بقلم :

رغم تخصصي لسنوات في الكتابة عن الحوادث والمأسي بحكم عملي الصحفي ....رغم اني اعلم ان الانسانية ماتت والامان ضاع والوفاء اصابته الجروح والرحمة اندثرت من بعض قلوب البشر ...لكني حتما بكيت على ما جرى للطفلة التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها وعلى يد قريب لها ابى وبكل معاني الوحشية ان يرحمها من الذئب الداخلي الذي يعيش فيه ومعه ...نعم ترك له الحرية ان ينهش في طفولة بريئة بل انه نسي ان الاطفال هم احباب الله .

اقولها وبصدق ...كم انا ضعيفة امام هذا الحادث...جريمة ارتكبت من شخص يفترض فيه توفير الامان .. فكل    كلمات القواميس لن    تعبر عن حزني وحزن الناس اللذيت يملكون القلوب الطاهرة     ، اتساءل .... كيف طاوعه قلبه ان يعتدي على محرم له فهذا العمل ترفضه كل الديانات السماوية ، وتهتز له الدنيا لبشاعته ، لماذا لم يرحم براءة طفولتها ، ولم يرحم توسلاتها ،بل انه لم يعطها الوقت لوداع امها وتناول وجبة الغداء بعد رجوعها من مدرستها والحقيبة بيدها ....لم يرحم نحول جسدها وانقض عليها كوحش كاسر ....اتخيلها كانت تعتقد وهي عائدة من مدرستها تركض بفرح وترخي جدائل شعرها ان قريبها بانتظارها ليوصلها للبيت ولم تكن بطهارتها تعلم ماذا يخبيء لها هذا الوغد المستهتر القاسي القلب ....استغل ثقتها به واصطحبها الى مكان منزوي بعيد عن الناس ليهجم عليها وسط استغرابها وبلحظات تسقط حقيبتها وتتهاوى كتبها ودفاترها ...ويلطخ مريول مدرستها بالدم بعد اعتداء اثم على انسانيتها ....ويده الثقيلة تطبق وبكل امعان على رقبتها النحيلة التي لم تحتمل ولفظت انفاسها بسرعة وكأنها تريد ان تعجل موتها وتهرب من منظر اشد مرارة وهو ان الانسانية ماتت قبل ان تموت .....

تصوروا انه لم يرحم الاهل عندما فقدوها وتعبوا بحثا في الاماكن والطرقات والازقة ...باختصار اقول حسبي الله ونعم الوكيل وحده سيعاقبه اشد العقاب وهذا هو العزاء لنا جميعا