29-07-2017 11:07 AM
بقلم : منور أحمد الدباس
بعد سنين عديده سرني بأن تعود بي ذاكرتي الى شيخ جليل قد ترجل قبل سنوات خلت وهو "الشيخ عيسى مصطفى القهوجي "عليه رحمة الله تعالى وقد سكن وعائلته جارا لي منذ عام 1992 .
كان شيخا صادق القول امينا محافظا ومتمسكا ومعتزا بإسلامه كان لا تفوته صلاه يقرأ القرآن في النهار ويقوم الليل ولا اسمع في شقته الا القرآن كان لي بمثابة الوالد والأخ الكبير يحترم جيرانه ويحترمونه ولا يخلو بيته من الزائرين من احفاده وأقربائه وكنت دائما اقدم له كل الإحترام والتقدير .
وكان من صفاته الحسان أنه كاظم الغيض وصابرا هو واسرته لم يبوحوا لي الا بعد عشر سنوات من جيرته أن له ولدا كان مع المناضلين الفلسطينيين وأسر في احدى العمليات الفدائيه في فلسطين وله في السجن اكثر من ثلاثة عشر عاما لم اراهم يوما هو وعائلته يولولون ويبكون ولدهم المسجون في سجن العدو الصهيوني في فلسطين المحتله في الوقت الذي لو سافر احدناوغاب اسبوع ليؤدي عمره يأتي الناس لتوديعه ويبكون عليه اهله طوال الأسبوع حتى يعود .
لم يكن احد يعرف من الجيران ان ولده الكبير مسجون واسمه مصطفى عيس حتى جاء اليوم الذي هاجم فيه الموساد الصهيوني المناضل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حيث كان لها في ذلك الوقت مكتب في عمان وقد تدخل وقتها المرحوم باذن الله الملك الحسين بن طلال وهدد اسرائيل بالغاء معاهدة السلام او ارسال العلاج الخاص بحالته لانقاذ حياته حيث قال لهم جلالة الملك وبكل عنف وغضب شديدين" إن خالد مشعل وحياته في كفه ومعاهدة السلام في كفه " وقد استجاب العدو الصهيوني لطلب الحسين رحمه الله على جناح السرعه ارسلوا الدواء الخاص بحالته وشفي مما كان فيه تماما .
هذا وطلب رحمه الله تعالى الحسين بأن يطلق سراح الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة حماس ومجموعه من المساجين الفلسطينيين من سجون العدو الصهيوني نعم لقد استجاب دون تأجيل او مناوره واطلق سراح الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة حماس في غزة هاشم ومجموعه من المساجين وكان من بينهم ابن جاري المعتقل مصطفى عيسى ونقلتهم طائره خاصه الى عمان وقد استقبلنا ولده مصطفى عيسى في بيت اهله استقبالا حافلا يليق بحضرته شارك فيه الجيران وكل من حضر من الأقرباء والمحبين لهم وعرضت عليهم وقتها كعادة الناس ان اعمل لهم غداء وبإلحاح شديد ولكن لم يقبلوا ذلك .
وبعد سنوات قليله مرض الشيخ ابو مصطفى واشتد عليه المرض ونقل الى المستشفى وزرته في المستشفى وسلمت عليه وقد قال لزوجته اثناء وجودي بقربه مخاطبا زوجته اعطني كأس ماء فالشيطان يقدم لي ماء بكأس من ذهب ويغويني ان اشرب منه ورفضته اعطني يا ام مصطفى ماء حيث كان يمنع الأطباء عنه الماء الا القليل وقد كانت تعرف زوجته في سرها انه في حالة نزاع مع الموت وطلبت منه الدعاء لي واسرتي ودعى لي واسرتي وللممرضه اللتي اسقته الماء بعد ذلك ودعته وغادرت المستشفى الى البيت .
وبعد تقريبا ساعه من الوقت علمت بخبر وفاته عليه رحمة الله تعالى وقد تم فتح عزاء له ثلاثة ايام في ساحة بيتي عليه رحمة الله تعالى ولو كان لي ان اذكر سجاياه وافعاله الحميده وحرصه على دينه ورخص الدنيا لديه وما فيها من المغريات حيث لم تستطع ان تغزوا عقله وقلبه كنت المس ذلك من خلال تصرفاته واخلاقه العاليه .
وله بنات متزوجات الله يستر عليهن ويسعدهن وولدين متزوجين مصطفى وعامر ويحملون صفات ابيهم ومن خلف ما مات ولا تزال ام عياله تسكن جارة لي وهي لا تقل عنه بشيء من سجاياه الحميده المميزه المعطره بذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .ادخلك الله يا ابوا مصطفى جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب .
الداعي له بالرحمة والغفران "إن تكرمتم له الفاتحه "
منور أحمد الدباس "ابو خالد"
dabbasmnwer@yahoo.com