربي لنصرة أشقائهم الفلسطينيين لمنع تقسيم بلادهم.
إن شعار "الأردن المنقذ" هو المقابل التاريخي والحقيقة التاريخية لشعار العدو "الأردن الوطن البديل". فعلى ارض الأردن حشدت الجيوش العربية الإسلامية بقيادة عمرو بن العاص وحررت فلسطين من البيزنطيين. ومن ارض الأردن انطلقت الجيوش العربية الإسلامية بقيادة صلاح الدين لتحرير القدس وفلسطين من الفرنجة. ومن ارض الأردن ستحرر فلسطين والقدس من الصهاينة.
إن الأوطان تكبر وتزهو وتعظم بعظمة تاريخها وتضحيات شعوبها ورموزها وقادتها. والأردن وريث أول مشروع نهضوي قاده الشريف الحسين بن علي مقاوماً للمخططات البريطانية والفرنسية في المنطقة ولا سيما مخططاتهم في فلسطين، رافضاً لكل العروض والضغوط للقبول بالمشروع الصهيوني، حيث كلفه التزامه بمبادئه عرشه ومملكته ليعيش بقية عمره منفياً في قبرص، حيث توفاه الله في عمان، ليدفن بجوار الأقصى تنفيذاً لوصيته.
أما الملك عبد الله الأول فعاش حياته مسكوناً بمشروع سوريا الكبرى ليسقط شهيداً على أبواب الأقصى رغم التحذير المسبق من مخطط لاغتياله. وعلى ذات الدرب سار حابس المجالي، ومشهور حديثه الجازي، وضحّى هزاع المجالي، ووصفي التل، وفراس العجلوني، وموفق السلطي، وكانوا طلائع شهداء الوطن والأمة.
وسيبقى الأردن كبيراً برسالته التاريخية والروحية وتضحيات قادته وشعبه، ولن يوهنه قول جاحد أو حاقد أو مرتزق. وستظل الهويتان العربيتان الأردنية والفلسطينية هويتان نضاليتان متكاملتان تتناقضان فقط مع المشروع الصهيوني الذي يستهدف الجميع. رغم ضجيج المدعين وتجار الأوطان والمزاودين الذين فقدوا البوصلة، وسار بعضهم بغباء تاريخي قل نظيره في مشاريع تفكيك الأوطان ونشر الفتن، ليكونوا الخادم الموضوعي للمشروع الصهيوني.