03-08-2017 03:38 PM
بقلم : روشان الكايد
أن تنتحر وحدتك ، بمجيء شريك يقتسم معك اللحظات ، أن تنتحر حروفك ، على أحدى معابر القوافي والأزمات ، أن ينتحر الحب فيك بكاء ، جميعها ليست مخيفة كانتحار الانسان كليا وانسلاخه عن الحياة ، وقتله لنفسه .
وحين نستعرض هذه القضية تبعا لاحصاءات وتحليلات دقيقة ، نجد أن عام 2016 ، كان الأعلى معدلا في حالات الانتحار في الأردن ، وراح ضحية هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعاتنا ، 117 شخص ؛ أي بمعدل حالة واحدة تقريبا كل ثلاثة أيام ، وإذا عرف السبب بطل العجب ، ولكي نصل لنتيجة علينا أن نفهم الأسباب ، ونعالجها للخروج بحلول ، فمسؤولية الأسرة والمدرسة والجامعة وبل جميع المؤسسات المعنية ، ببث النشرات التوعوية وعمل دراسة شاملة لهذه الأزمة للوقوف على اسبابها وبل أيضا إيجاد الحلول اللازمة لايقاف هذه المشكلة أو على الأقل التخفيف منها ، لتتناقص تدريجيا ، فالفقر والبطالة والجهل والخلافات الأسرية والفراغ ، أسباب حملت الانسان ما لا يحتمل ، فقد زادت أعداد الأسر القابعة تحت خطر الفقر ، وحين تنتقل من مدينة لأخرى ستجد أحزمة البؤس "بيوت الزينكو" أو بيوت الصفيح ، والتناكيات ، قد ازدادت وانتشرت وامتدت بشكل أوسع مما كانت عليه في السابق دلالة على الفقر وتردي الحال الاقتصادي وانخفاض مستوى المعيشة الفردي ، وشح الدخل إن لم يكن انعدامه ، وتكمن مسؤولية الحكومة ووزارة التنمية الاجتماعية والباحثين الاجتماعيين فيها بعمل دراسة مكثفة ودقيقة لحصر الأسر الفقيرة والمحتاجة والعمل على خلق خطة تنموية تنهض بالمجتمع ، وإلا فإننا سنصبح في إطار اللامبالاة تجاه من يقبعون في الشتاء في كنف الصقيع ، ومن يحترقون حرا بدون كهرباء في الصيف ، فهم من مسؤوليتنا حكومة وشعب ، فالاسلام دين الانسانية والمحبة والتسامح والعدل أوصانا بالسعي على الفقراء والمحتاجين بالزكاة والصدقة ، فأين منهم وزارة الاوقاف وأين منهم وزارة التنمية الاجتماعية ..؟!!
#روشان_الكايد