بقلم :

 ينظر حوله متأملا في كروم العنب التي أفنى حياته في حرثها وزرعها ...يلتفت يمنة فلايرى الا اغصانا يابسة ويعاود النظر في الجهة الاخرى فلايجد الا الجفاف...

ينظر في السماء عسى يرى غيما أو سحبا ملبدة في المطر كما كان في ماضيه الغابر لكنه يغض الطرف متألما وباكيا لأن السماء صافية كما لو انها في شهر ايار ...

يتابع نشرات الأخبار في كل ساعة ويخاصة النشرة الجوية عسى منخفض يأتي من قبرص أو حتى من السودان فيفاجئ بارتفاع درجات الحرارة على مدى الاسبوع...

 الشتاء على وشك الرحيل وأعصابه هي ايضا على وشك الانهيار ...ييمم وجهه الى القبلة بعدما احسن الوضوء ينظر الى السماء بكل جوارحه ويبدأ بالدعاء والاستغاثة وتنهمر منه الدموع متذكرا ذنوبه التي بسببها حرم هو وغيره المطر يناجي الله بأسمائه الحسنى يدعوه باسمه المغيث ويناديه باسمه الرازق ياربنا ياربنا غيثا مغيثا اسقنا ...

ياربنا ارحم أطفالا رضعا وشيوخا ركعا وبهائم رتعا ...ويمضي الى بيته منتظرا الفرج بقدوم الغيث ليكرر ماكان تعلمه من حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم بأنه اذا اشتد المطر فليدعو ( اللهم على الجبال والوديان والاكام اللهم حوالينا ولا علينا)... ..